حرب تموز فاتحة انتصارات العرب على “إسرائيل “
تقرير / ابراهيم الوادعي
الذكرى الخامسة عشرة لحرب تموز 2006م بين العدو الصهيوني وحزب الله تطل وسط متغيرات اقليمية عده الثابت فيها نتائج متدحرجة لمفاعيل هذه الحرب فاتحة انتصارات العرب على ” اسرائيل ” ، مفاعيل كبرت معها هوجس الفناء لكيان توهم الخلود بعد 4 حروب دخلها مع العرب وألت جميعها لمصلحته .
بدئت حرب تموز في ال12 من يوليو عندما اقدمت وحدة من وحدات خاصة تابعة للمقاومة على استهداف الية صهيونية خلف الحدود مع فلسطيني المحتلة واسر جنود صهاينة بغية مبادلتهم بأسرى احتفظ بهم العدو الصهيوني في سجونه ورفض الافراج عنهم في صفقة سابقة برعاية المانية .
رفض قادة الكيان الصهيوني في حينه الافراج عن جميع الاسرى العرب واللبنانيين المتبقين في سجونها في الصفقة الاولى بوساطة المانية ، واستخفت بوعد المقاومة وسماحة السيد نصر الله بتحريرهم بالقوة مجددا وضن صفقة تبادل .
وضع قادة جيش العدو الصهيوني عقب عملية مزارع والتي نجحت فيها المقامة الاسلامية اللبنانية في اسر 3 جنود صهاينة في مشبعا كافة الخطط التي تمنع وقوع جنود صهاينة في الأسر .. لكن المقاومة ومع تيقنها باستحالة وصول الجهود السياسية الى انفراجه واخلاف ” اسرائيل بتعهداتها للوسيط الالماني بادرت الى تنفيذ عملية اسر جديدة ..
بحسب المعلومات التي رشحت عن عملية ” خلة وردة ” فان الاعداد لها استمر لنحو 3 اشهر من المراقبة والتدريب ، وشكلت في موقع تنفيذها ودقة وسرعة تنفيذها مفاجئة للعدو الصهيوني والذي كان على تأهب لمواجهة أي عملية اسر .
نجحت المقاومة في حينه في اسر جنديين صهيونيين بالعملية لتتدحرج الاحداث نهار ذلك اليوم ويسقط اربعة جنود صهاينة قتلى بانفجار لغم بدبابتهم اثناء محاولتهم اجتياز الحدود اللبنانية .
مساء ال 12 من يوليو 2006م خرج السيد حسن نصر الله في مؤتمر صحفي معلنا ان الجنود الصهاينة لن يعودوا الا بصفقة تبادل وتفاوض غير مباشر .. لكن القيادة الصهيونية بزعامة اولمرت حينها بادرت الى فتح حرب لم تشهد لها المنطقة في وقتها مثيلا .
فوجئت المقاومة بذهاب “اسرائيل” الى حرب شاملة على المقاومة وبيئتها الحاضنة ، لكنها ومن حيث لاتعلم افقد العدو الصهيوني عنصر المفاجئة الذي اعد من خلاله لحرب تجهز على حزب الله .
خلال الحرب التي دامت 33 يوما استهدف الكيان الاسرائيلي كل ماله علاقة بالبيئة الشيعية وتجنبت حتى في القرى المختلطة استهداف أي من المكونات اللبنانية الاخرى مسيحيين وسنه ، في استهداف اخطر يراد منه ضرب النسيج المجتمعي اللبناني وتعميق الفرقة داخله .
يتحدث الجنرال الشهيد قاسم سليماني عن ذلك المشهد بقوله ” كانت القذائف الصهيونية تستهدف المنزل الذي يعود لمواطن من الطائفة الشيعية دون اصابة المنزل الذي بجواره لطائفة اخرى ، لقد كانت حربا معقده استخدمت فيها اعلى ما وصلت اليها تقنيات الحروب .
اضطر القصف العنيف سكان القرى الشيعية الى النزوح عن قراهم في الجنوب اللبناني وتوزعوا على المناطق اللبنانية ، ليصمد الجنوب اللبناني مع ثلة من المقاومين الخلص طيلة 33 يوما من الحرب والقصف السجادي ، وحتى الساعات الاخيرة للقتال كانت المواجهات لاتزال عند الحدود مع فلسطين المحتلة في عيتا الشعب وعلى اطراف بنت جبيل وفي وادي الحجير وسهل الخيام .
واقليميا كشفت الانظمة العربية وخاصة السعودية والخليجية وحتى مصر ظهر المقاومة وتتالت البيانات التي تحمل حزب الله المسئولية عن اندلاع الحرب متناسية وجود اسرى امضى بعضهم نصف اعمارهم في السجون الصهيونية ونقض تل ابيب لوعودها بالافراج عنهم في مرحلة ثانية من الصفقة الاولى ، كحال الاسير الشهيد سمير القنطار ، ووصف بيان للسعودية عملية خلة وردة بأنها مغامرة غير محسوبة العواقب ، بل كشفت صحف صهيونية بعد اسبوعين من الحرب وتبدي ملامح العجز الصهيوني عن تحقيق اهداف الحرب بالقضاء على حزب الله ونزع سلاحه ان رئيس المخابرات السعودية السابق طار الى تل ابيب وطلب من اولمرت ان يواصل ضرب حزب الله وستتكفل السعوديون بدفع نفقات الحرب ، وهو مالم يقبل به اولمرت أنذاك .
وباستثناء الدعم الايراني والسوري عبر توفير السلاح ، وتهديد سوري بدخول الحرب أستطاع تأمين ظهر المجاهدين من حصول التفاف بمحاذاة الحدود السورية اللبنانية ، خاضت المقاومة اللبنانية الحرب وحيدة حتى الفرقاء اللبنانيين في الداخل كانوا اقرب الى ” اسرائيل ” من ابناء جلدتهم ، ومثل بيان قمة بيروت لوزراء الخارجية العرب في اثناء الحرب والحصار على لبنان جلدا لظهر المقاومة وتحميل المسئولية لها من الباب الانساني وتداعيات الحرب .
يورد رئيس الوراء القطري السابق محمد جاسم ال ثاني ووزير خارجيتها أنذاك ، ان جون بولتون المندوب الامريكي في الامم المتحدة ومجلس الامن اتصل به في وقت متأخر من الليل بعد اسبوعين من الحرب ليطلب لقائه على عجل لأعداد مشروع قرار اممي عاجل يوافق عليه حزب الله وتقف الحرب ، وعندما استفسره ال ثاني عن سر التحول وكان الامريكيون يرفضون أي حديث عن وقف اطلاق النار خلال الاسبوعين الاولين للعدوان قبل ان يتم سحق حزب الله ، اجاب بولتون بان الحرب اذا ما استمرت فان “اسرائيل” هي من ستنتهي .
في المقابل كانت الانظمة الخليجية والعربية وحتى وسائل اعلام لبنانية تروج لهزيمة حزب الله ، وتخفف من وقع تأثيرات الحرب على الجيش الصهيوني والذي كان يتبجح حينها بانه لم يقهر ولم يدخل حربا مع العرب الا وانتصر فيها ، وفيما كان اولمرت يواجه السجن بسبب خوضه حربا كادت ان توصل الكيان الصهيوني في المنطقة الى نهايته وافقدته الامن على المستوى البعيد ،والدوائر الصهيونية تقر علنا بالهزيمة الاستراتيجية في حرب تموز واصلت الانظمة الخليجية الترويج لهزيمة حزب الله .
في النتائج السياسية لتلك الحرب واد مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي بشرت له وزيرة الخارجية الامريكية أنذاك كونداليزا رايس ، والذي كان يراد له ان يقوم على انقاض حزب الله وجثث مجاهديه ، ومع ان المشروع اعيد تفعيله عبر ادوات اخرى تمثلت بالقاعدة وداعش في العراق وسوريا واليمن ، الا انه واجه الفشل مصيرا ، وشكل حزب الله الرافعة الاساسية كما الجمهورية الاسلامية في ايران لواده اينما أطل برأسه .
وفي النتائج العسكرية مثلت حرب تموز الصفعة الاولى التي تلقاها السلاح الامريكي والتقنية الامريكية في الحروب حيث لامجال للدعاية ، صفعة تتواصل في اليمن وسوريا ومناطق ملتهبة اخرى ، وانه يمكن لثلة مؤمنة ان تصمد في وجه جيش لديه الاحدث من كل شيء في مجال الحرب ، ولكنه يفتقد الى العنصر البشري المؤمن والواثق بالله .
في الاسبوع الماضي حاولت ” اسرائيل ” خرق القواعد التي أرستها نتائج حرب تموز فنفذ طيرانها غارتين على ارض مفتوحة في جنوب لبنان لاختبار صلابة المقاومة ، كان الرد سريعا بقصف مماثل في فلسطين المحتلة من قبل مجاهدي حزب الله .
خرجت ” اسرائيل ” من حرب تموز على حقيقتها كيانا هشا لايمكنه الصمود دون دعم الدول الكبرى ، وولد حزب الله من رحم حرب تموز عنصرا اقليميا فاعلا يحسب له عند وضع المعادلات الدولية ، وبعد 15 عاما من الحرب خلعت دول عربية ثوب الحياء وكشفت عن علاقات اثمة قديمة مع الكيان الصهيوني ، وتسفك دماء اليمنيين والسوريين والليبيين والعراقيين لغير مصالها وهناك مفارقة , فالعدوان الصهيوني على لبنان في صيف عام 2006م ، ان اسرائيل خاضته لمصالحها وادركت عقم الحرب بعد 33 يوما فقط ، بينما تدير السعودية عدوانا على اليمن منذ سبع سنوات لتحقيق المصالح الامريكية البريطانية الصهيونية ، عدوان ادرك العالم قبل الرياض انه فشل ولم تدرك الرياض ذلك رغم ان ثوبها اخذ يحترق من اطرافه وفي مفاصله الاقتصادية وصولا الى عاصمة المملكة .