الخبر وما وراء الخبر

الإمـام زيــد بصيرة وجهاد!

12

بقلم / دينــا الرميمة

وحدهم العترة الطاهرة من آل بيت النبي عليه وعليهم افضل الصلاةوالسلام والقلة من المؤمنين الصادقين من حملوا على عواتقهم مهمة استمرار الرسالة المحمدية دون تحريف في اصولها وثوابتها واهتموا بها كعقيدة جاءت لتحرر الناس من ذل العبودية وظلمات الجهل الى نور الإسلام الذي كفل لهم حق الإنسان كإنسان له كامل حقه في العيش تحت راية الإسلام سواسية كأسنان المشط سيما ان أمر خلافة المسلمين وصل إلى بني أمية وهم الذين لايرون في الإسلام إلا سيفا قضى على ارباب الكفر من بني امية اجدادهم الامر الذي جعلهم ناقمين عليه وتوارثوا الحقد على آل البيت والأمة يحكمونهم ظلما ويحرفون الدين وغيروا معالمه والكثير من قيمه ومبادئه، وتوشح الفجور والفسق في اوساطهم، واشتروا الولاءات بالمال كي يبقوا متسلطين على الأمة ،الامر الذي كان النبي قد حذر الناس منه في حال تمكنوا من الحكم (بأنهم سيتخذون دين الله دغلا، وعباده خولا، وماله دولا،)
لذا كان من الضروري ان يقف احد في وجه هذا الظلم والطغيان ولم يكن احد ليتجرا على فعل هذا إلا الغيورون على دينهم من آل البيت سفينة النجاة لكل المظلمومين ليس طمعا بحكم ولا سلطة انما لإنقاذ دين جدهم وأصلاح حال امته التي تركها وهي في اوج عزتها وقوتها فاصبحت ذليلة خانعة لابناء الطلقاء من بني امية!!

ولعل كربلاء كانت دليل على مأآل اليه حال الامة من من الخنوع والذل وحب الدنيا حين تركوا سبط رسول اللّه الإمام الحسين يذبح وتسبى نساؤه علىيد شرار خلقه دون ان يحركوا ساكنا، فكانت تلك الجريمة المنكرة التي ضحيتها ما تبقى
من أهل بيت النبوة و انتهاك حرمة رسول الله) و منذ ذلك الحين لم تزدد الأمة إلا ابتعادا عن دينها و هوانا
و ارتماء في أحضان الطغاةومناصرتهم خوفا من اذاهم!

واصبح بنو امية يتعاقبون على حكمهم واحدا تلو الأخر حتى وصل الامر الى يد هشام بن عبدالملك والذي لم يكن بأقل ظلما وفسقا ممن سبقه وهو الذي تصادفت فترة حكمه مع بزوغ شمس الأمام زيد بن علي بن الحسين عليه السلام الذي تخرج من مدرسة أبيه وجده الحسين وتعلم منهم أن الظلم يُعدُّ فعلاً خبيثاً ومنافياً لما جاء به دين الإسلام فالظلم في مبدأهم يهدّد حقوق العدالة والمساواة لبني الإنسان،، فما لم يكن هناك عدالة تدحّض الظلم والاستبداد وتُعلي من شأن المُثل العُليا وتحترم إنسانيّة البشر فهنا يكون قد ذهب ما فعله النبي المصطفى من إصلاح حال أمته هباءً منثوراً.

ولذا فإن الإمام زيد لم يرتضي بذاك الظلم والقهر الذي ران على الأمة وجعلها تحت سطوة الظالمين
فأعلنها ثورة ضد بني أُمَيَّـةَ وتجبرهم على الأُمَّـة

شعارُه فيها (واللهِ ما يدعني كتابُ الله أن أسكت) بمعنى أن تحَرُّكَه كان على أُسُسٍ قرآنية وبصيرة استمدها من القرأن الكريم غير مباليا بنفسه مع علمه أنه سيقتل ويصلب كما اخبر بذلك جده رسول اللّه لكنه كان يردد: (واللهِ لَوددتُ لو أن يدي ملصقةٌ بالثريا ثم أقع إلى الأرض أَو حيث أقع، فأتقطع قطعةً قطعةً وأن يصلحَ اللهُ بذلك أمرَ أُمَّـة محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-).

وهذا يدل على انه كان مستشعرا للمسؤولية الايمانية تجاه دينه وامته التي حرص على ان يحي فيها مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يستنهضها وعلمائها للخروج ضد الظالمين!!
لكنه عليه السلام رغم حرصه على توعية الأمة الا انه خذل كما خذل جده الحسين حيث لم يقاتل معه الا القليل من ضمن عشرات الالاف الذين كانوا قد انضموا لصفه فقاتل حتى استشهد عليـــــه الســـــــــلام مخلدا ثورة اصبحت منهجا لكل المظلومين تحمل الكثير من الدروس والعبر على مر الأيّام وتعاقب السنين في نهج نهجهم السوي للخروج على الظالمين ومحاربة الطغيان مهما عظمت قوته ومهما كانت التضحيات،

وهانحن في اليمن في الحرب التي شنت علينا منذ سبع سنوات لو لم يكن الشعب اليمني منذ البداية انتهج نهج آل البيت وشعارات (هيهات منا الذلة) )(وولله مايدعنا كتاب الله ان نسكت) لكنا الان تحت رحمة الامريكي والإسرائيلي واراذل الاعراب يستبيحون ارضنا وحرمنا وكرامتنا لكننا بفضل اللَّه وبفضل أعلام الهدى من آل بيت رسول اللّه وبالبصيرة التي ملئت قلوبنا استطعنا ان ننتصر على ظلمهم وجبروتهم واصبحنا قوة يحسب لها العدو الف حساب وهو الذي ظن انه بيوم او يومين تحت سطوة نيرانه وغاراته وحصاره سيخضعنا فخاب وخسر وبقيت اليمن عزيزة شامخة ترسل اسمى معاني التضحية والاباء وتسطر للعالم ثورة المظلوم ضد الظالم خلدتها دماء ابناء اليمن تأريخا حيا كخلود ثورة الامام زيد عليه السلام