بإجماع كافة القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية: أَمريكا تقتل الشعب اليمني ( تقرير )
كلُّ قوانين الحروب والمعاهدات الدولية تجرّمُ الدولُ التي تقومُ ببيع وتصدير الأسلحة للدول التي تستخدمُها ضد أهداف مدَنية، وكذلك تجرّمُ الدولَ التي تقوم ببيع وتصدر الأسلحة للدول التي تنتهك حقوق الإنسان، وأَمريكا تتحدّى كُلّ القوانين والمعاهدات وتصدّر الأسلحة التقليدية والمحرّمة للسعودية؛ لقتل الشعب اليمني، وتقوم بكافة المهام في عاصفة الحزم، ابتداءً من الدعم اللوجستي وتحديد الأهداف، حتى المشاركة الفعلية في مسرح العمليات العسكرية، لتتضح المسألة أن عاصفة الحزم حربٌ أَمريكيةٌ بامتياز.
قد يقولُ البعضُ: إن حملةَ #أَمريكا_تقتل_الشعب_اليمني خرجت عن إطار تحديد هُوية المجرم الحقيقي المدان بقتل الشعب اليمني في هذا العدوان، وكان حريّاً بالحملة أن تكونَ موجهةً ضد السعودية، ولكن الحقيقة التي ينبغي على من يطرح مثل هذا القول إدراكها، هي أن الشعب اليمني بات يعي وعياً تاماً أن السعودية مجرّد أداةٍ أَمريكية، وإن ارتقت قليلاً، فستكون شريكةً في هذا العدوان، وكل الوقائع تشيرُ إلَـى أن هذا العدوان في الأَسَـاس جاءَ لتحقيق الإرادة الأَمريكية، فقط من خلال قراءة مجريات العدوان ومراحله وعناصره وحيثياته والمصالح المتحققة منه تثبت ذلك. وحتى لا نغوصُ في سردٍ مطوّل سنشيرُ إلَـى بعض أبرز محطات العدوان للوصول عبر الوقائع، لحقيقة أبوّة أَمريكا بيولوجياً لهذا العدوان.
ففي 26 مارس 2015م، أعلن عادلُ الجبير سفير السعودية بأَمريكا، البدءَ في عاصفة الحزم من مقر السفارة السعودية بواشنطن، فمنذ متى وقرارات الحروب يتم الإعْـلَان عنها على لسان سفير الدولة ومن مقر السفارة؟ ألا يدعو هذا للاستغراب، إذا لم نقل للسخرية، كان الأحرى أن تقوم وزارة الدفاع السعودية بالإعْـلَان عن الحرب على لسان وزيرها أَوْ ناطق الوزارة الرسمي، وفق البرتوكولات المتعارف عليها دولياً، فما الهدف والغاية والمبرر من إعْـلَان الحرب على لسان سفير المملكة بواشنطن؟ قد يقول البعض: إن الإعْـلَان من هناك سببه أخذ الموافقة الأَمريكية ودليل على تلك الموافقة، إذا سلّمنا جدلاً بهذه الفرضية، ألا يمكن للسعودية أخذُ الموافَقة عبر قنوات الاتصال، سواء الرسمية أَوْ السرية وإعْـلَان الحرب من مقر وزارتها؟، المسألة ليست بحاجةٍ إلَـى كثيرٍ من التأويل، فما هو متعارفٌ عليه أن قرار الحرب حين يتم الإعْـلَان عنه من دولةٍ معينة، حتمياً يكون القرار متخذاً من هذه الدولة بغض النظر عن الشخص الذي يصرح به.
التحدي الأَمريكي للمعاهدات الدولية والقوانين الإنسانية
وعلى الرغم من كُلّ قوانين الحروب ومعاهدات جنيف الثلاث والقانون الإنساني الدولي ومعاهدة تجارة الأسلحة الدولية واتفاقية حظر بيع الأسلحة غير التقليدية والقنابل العنقودية، تنص بشكلٍ واضحٍ على أن الدول التي تقوم ببيع وتصدير الأسلحة لدولة تخوض حرباً وثبت استهدافها لمدنيين أَوْ منشئات مدنية وبنى تحتية مدنية واقتصادية، تعتبر تلك الدول المصدرة مساهِمةً ومشارِكة بشكلٍ أَسَـاسي في الحرب وتتحمل تبعات استخدام تلك الأسلحة، وتم إدانتُها بالمشاركة باقتراف جرائم حرب، وهذا ما جعل الصحافة البريطانية والبرلمان البريطاني يهاجمون رئيسَ الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون واتهامه بتوريط بريطانيا بجرائم حرب في اليمن، كما جاء على لسان “أنجوس روبرتسون” رئيس كتلة الحزب الوطني في مجلس العموم البريطاني حيث قال لكاميرون “أنت اتخذت قرارَ المشاركة في الحرب على اليمن وأزهقت أرواح آلاف المدنيين بسبب بيعك للأسلحة البريطانية للسعودية دون أخذ موافقة البرلمان، وحان لك أن تعترفَ أن بريطانيا مشاركة بجرائم الحرب التي حصلت في اليمن”، وقياساً على الموقف البريطاني، ما الذي يدفع أَمريكا لتضرب بكل تلك المعاهدات والاتفاقيات والقوانين عرض الحائط وتتحدى المجتمع الدولي وتقوم بتزويد السعودية بأفتك الأسلحة والقنابل المدمرة، على الرغم من إدانة منظمة العفو الدولية للسعودية وإثباتها عبر تقارير ميدانيةٍ أعدتها، ارتكاب السعودية لجرائم حرب في اليمن واستهدافها بشكلٍ متعمد للمدنيين؟ المسألة ليست مجرّد دعم لدولةٍ حليفة أَوْ حتى مجرد جني أرباح هائلة من صفقات بيعٍ للسلاح، إلا إذا كان في العدوان على اليمن ما يستحق تحدّيها لكل تلك القوانين والمعاهدات الدولية، وتلطيخ وتشويه سُمعتها أمام الرأي العام العالمي؛ كونها تقدم نفسَها براعية الديمقراطية وحقوق الإنسان في كُلّ المحافل.
أَمريكا تدعم العاصفة بكل الوسائل من أجل تحقيق النصر.. لماذا؟
كان بإمْـكَان الولايات المتحدة الاكتفاء ببيع الأسلحة للسعودية، وتجني أرباحاً مهولةً، وكان بإمْـكَانها منْحُ السعودية الضوءَ الأخضر لشن العدوان على اليمن فقط، دون أن تسيءَ للقناع الذي ظلت سنواتٍ طويلةً تعمَلُ على تجميله وتحسينه في نظر العالم، ودون أن تكسبَ عداءَ الشعب اليمني والعديد من الشعوب المناهضة لهذا العدوان لمرحلةٍ زمنيةٍ مستقبليةٍ قد تصل حد الأمَد، ولكن إصرارَها وبذل كُلّ الجهود على كافة محاور العاصفة من أجل تحقيق نصرٍ حاسمٍ لها ينتهي بالسيطرة على اليمن من أجل حليفتها السعودية، هذا الذي لا يقبلُه منطقٌ أَوْ عقل، فهي لم تتورّط وتتوغل بهذا الشكل مع حليفتها إسرائيل أثناء حروبها مع فلسطين ومع المقاومة الإسْلَامية في لبنان.
إذن الانخراطُ الأَمريكي في العدوان على اليمن له دواعٍ أكبرُ من مسألة تحالفها ودعمها للسعودية، الإصرار الأَمريكي على استمرار العدوان ورفع المستوى الجحيمي للحرب لدرجة استخدام القنابل العنقودية والفراغية والذخائر المعززة باليورانيوم الخامل وابادة المدنيين من أجل تحقيق انتصارٍ والسيطرة على اليمن، ليس من أجل السعودية، بل من أجلها هي، وكل الوقائع التي سلطنا الضوء عليها تؤكّدُ ذلك وتثبت أن أَمريكا هي التي تريدُ قتل الشعب اليمني، وأن العدوان على اليمن، حربٌ أَمريكيةٌ بامتياز.
- صدى المسيرة- حسين الجنيد