هل سقطرى جائزة الإمارات في حرب اليمن؟
كتب: حنان محمد السعيد
تقارير | 15 فبراير | خاص – المسيرة نت: لم يكن الاستعمار ليبسط نفوذه على دولة من الدول ما لم يكن له أعوان من داخل البلاد، فإما أن تكون هذه المعونة مباشرة وظاهرة كما يفعل البعض باستدعاء المحتلين إلى البلاد وتسليمهم مقاليد الدولة ويفرط بيده في ثرواتها، ويترك مواطنيه عُرضة للقتل ومنشآت البلاد عُرضة للتدمير والقصف وخيرات البلاد عُرضة للنهب والسرقة، ومنهم من تكون عمالته غير مباشرة وذلك بنشر الظلم ودعم المفسدين، وتولية الفشلة والغير مؤهلين، والتفريط في ثروات البلاد ومقومات وجودها مقابل السيطرة على الكرسي وضمان مصالحه ومصالح حاشيته.
ولم يختلف الأمر كثيراً قديماً وحديثاً في منطقتنا المنكوبة بكلا النوعين من العملاء، ولا تختلف الدول الاستغلالية التي لا تبالي إلا بمصالحها ولا تتورع عن امتصاص ماء الحياة من شعوب أُخرى مقابل ازدهارها ورفاهيتها قديمًا وحديثًا.
وبنت الإمبراطورية البريطانية حديثاً مجدها على دماء الشعوب، وحولت البلدان التي احتلتها لمزارع خاصة تحصد خيراتها، حولت مصر إلى مزرعة للقطن تأخذ قطنهم بلا ثمن لتعيده لهم منسوجات بأغلى الأثمان، وحولت الهند إلى مزرعة أُخرى تستولي منها على التوابل وتبيعها بأغلى ثمن.
وتستولي فرنسا إلى الآن على ثروات العديد من دول القارة الأفريقية، وتنال الدول الغربية من افريقيا والشرق الأوسط ثرواتهم من معادن ونفط وغاز وأحجار كريمة وتترك لهم نفاياتها النووية مغلفة بالفقر والمرض وتبيعهم أسلحتها وتؤجج الحروب الأهلية.
ومن المعروف تاريخيًا أنه ما من دولة تنوي الإغارة على أُخرى إلا وهي تهدف لتحقيق مصالح خاصة والخروج بالغنائم، ومنذ بدأت السعودية في انتهاج المسلك العسكري في المنطقة واتضحت حجم المصالح التي تسعى اليها، ان لم يكن بواسطة الرشاوي والمغريات مثلما تفعل في مصر والأردن والمغرب على سبيل المثال، يكون بدس مسلحين لتخريب البلدان التي تعاكس مصالحها كما تفعل في سوريا والعراق، وأخيرًا بالتدخل العسكري المباشر إذا فشل عملائها في السيطرة على الشعب وأصبحت مصالحها مهددة بشكل مباشر كما هو الحال في البحرين واليمن، حيث تتدخل بشكل مباشر لدعم عملائها حمد وهادي دعمًا مباشرًا، وحتى لو شقت النسيج الوطني واستبدلت الشعب في البحرين بشعب آخر من الهند وباكستان، أو قضت على كل مقومات الحياة كما تفعل في اليمن.
ولا يفوت الدول التي تقدم دعما للتحالف مثل الامارات أن تبحث عن جائزتها في هذه الحرب، ووجدت الإمارات ضالتها في الجوهرة الفريدة اليمنية جزيرة سقطرى، وفي وجود أحد عملاء الإحتلال لا يبالي بما نال البلاد من تدمير وما نال العباد من قتل وتشريد ينتظر في الرياض حتى تعيده الدبابة السعودية على أشلاء الوطن رئيسًا، لن يهتم بالطبع بهذه الجزيرة ذات الطابع الخاص، والتي تعد من أروع المناطق على سطح الأرض، وأكثرها فرادة وتميزًا، وتحمل من التنوع البيولوجي ثروة ليس لها مثيل في أي مكان اخر من العالم، ومن العار أن يتم التخلي عن هذه الثروة اليمنية ولمدة قرن من الزمان لصالح من شاركوا في غزو البلاد واستخدموا على المواطنين الأسلحة المحرمة، يجب ان تكون هناك وقفة يمنية وعالمية لوقف هذه الصفقة المشبوهة، يجب أن يشارك كل إعلامي حر في حملة لمنع هذا التبديد لمقدرات اليمن، لا يمكن لدولة تعيش تحت القصف أن تعقد صفقات من هذا النوع وشرعية هذا الهادي ساقطة منذ أن سقطت اول قذيفة من طائرات التحالف على أراضي اليمن، #لا_لبيع_سقطرى_اليمنية.