نهاية مروعة للسعوديه والامبريالية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط
المصدر: صحيفة فايت باك الأمريكية
ترجمة: قناة المسيرة
http://www.fightbacknews.org/2016/2/7/imperialism-and-saudi-led-assault-yemen
توقعت إحدى الصحف الأمريكية نهاية مدوية للعدوان الذي يقوده النظام السعودي على اليمن، تسقط معها وحشية الإمبريالية الأمريكية والهيمنة السعودية والحكام العملاء التابعين لهم، لافتة إلى تاريخ اليمن الحافل بمقاومة الهيمنة الأجنبية.
وقالت صحيفة فايت باك الأمريكية في مقال استقرأت من خلاله واقع العدوان العسكري السعودي على اليمن ونتائجه الحتمية:”لايزال الاعتداء الوحشي السعودي على الشعب اليمني مستمراً بعد ما يقرب العام منذ انطلاقه ولايوجد هناك نهاية واضحة في الأفق”.
وأضافت الصحيفة الأمريكية إن هذا التحالف العسكري بقيادة السعودية والمؤلف إلى حد كبير من الممالك الرجعية الأخرى في مجلس التعاون الخليجي بدأ في مارس 2015م تدخله العسكري في اليمن وانطلق تحت اسم عملية (عاصفة الحزم) كرد فعل على إسقاط الحكومة اليمنية الفاسدة.
وأوضحت أن هذه العملية ورغم ما خلفته “حتى اليوم من 2800 قتيل في صفوف المدنيين في اليمن بينهم العديد من الأطفال وتسببت في تشريد الآلاف، ورغم كل المجازر والأعمال الوحشية، إلا أن تدخل السعودية يأتي انطلاقاً من موقع الضعف لا القوة”.
وأكدت الصحيفة في مقالها بعنوان (الإمبريالية والعدوان الذي تقوده السعودية على اليمن) أنه وبالنظر إلى المقاومة الجماهيرية والمعارضة الدولية واسعة النطاق، فإن حظوظ عملية (عاصفة الحزم) سيئة للسعودية وداعميها الإمبرياليين”.
وخلال استعراضها لتاريخ الإحتكارية الرأسمالية وإغراقها العالم في أزمة عميقة قالت الصحيفة الأمريكية: “إنَّ الولايات المتحدة وشركاءها مثل السعودية تسلك طرقاً وحشية على نحو متزايد في سبيل الحفاظ على سيطرتها على المنطقة الغنية بالنفط”.
وأكدت أن هذه الإجراءات تواجه بمقاومة شرسة من قبل القوات المناهضة للإمبريالية في الشرق الأوسط”. ولفتت في هذا الصدد إلى أن ما أسمته بالانتفاضة في اليمن تعتبر جزءاً من معسكر المقاومة، والتدخل العسكري بقيادة السعودية يتسبب في تآكل قواعد الإمبريالية في المنطقة”.
وأشارت إلى أن “اليمن لديه تاريخ حافل بمقاومة الهيمنة الأجنبية”مستعرضة مقاومة اليمنيين لكل من الامبراطوريتين البريطانية والعثمانية اللتان استعمرتا وقسمتا اليمن إلى إقليم الشمال وإقليم الجنوب في عام 1904م، واستمرت في ممارسة السيطرة على اليمن من خلال الحكام والسلاطين الفاسدين إلى أن أطيح بهما “تماماً كعلاقة الولايات المتحدة مع دول الخليج اليوم”.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الحركة الثورية في اليمن المتأثرة بالفكر التحرري الهادف لطرد الإمبريالية الأمريكية والهيمنة السعودية والحكام العملاء التابعين لهم، دفع الولايات المتحدة إلى تنصيب السعودية كدمية عليها “خوفاً من فقدان اليمن باعتباره مستعمرة جديدة” والتي وضعت بدورها حكومة انتهجت سياسات اقتصادية فاسدة وتخلت عن الإصلاحات السياسية المتفق عليها من قبل قُوى المعارضة.
وأضافت أن ذلك الوضع تسبب في الإطاحة بهذه الحكومة ليبدأ على إثر ذلك العدوان السعودي والذي لم يمض على نحو جيد بالنسبة للسعودية، موضحة أن هذا العدوان وبعدما بدأ بحملة قصف جوي اضطر في نهاية المطاف إلى الزج بقوات برية لم تحقق أي نتائج وتكبدت خسائر عالية لتفشل السعودية بذلك وإلى حد كبير في تنفيذ أهدافها.
ولفتت الصحيفة الأمريكية في هذا الصدد إلى أن السعودية أصبحت تواجهها معارضة دولية واسعة النطاق لحملتها في اليمن إلى حد كبير نظراً للكثير من الفظائع الموثقة التي ترتكبها بحق المدنيين”.
وأشارت إلى تقرير لجنة الأمم المتحدة في يناير والذي لم ينشر بعد، وكشف دليلاً على استهداف “واسع النطاق ومنهجي” للمدنيين من قبل قوات التحالف السعودي بما في ذلك “قصف الأحياء السكنية” و “معاملة مدن صعدة ومران بأكملها كأهداف عسكرية”.
كما أكدت صحيفة (فايت باك) أن الولايات المتحدة رغم عدم مشاركتها بأي أنشطة في القتال، إلا أنها تقف بحزم وراء هذه الحرب الشرسة على اليمن، وذلك خوفاً من تشكيل حكومة تعارض هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية ومواجهة العدوان الغربي على معسكر المقاومة”.
وأضافت قائلة “تعيش الإمبريالية الأمريكية فترة أزمة عميقة لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، حيث انتهى احتلال الولايات المتحدة للعراق بهزيمة، وفشلت محاولاتها لزعزعة استقرار الحكومات الديمقراطية الوطنية في إيران وسوريا.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن “اعتداء السعودية على اليمن يعكس تنامي اليأس لديها وقدراتها الضعيفة على التأثير في المنطقة” بعدما استثمرت بشكل كبير بالتعاون مع الولايات المتحدة وتركيا وممالك مجلس التعاون الخليجي في سبيل إسقاط الحكومة السورية من أجل توجيه ضربة ضد إيران، أكبر منافسيها على النفوذ الإقليمي”.
وأضافت “وباعتبارها ملكية دينية عفا عليها الزمن شيدها العمال المهاجرين المستوردين مستغلة لمواردها الطبيعية، فإن الثروة جعلت آل سعود عرضة للأزمات الإمبريالية حيث غمر النظام الملكي السعودي السوق العالمية بالنفط الرخيص خوفاً من زيادة إنتاج النفط المحلي في الولايات المتحدة مما أدى إلى مزيد من الانخفاض والهبوط في أسعار الطاقة. ونتيجة لذلك، تواجه البلاد عجزاً كبيراً نتيجة الانخفاض في عائدات النفط وتآكل ثقة المستثمرين من قبل القوى الإمبريالية”.
وأشارت إلى أن نظام الحكم في السعودية يتفاعل بشكل كبير مع هذه الأزمة المتفاقمة من خلال القمع السياسي الوحشي الغير متكافئ. وتبث حركات المعارضة الرعب في نفوس آل سعود الذين يعززون الطائفية لحشد التأييد للعدوان ضد إيران.
وأوضحت في هذا الصدد أن هذا الخوف تسبب في اتخاذ إجراءات قاسية على نحو متزايد، مثل إعدام رجل الدين الشيخ نمر النمر جنباً إلى جنب مع 46 من المعارضين والسجناء الآخرين في بداية عام 2016.
وخلصت الصحيفة إلى أن ما أسمته بالتمرد في اليمن “ليس جيشاً وكيل لإيران كما تصوره وسائل الإعلام الغربية، بل إنها حركة شعبية لها جذور قوية متغلغلة في الشعب اليمني الذي تعرض لما يكفي من الوحشية عن طريق القوى الإمبريالية، وموقفهم في مواجهة العدوان المستمر يستحق منا الدعم والتضامن”.