الخبر وما وراء الخبر

وزير الصحة: استهداف العدوان للبنية التحتية تسبب في انتشار 26 مرضا ووباء

15

عدوان أمريكي سعودي حاقد استهدف البشر والشجر والحجر ودمر البنية التحتية الأساسية ما أدى إلى انتشار العديد من الأوبئة والأمراض.

وكأن ما تسبب به العدوان من انهيار لمنظومة القطاع الصحي في اليمن وانتشار الأوبئة لم يكن كافياً، ليواصل جرائمه باحتجاز سفن المشتقات النفطية لتقويض جهود مواجهة تلك الأوبئة.

ويوم تلو الآخر، تتفاقم معاناة المواطنين بسبب تفشي الأمراض والأوبئة وانعدام الأدوية، جراء استمرار العدوان والحصار المفروض على اليمن منذ أكثر من ست سنوات.

أصبح العدوان والحصار والأوبئة، ثالوث الموت الذي يفتك بالشعب اليمني خاصة في محافظتي الحديدة وحجة، حيث تفاقمت حالات الإصابة بالأمراض والأوبئة بشكل ملفت مؤخراً خاصة الملاريا وحمى الضنك والكوليرا والدفتيريا وغيرها رغم الجهود المبذولة من وزارة الصحة وشركائها في التصدي لها.

بنية تحتية

وأكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن استهداف العدوان للبنية التحتية للقطاع الصحي ومصادر المياه والصرف الصحي، تسبب في صعوبة الحصول على خدمات صحية جيدة ومياه شرب نظيفة وانتشار العديد من الأوبئة والأمراض منها 26 مرضاً ووباء، تترصدها وزارة الصحة لاستئصالها.

وأوضح أنه وفي ظل هذه الممارسات التي يتعمد تحالف العدوان ارتكابها لزيادة معاناة الشعب اليمني قضت توجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى للجهات المعنية بتعزيز إجراءات القضاء على الأوبئة خاصة في محافظة الحديدة التي شهدت مطلع العام الماضي ارتفاعاً في أعداد الإصابات بالحميات والأوبئة خصوصاً في فصل الشتاء.

وأشار وزير الصحة، إلى أن الوزارة تستعد حالياً بالتعاون مع السلطة المحلية في الحديدة لمواجهة انتشار أمراض حمى الضنك والملاريا من خلال عقد اللقاءات مع الجهات المعنية والقطاع الخاص لتكثيف الجهود لمواجهة الأمراض والأوبئة .

وقال “استنفرت وزارة الصحة كافة قطاعاتها للقضاء على الأوبئة والأمراض التي تفتك بالمواطنين والنهوض بالقطاع الصحي خاصة في المحافظات التي تشهد انتشاراً كبيراً لتلك الأوبئة”.

وتطرق الوزير المتوكل إلى الجهود التي بذلتها الوزارة والسلطة المحلية بمحافظة الحديدة خلال العام الماضي في مواجهة انتشار الأوبئة من خلال النزول الميداني إلى مختلف المديريات للإطلاع عن كثب على ما تتطلبه مكافحة هذه الأمراض من احتياجات مادية وبشرية، بما يحد من انتشارها وتوفير الأدوية للمصابين والعمل على ردم المستنقعات والتوعية بمخاطر الأوبئة وطرق الوقاية منها.

تدخلات مواجهة الأوبئة

وفيما يتعلق بالتدخلات لمواجهة الأوبئة ذكر تقرير صادر عن الوزارة أنه تمت الاستجابة لمواجهة حمى الملاريا والضنك من خلال توزيع حوالي مليونين و 500 ألف ناموسية لحماية خمسة ملايين مستفيد، ورش أكثر من 700 ألف منزل يقطنها حوالي ستة ملايين مستفيد.

وأشار التقرير إلى توزيع أكثر من مليون و500 ألف من أشرطة الفحص السريع للملاريا والضنك، وتوفير أدوية الملاريا المختلفة لحوالي 950 ألف مريض وتدريب أكثر من عشرة آلاف من الكوادر الصحية على السياسة العلاجية للملاريا والضنك والتشخيص المجهري للملاريا .

ووفقاً للتقرير فقد تم تسجيل وتشخيص ومعالجة أكثر من أربعة ملايين حالة اسهالات وكوليرا، وتجهيز 250 مركزاً للمعالجة، وألف زاوية إرواء، بالإضافة إلى بناء وتجهيز 39 مركزاً، وإمداد مراكز معالجة الكوليرا وزوايا الإرواء بأكثر من مليون و800 ألف لتر من الوقود وأكثر من 75 مليون لتر من المياه النظيفة وتزويد المستشفيات بأكثر من 14 مليوناً و 500 ألف لتر وقود وأكثر من 490 مليون لتر مياه نظيفة .

وحول التدخل السريع لمواجهة مرض الدفتيريا ، بين التقرير أنه تم ترميم وتجهيز 28 مركز معالجة وعناية مركزة لحالات الدفتيريا في 28 مستشفى، ومعالجة ثلاثة ملايين و 500 ألف من خطر البلهارسيا في المديريات ذات الخطورة، وتم اكتشاف ومعالجة 26 ألف حالة إصابة بمرض السل .

وأفاد التقرير بشأن التهابات الجهاز التنفسي الحاد، بتجهيز 23 مركز عزل في عدد من المستشفيات وتوفير 19 مولداً كهربائياً لعدد من المستشفيات بالمحافظات، و 31 جهاز أشعة ثابت وأربعة أجهزة أشعة متحركة وتجهيز قسم العناية المركزة بالمستشفى الجمهوري بأمانة العاصمة بسعة 28 سرير عناية مركزة وتجهيز مبنى الأمومة والطفولة الجديد بالمستشفى بالتجهيزات الطبية المتكاملة.

وأوضح التقرير أنه تم توفير التجهيزات الطبية لعشرة مراكز لمعالجة الدفتيريا وتجهيز خمس غرف عمليات بهيئة مستشفى الثورة بمحافظة إب وتزويد المستشفيات بـ 353 جهاز تنفس صناعي مع الملحقات و 70 جهاز أوكسجين وتوفير 27 جهاز تنفس صناعي لمستشفيات الطوارئ التوليدية وتوزيع 150 دراجة نارية على فرق الاستجابة السريعة وتزويد 190 من المستشفيات والمرافق الصحة بالمحروقات بإجمالي 22 مليوناً و 53 ألف لتر .

تواصل عملية الترصد

إلى ذلك أوضح وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الدكتور محمد المنصور أن فرق الترصد بالوزارة ومكاتبها في المحافظات تنفذ أنشطة في نطاقات الترصد بالمحافظات وتوزيع ناموسيات على السكان وكذا تنفيذ حملات رش بالمبيدات للقضاء على البعوض.

وأشار إلى حرص الوزارة على القضاء على حمى الضنك والملاريا من خلال تضافر الجهود لمكافحة أسباب وبؤر انتشارها عبر ردم المستنقعات التي يتكاثر فيها البعوض الناقل للمرض.

ولفت إلى ضرورة تكثيف التوعية بمسببات انتشار حمى الضنك والملاريا وطرق انتقالها وكيفية الوقاية منها من خلال ردم المستنقعات وتغطية المياه المستخدمة في المنازل.

وأكد الدكتور المنصور أهمية تعزيز المشاركة المجتمعية للقضاء على الأمراض والأوبئة خاصة الضنك والملاريا بمحافظة الحديدة.

استعدادات لمواجهة الأوبئة

وتعمل وزارة الصحة حالياً بالتعاون مع السلطة المحلية بمحافظة الحديدة لمواجهة انتشار الأوبئة والأمراض في محافظتي الحديدة وحجة حيث تم الأسبوع الجاري تدشين اللقاءات لتنفيذ مشروع المبادرات المجتمعية للتنمية ومكافحة أمراض الملاريا وحمى الضنك والكوليرا بهدف التعريف بدور الجهات المختلفة وتشكيل المبادرات المجتمعية بالمديريات لمواجهة ومكافحة الأوبئة بصورة متواصلة.

وأفاد وكيل وزارة الصحة بأن مؤسستي الجرحى وبنيان تكفلتا بتدريب أكثر من خمسة آلاف و500 منسق ومنسقة من 36 مديرية في محافظتي الحديدة وحجة لتحشيد المجتمع وتوعيته بأهمية مكافحة مسببات تكاثر البعوض الناقل الملاريا وحمى الضنك والكوليرا.

وقد أكد محافظ الحديدة محمد قحيم أهمية مشروع المبادرة المجتمعية لمكافحة الأمراض في المحافظة بصورة استباقية والقضاء على مسببات تكاثر وانتشار البعوض الناقل لها.

وثمن جهود وزارة الصحة في مكافحة الأوبئة والأمراض، والعمل على التخلص من البؤر والمستنقعات التي تُعد العامل الرئيس لانتقالها بين أوساط السكان.

ولفت قحيم إلى دور الجهات ذات العلاقة “مكاتب الصحة والأوقاف والتربية والتعليم” بالمحافظة وغيرها من المكاتب لعقد لقاءات لتدارس سبل تعزيز التوعية بالقضاء على الأوبئة والأمراض.

المصدر: سبأ