الخبر وما وراء الخبر

الرئيس المشاط: الثورة ماضية ومستمرة بإذن الله حتى تحقيق الاستقلال التام واسترداد كل حقوق الشعب اليمني كاملة

13

بارك رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط لشعبنا اليمني العزيز احتفالاته بمناسبة الذكرى السابعة لثورته المجيدة، وهنأ قائد الثورة وأبطالنا المرابطين في جميع الجبهات.

وقال الرئيس المشاط في خطاب متلفز له اليوم الثلاثاء، بمناسبة حلول الذكرى السابعة لثورة الـ21 من سبتمبر: إن “احتفالنا بالحادي والعشرين من سبتمبر المجيد تتويج سنوي لنضالات شعب كريم قرر الخلاص من براثن الوصاية والهيمنة والارتهان” موضحا أن ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة وضعت نصب عينيها عزة اليمن ورفعته، ثورة كل ما فيها يمني، وكل ما فيها وطني.

وأضاف:” ثورة 21 سبتمبر لم تولد في أقبية المخابرات الأجنبية ولا في دهاليز الأنظمة والسفارات، وإنما جاءت من أوساط الشعب وولدت من رحم معاناته، مبينا أنها لم تكن نتاجا للحظة طيش أو نزوة عابرة أو عملا فائضا عن الحاجة وإنما كانت ضرورة وطنية وحاجة شعبية وإنسانية.”

وقال: “قبل مجيء الثورة كانت رايات “القاعدة” ترفرف حتى في أجزاء من منطقة سعوان أي في قلب العاصمة، تماما كما هي الآن ترفرف في مأرب وعلى خنادق خصوم الثورة وعرباتهم” مؤكدا أن النظام السابق عمد إلى تفكيك الجيش وتحجيمه وتحويل مهامه من جيش وطني يدافع عن البلد ويحمي ترابه إلى ما يشبه الشركات الأمنية التابعة لأدوات نفوذهم.

وتابع قائلا: “من فرط غباء خصوم الثورة أنهم لا يتوقفون عن عقد المقارنات بين معاناتنا المعيشية اليوم وبين معاناتنا بالأمس متناسين أن كل معاناتنا إنما هي من صنعهم”.

وأردف مخاطبا خصوم الثورة دولا وأدوات “عليكم أن تتذكروا بأنكم أنتم من تحاصرون بلادنا وتجوعون شعبنا، أنتم من تحاربون اليمن منذ قرابة 7 سنوات وتدمرون الاقتصاد والعملة الوطنية وتقصفون الأسواق والشركات والمزارع والمصانع والممتلكات، أنتم من تسيطرون على عمليات البنك المركزي وعلى النفط والغاز وأنتم من تغلقون المطارات والموانئ وتقتلون وتحتجزون أبناءنا العائدين من الاغتراب.”

وأضاف حسب الثورة وشعبها وقيادتها شرفا ومجدا أنهم يقفون ضد عدوانكم واحتلالكم ويدافعون عن بلدهم.

وجدد التأكيد على أن الثورة ماضية ومستمرة بإذن الله حتى تحقيق الاستقلال التام واسترداد كل حقوق الشعب اليمني كاملة غير منقوصة، مخاطبا الشعب اليمني: “ثورتكم المباركة تمثل اليوم الرافعة الوطنية لكل طموحات وآمال شعبكم ولقد أثبتت الأيام نقاءها وصفاءها وصلابتها وقوة وعيها.”

ولفت الرئيس المشاط إلى أن الثورة حاولت من أول يوم أن تصلح الوضع بطرق الحوار والسلمية فعفت عن خصومها وقدمت كل التطمينات، موضحا أنها عبرت عن حكمة كبيرة في التعامل لكن كبر على خصومها الإصغاء لصوت العقل فقرروا وأدها بالقوة ليبدأ فصل جديد من فصول الثورة.

وأضاف أن الثورة أثبتت بكل ما تعنيه الكلمة بأنها وجدت لتبقى وتستمر، وهذا ما تقوله الإحداث والوقائع، مبينا أن إدراك طبيعة وحجم وتوقيت الحرب العدوانية التي شنت علينا يكفي لندرك قيمة وأهمية ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.

ونوه إلى أن هذه الثورة يحسب لها أنها أدارت المعركة بكفاءة منقطعة النظير واستطاعت في خضم الحرب والحصار أن تبني جيشاً وطنياً يمنيا عملاقا وتصنع وتطور كل متطلبات المعركة، وأن تحقق الأمن وتطيح بعتاولة الفساد ونجحت في تصحيح الكثير من الاختلالات في جوانب القضاء والأمن، كما وضعت الثورة البرامج ومشاريع البناء والتصحيح في مؤسسات الدولة وتحسين أدائها، مشيدا بصمود الثورة الأسطوري الذي أسقط كل الأسقف الزمنية المرسومة والمحددة للحرب العدوانية وأحبط أهداف العدو وأفشل كل سياساته ورهاناته.

وأكد الرئيس المشاط أن الثورة الآن على مشارف مرحلة جديدة ترتكز على دفعات إضافية من البناء والتأهيل والتدريب والتطوير في جميع المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والخدمية،

وختم الرئيس المشاط خطابه بالنقاط التالية:

أولاً – نجدد تهانينا مرة أخرى لكل الثوار والأحرار من أبناء وبنات شعبنا في عموم البلاد، ونشدد على ضرورة مضاعفة الجهود في رفد الجبهات العسكرية وتعزيز وحدة الجبهة الداخلية وتوسيع دوائر التواصل والتكامل والتعاون بين جميع مكونات الموقف الوطني واستشعار المسؤولية تجاه كل استحقاقات ومتطلبات المرحلة الكبيرة والمتقدمة التي وصلت إليها نضالات شعبنا الصابر والصامد.

ثانياً – أبارك للشعب اليمني انتصارات أبناءه الأبطال في جميع الجبهات وأحيي مقاتلينا البواسل في الجيش واللجان الشعبية قادة وضباطا وأفرادا في مختلف الجبهات والمحاور وفي جميع الوحدات والتشكيلات العسكرية المتعددة وأبارك لهم كل ما يحرزونه من انتصارات متسارعة سواء على المستوى الميداني أو على مستوى البناء والتحديث والتطوير، كما أحيي العيون الساهرة على أمن الوطن والمواطن، وأشكر قيادة الداخلية وجميع قيادات ومنتسبي الأجهزة الأمنية المتعددة على جهودهم الكبيرة وما يحرزونه كل يوم من نجاحات رائعة سواء على مستوى الضبط أو على مستوى البناء والتصحيح.

ثالثاً – أشكر كل الأخوة في جبهة العمل الخارجي وأحيي جهود الشباب اليمني في الخارج وكل الناشطين الأحرار من أبناء أمتنا العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، وأهيب بالجميع الاستمرار في مضاعفة الجهود ومواصلة التضامن مع مظلومية الشعب اليمني ورفع الصوت عاليا للمطالبة بوقف ما يتعرض له اليمن من حصار مطبق وعدوان جائر، كما أحيي جهود الأخوة والأخوات قيادة ومنتسبي السلطات الثلاث وجميع منتسبي مؤسسات الدولة وأجهزتها الحكومية المختلفة على كل ما يجترحونه من جهود مشكورة ومقدرة.

رابعاً – نؤكد حرصنا على السلام الدائم والشامل واستعدادنا التام للانخراط في مفاوضات جادة وحقيقية، ونحمل طرف العدوان المسؤولية الكاملة عن إعاقة وعرقلة السلام جراء تمسكه بالحصار المستمر واستعماله كسلاح عسكري وتفاوضي وندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إدانة الحصار والعمل على وقفه باعتباره جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وعملا تعسفيا يتنافى مع أخلاق الحروب وينتهك كل القوانين والقرارات والمواثيق الدولية والإنسانية، وهو فوق ذلك عمل إجرامي يتسبب في مضاعفة معاناة الشعب اليمني العزيز ويتسبب في وفاة الكثير من المحتاجين للسفر، ويتنافى تماما مع حسن النوايا ومقتضيات بناء الثقة وتنعدم معه الأجواء الداعمة لنجاح أي جهود قد تبذل في طريق السلام، لا بل ويفرغ جهود المبعوث وكل أحاديث السلام عن محتواها ناهيك عن كونه ينطوي على إعاقة واضحة تنفي أي إمكانية لعقد المفاوضات.

خامساً – نعبر عن سخط شعبنا تجاه الدور العدائي الذي تلعبه بريطانيا وندعو الشعب البريطاني وكل جهات الضغط في المملكة المتحدة إلى مغادرة الصمت والى وضع حد لتصرفات الحكومة البريطانية التي جلبت لشعبها العار بسلوكها العدواني والبشع تجاه الشعب اليمني العزيز، كما ندين ونشجب الموقف الأمريكي والدولي بشكل عام وتعاطيهم المضلل للرأي العام العالمي تجاه موضوع السلام في اليمن ونعتبر أن الأسلوب الأممي والدولي بشكل عام واحدا من أهم أسباب إطالة الحرب في اليمن باعتباره أسلوب يفتقر للحياد والموضوعية ولا يساعد على تحقيق السلام وما يزال منحازا ضد الشعب اليمني وضد آماله وتطلعاته.

سادساً – ندعو قيادة التحالف إلى مراجعة حساباتها وسياساتها العدائية تجاه اليمن والوقوف بجدية على مآلات سبع سنين حرب، وعلى طبيعة المستجدات والمتغيرات القائمة والقادمة محليا وإقليميا ودوليا، وإدراك كارثية الاستمرار في الحرب وخطورة الاستمرار في إطلاق صداقاتها وعداواتها بالاتجاهات الخاطئة، كما ندعو قيادة التحالف للتعاطي الإيجابي مع مبادرة قائد الثورة حول مأرب، والانخراط العملي في إجراءات بناء الثقة وفي مقدمة ذلك الإفراج الفوري عن سفن الوقود ورفع الحصار والشروع في الإفراج عن الأسرى وغير ذلك من المعالجات الإنسانية والاقتصادية وصولا إلى مفاوضات تنهي الحرب وتعالج تداعياتها وتنقل البلدين الجارين من استراتيجيات الحرب إلى مربع السلام والأمن على أساس من احترام سيادة البلدين وحسن الجوار والمصالح المشتركة.