الخبر وما وراء الخبر

منبع الطغيان في هذه الأمة سلاطين الجور وعلماء السوء

17

بقلم //عدنان الكبسي (أبو محمد)

في الواقع ما كان لسلاطين الجور أن يطغوا في البلاد ويكثر فسادهم ويستشري ظلمهم لولا مداهنة علماء السوء، لم يكن لأي حاكم من حكام المسلمين أن يقدم على ارتكاب أي جريمة لولا فتاوى علماء السوء، فألسنة علماء البلاط حداد بالتكفير والتفسيق لكل من يخرج ضد الظالمين، وسيوف حكام الجور مسلولة لذبح وقتل القائمين بالقسط، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

ديدن هؤلاء العلماء تدجين الأمة لطاعة الأمراء وإن أجرموا وإن أفسدوا، حاضرون بفتاوى أطع الأمير وإن قصم ظهرك وأخذ مالك، بل يفرضون على الأمة طاعة الظالمين وإن كانت قلوبهم قلوب الشياطين، ومن شذ عن الظلم شذ في النار ومن شق عصا المفسدين مات ميتة جاهلية، ومن خرج عن جماعة المجرمين فاقتلوه.

فعلماء السوء شركاء أساسيين في انتشار الفساد وتوسع الظلم وذلك بما فرضوه من طاعة الظالمين وجعلوا طاعتهم من طاعة الله.

 

منبع الطغيان في هذه الأمة سلاطين وحكام الجور وعلماء السوء، يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله: (إن منبع الظلم ومنبع الجور ومنبع الفساد ومنبع الطغيان في هذه الأمة الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه بواقعها الذي نراه ونحس به ونعيشه منبع ذلك كله هم فئتان حكام وسلاطين الجور وعلماء السوء هذان الثنائيان هما اللذان أوصلا الأمة إلى ما وصلت إليه منبع الظلم والجور والطغيان).

فعلماء السوء جندوا أنفسهم للطاغوت وجعلوا من أنفسهم أداة بيد الطواغيت يفتون بما يأمرهم أمراؤهم، لا يعصونهم فيما يأمرونهم ويفعلون ما يؤمرون.

حرفوا معاني القرآن لصالح حكامهم وغيروا سنة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عند رغبة السلاطين، فسلطوا ألسنتهم على أمتهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف باسطون ألسنتهم بالسوء، إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ومظاهرهم وهيئاتهم، وإن يقولوا ويتكلموا تسمع لقولهم من تنميقه وتجميله ليكون فصيحاً بليغاً يزينون للناس سوء طاعة الأشرار.

فعلماء السوء أشد سوء من سلاطين الجور يقول الإمام الأعظم زيد عليه السلام: (يا علماء السوء أنتم أعظم الخلق مصيبة وأشدهم عقوبة إن كنتم تعقلون ذلك بأن الله قد احتج عليكم بما استحفظكم إذ جعل الأمور ترد إليكم وتصدر عنكم، الأحكام من قِبلكم تلتمس والسنن من جهتكم تختبر يقول المتبعون لكم أنتم حجتنا بيننا وبين ربنا).

فهم من ثبت أساس الظلمة وأرسى قواعد الطواغيت، وهم أعوان المفسدين، دجنوا الأمة لطاعة اللئام الذين سلموا شعوبهم للأعداء يعبثون كيفما يشاءون.