الخبر وما وراء الخبر

الأمم المتحدة: حرائق العام 2021 حطّمت الأرقام القياسية

14

أكَّد تقريرٌ تاريخي للأمم المتحدة حول تغير المناخ، صدر يوم الإثنين 9 آب/أغسطس الجاري، أنَّ حرائق الغابات المدمرة في عام 2021 حطَّمت الأرقام القياسية، وأشار إلى أنَّ الأقمار الصناعية التي تتعقب كل شيءٍ هي التي ساعدت في الوصول إلى هذه الإحصائية.

ففي الولايات المتحدة، أصبح “حريق ديكسي”، أكبر حريقٍ هائلٍ في تاريخ ولاية كاليفورنيا، حيث دمَّر أكثر من 700 ميلٍ مربَّعٍ (1،811 كيلومترًا مربعًا) من الأراضي.

واضطرت الدول الأوروبية الواقعة حول البحر الأبيض المتوسط، مثل اليونان وتركيا وإيطاليا، إلى إجلاء السكان وكذلك السياح، من العديد من وجهات عطلاتهم التي يقضونها عادةً بين المناظر الطبيعية الخلّابة هناك.

وفي سيبيريا، المنطقة الجليدية ذات الكثافة السكانية المنخفضة شمالي شرقي روسيا، حطَّمت حرائق الغابات أيضاً الأرقام القياسية السنوية لانبعاثات الغازات المرتبطة بالحرائق.

وفي الوقت الذي لم تحصل حرائق سيبيريا على تغطيةٍ إعلاميةٍ كبيرةٍ، لكنَّها تقلق العلماء أكثر من غيرها نظراً لدلالاتها الخطرة.

وقال مارك بارينجتون، كبير العلماء في خدمة مراقبة الغلاف الجوي “كوبرنيكوس” إنَّه “في كل هذه المناطق، شمال غرب الولايات المتحدة وسيبيريا والبحر المتوسط​​، توقّعنا بعض الحرائق في الصيف، لكنَّ السمة المشتركة هذا العام هي موجات الحرارة غير العادية وظروف الأسطح الجافة، مما يعني أنَّ مخاطر الحريق عالية. ونتيجة لذلك، نرى تلك الحرائق تشتعل لفترات أطول بكثيرٍ مما كنا نراه في العادة”.

ومنذ أواخر الربيع، كانت الأقمار الصناعية توفِّر صوراً لمناطق شاسعة من منطقة “التايغا”، الواقعة بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية، التي تلتهمها النيران. وأدَّت محاولات الحكومة الروسية الحثيثة للسيطرة عليها إلى إنتاج مكافئٍ لغاز ثاني أكسيد الكربون يفوق متوسط ​​إنتاج بلدٍ أوروبيٍّ في عامٍ واحدٍ.

وأضاف بارينجتون أنَّه “من بين المناطق الـ 3 التي ضربتها حرائق مدمرة، يبدو أن سيبيريا تشهد اتجاهاً يزداد سوءاً بشكلٍ مستمرٍّ على الأقل خلال السنوات الـ 5 الماضية”.

ولتوضيح الخطورة البيئية لحرائق سيبيريا، فقد أفادت بيانات “CAMS” بأنَّه انبعثت من حرائق الغابات في سيبيريا منذ حزيران/يونيو أكثر من 188 ميغا طن من غاز الكربون، وهو ما يعادل حوالي 505 ميغا طن من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يقارب الانبعاثات الغازية من أكبر ملوث في أوروبا وهي ألمانيا، التي أطلقت في العام 2018 نحو 750 ميغا طن من ثاني أكسيد الكربون.

بدورها وُصفت حرائق الغابات في تركيا بأنَّها الأسوأ منذ عقد من الزمن على الأقل، وامتدت لتصل إلى جزيرة إيفيا اليونانية، على بعد حوالي 60 ميلاً (100 كيلومتر) من العاصمة أثينا، حيث تستمر جهود إطفائها منذ أكثر من أسبوع، دون النجاح بذلك حتى الآن.

كما شهدت 18 ولاية في الجزائر حرائق غابات مهولة، أخطرها في ولاية تيزي وزو، بينما تتواصل عمليات إخماد النيران في مواقع عديدة، فاقت حسب الحماية المدنية الـ100 حريق.

وعلى الرغم من أن نشاط الحرائق يعتمد على ظروف الأرصاد الجوية التي يمكن أن تختلف كل عام، فإنَّ الوضع العام من المرجَّح أن يزداد سوءاً في المستقبل، إذ يصبح المناخ في العديد من مناطق العالم أكثر سخونة وجفافاً في أشهر الصيف. وأوضحت الأمم المتحدة أنَّ الموجات الحارة ستتكرر كل عقدٍ، بعد أن كانت تحدث مرة كل 50 عاماً.

المصدر: وكالات