المبعوث الأممي الجديد لليمن والمهمة الصعبة
ما الذي يمكن أن يفعله الدبلوماسي السويدي هانز غروندبرغ الذي عينه انطونيو غوتريس أمين عام الأمم المتحدة كرابع مبعوث لليمن، بإعادة أطراف الصراع إلى طاولة المفاوضات، ووقف أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم؟
ماهي فرص هذا السويدي في تحقيق اختراق يفضي إلى سلام بعد أن أخفق ثلاثة مبعوثين سابقين قبله، فيما يساور البعض الشك عن إمكانية نجاحه متعللًا بفشل آخر مبعوث لليمن غريفيث، الذي وضعت بلاده بريطانيا كل ثقلها خلفه.
نجاح أو فشل المبعوث الجديد يكمن في الأمم المتحدة ودول التحالف والقوى الدولية (أمريكا وبريطانيا) الداعمة للتحالف، فالأمم المتحدة لم تحقق أي نجاح يُذكر في العديد من القضايا الدولية المثارة على المستوى الدولي، بسبب سيطرة القرار فيها من قبل أمريكا وبريطانيا وخلفهما الدول الغربية.. أما السعودية والإمارات فهما بمثابة كيانات تودي دورًا وظيفيًا وتنفذ الإملاءات الأمريكية والبريطانية التي من مصلحتهما إطالة أمد الصراع في اليمن لتضمن بذلك استمرارية صفقات السلاح الضخمة التي تُدر عليها مليارات الدولارات وبقاء اليمن ضعيفًا ممزقًا، هو في الأساس رغبة أمريكية ودولية حتى يُسهل عليهم التحكم بموقعه الجيوسياسي المتميز خاصة مضيق باب المندب.
وبنظرة موضوعية يبدو أن أفقًا مسدودًا يقف أمام هذا المبعوث الجديد، بسبب تعقيدات المشهد اليمني وتعاظم نفوذ أطراف الصراع، وتنامي دور اللاعبين الإقليميين والدوليين في البلاد.. وبالنتيجة فإنه لا يمكن للمبعوث الأممي الجديد أن يحقق أي نجاح؛ لأن أمريكا لن تسمح بذلك لتعارض ذلك النجاح مع مصالحها في المنطقة، وفي الأخير ستبقى قضية تعيين المبعوثين الأمميين إلى اليمن بمثابة لعبة دولية يضحكون بها على العالم، فيما يُعاني الشعب اليمني من أسوأ وأكبر أزمة إنسانية عرفها التاريخ المعاصر.