تأملات في ثورة إمام البصيرة والجهاد الامام زيد( عليه السلام)
بقلم //وسام الكبسي
بعد واقعة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب زاد طغيان بنو أمية وظلمهم وجبروتهم وفسادهم وانحرافهم وتحريفهم ;فلم يتوقف طغيان يزيد عند حدٍ معيّن ولم يسلم من خذل الإمام الحسين وقعد عن نصرته بإسم الحياد او غيره ,بل كانوا اول وجهته فقد اغار جيش يزيد بقيادة مسلم بن عقبة المري على مدينة الرسول واستباحها لمدة ثلاثة أيام ,وقتل سبعمائة من وجوه المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وأكثر من عشرة آلاف نفس من عامة الناس علاوة على إنتهاك الأعراض في موقعة الحرّة ,وأجبروا الناس بالبيعة ليزيد على أنهم عبيد له ثم توجه إلى مكه ليصنع بها وأهلها مافعل بالمدينة وضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق.
عاشت الأمة في تلك المرحلة في ظلام دامس جراء تفريطها في أئمة الهدى فكانت خسارتها فادحة وهي تجني نتاج التخادل والتفريط أن كان شاربوا الخمور وجُلساء القردة والخنازير وسفّاكي الدماء هم البديل فذاقة الأمة انواع العذاب وصنوف الإجرام والتدجين وإلاستعباد.
كانت الأمة في حالة هزيمة نفسية مقهورة متخبطة لاتقوى على شيء مكبلة الأقدام تُساق بالسياط الى بلاط الخلافة الأموية مُكممة الافواه ويُعملُ فيها بالظن والشُّبهة وتحوّل الكثير الى عسَس بفعل المال والجبروت ودناءة الأخلاق في ملاحقة آل بيت النبوة وشيعتهم فمتلئت السجون وكثرت الاغتيالات والمحاكمات العلنية والمذابح لغرض كسر النفوس وهزيمتها من الداخل رافق ذلك تدجين واسع النطاق وتزوير الاحاديث وأختلاق الأحداث وتطويع الناس بالسيف والمال والإرهاب الفكري والثقافي عن طريق علماء السؤ .عاش الإمام زين العابدين علي بن الحسين( عليهم السلام)تلك الفترة العصيبه وقد شخّص السيد حسين(رضوان الله عليه) فترة حياة الإمام زين العابدين علي (عليه السلام) وكيف كان دوره فقال في ملزمة (دعاء مكارم الأخلاق-الدرس الأول :
(كان الواقع الذي عاش فيه (زين العابدين )واقعاً مظلماً ,أمة هزمت ,وقُهِرت,وأُذلّت تحت أقدام يزيد وأشباه يزيد,لكنه هو من عمل الكثير الكثير وهو يوجه ,وهو يعلَّم ,وهو يربي ,اليس الإمام زيد هو إبنه ؟ من اين تخرج الإمام زيد؟ إلا من مدرسة أبيه زين العابدين ).
الانكسار والهزيمة المطلقه حالة خلقها تخادل الناس وتقصيرهم فأستحكم الطاغوت قبضته ومارس ظلمه وطغيانه وأستئثاره بكل مقومات الحياه ليصل الأمر الى التحكم الفكري والروحي لهم فيتحول الوالي الاموي الى إله لا يرحم يحق له ان يُظلم ويبطش ويجلد ويأخد ويُطاع على كل ذلك.
فكان حليف القرآن يعيش تلك الفترة المُظّلمة بين أُمة يائسة مهزمه فحمل همهم وتحرك لانقاذهم من براثن ظلم وطغيان وفساد بني أميه المالي والاخلاقي وتحريفهم للبمادئ وتعاليم الدين الحنيف.
فتحرك حليف القرآن بمسؤليته الدينية والأخلاقية لإستنقاذ الناس فكان ببصيرته الفذّة يتخذ الخطوات القرآنية في مخاطبة الجميع فكانت كلماته لها وقع خاص في القلوب بعث فيهم روح الأمل من جديد فكان عليه السلام بفصاحته وبلاغته يُشَبَّه بأمير المؤمنين في الفصاحة والبلاغه كيف لا وهو ابن الرسالة وقرين القرآن؟ حتى أن الناس كانوا يحفظون كلامه كما يُحفظ النادر من الشّعر ,ولخوف هشام الاموي من براعة الإمام زيد وفصاحته من التأثير على الناس أرسل رسالة الى يوسف بن عمر (امنع الناس من حضور زيد بن علي فإن له لسان اقطع من ظُبة السيف وأبلغ من السحر) حينها أتجه الإمام زيد عليه السلام لمخاطبة العلماء في رسالته الشهيرة ليقوموا بواجبهم ومسؤليتهم في استنهاض الأمة وأبلغهم الحُجّة الكامله ,إلا انهم كانوا صنيعة بلاط الخلافه الذين بهم يُثبّت الإنحراف الاموي تحريفه للبمادئ والقيم ويُرسَّخ دعائم الحكم الاموي ويوطّن مفاهيم الانبطاح والذّلة والطاعة العمياء.
واقع احرار الشعب اليمني في مواجهة التحالف الامريكي الصهيو وهابي الأموي بأمتداته وهو يقف الموقف الحق في وجه أعتى طُغيان وجبروت يمتلك الإمكانات المهوله من آلات الحرب والقتل والإجرام مستفيدة من تاريخ قدواتهم في الذبح والسلخ والإفساد ,فكما واجه رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) طغيان قريش بزعامة ابو سفيان المتمثل بخط الشر والإجرام ومن خلفهم يهود المدينة واجه الإمام زيد( عليه السلام) طغيان هشام الأموي ومن خلفه مستشارة اليهودي الذي يرسم الخطوط العريضه لنصب العِداء لنجوم آل محمد وفي مقدمتهم الإمام زيد الباقر ( عليه السلام) بتشريع من علماء السّؤ الذين نفثوا سموم التطويع لظَّلمة في جسم الأمة وعقولها …يواجه الشعب اليمني بوعيً قرآني وبصيرة نبوية وثباتاً حُسيني وإقدام ووعي وجهاد زيدٌ (عليهم السلام) بقيادة نجم العترة علم الأمة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي _يحفظه الله تعالى_ اعتى عدوان عرفه تاريخ البشرية فيه الخط الأموي والُكره والبغض اليهودي ومن لف لفيفهم من الخونة والمُرتزِقه عبيد الامراء
والدولار و اللاهثين خلف السلطة القابعين في غايهيب الذُّل تحت أقدام الظلمة والطغاه,وشذاذ الآفاق ممن لايُعرف لهم اصلٌ والا جنس ولا هويه كل هؤلاء جنوداً لليهود وأذنابهم من أبناء الطلقاء والناهجين نهجهم في مواجهة الحق الذي يمثل الامتداد الحقيقي لنهج المحمدي والسيرة العلوية والثبات الحسيني بوعي وبصيرة وجهاد زيدٌ عليه السلام.