الخبر وما وراء الخبر

تصريحات كيري بشأن مفاوضات اليمن..مرواغة جديدة وملامح امتلاك واشنطن للقرار في حضرة الممول السعودي (تقرير)

427

البنتاجون لدول الخليج: أنتم مجرد ممول لحروب أمريكا في المنطقة

واشنطن تؤكد مجددا أنها صاحبة القرار وتصريحات كيري حول اليمن: مراوغة أخرى

صدى المسيرة|إبراهيم السراجي

مع انطلاق حملة (أمريكا تقتل الشعب اليمني) دأب المسؤولون الأمريكيون ومن حيث لا يشعرون على تأكيد صحة اتجاه تلك الحملة وسلامة الوعي لدى اليمنيين بحقيقة الدور الأمريكي في العدوان على بلادهم، حيث ظهر جون كيري وزير الخارجية الأمريكي في تصريحات أشار فيها لاقتراب عقد مفاوضات لإنهاء ما أسماه (النزاع في اليمن) وكانت عباراته تظهره كممثل لدولة تمتلك القرار فيما يظهر وزير الخارجية السعودي إلى جانبه ممثلاً للتحالف السعودي باعتباره ضيفاً في حضرة العم سام.

ووقف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مساء الإثنين أمام مجموعة من الصحفيين في واشنطن وإلى جانبه وقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وهو يحدق في وجه نظيره الأمريكي الذي كان يتحدث للصحفيين عن إمكانية عقد محادثات في الأسابيع القليلة الماضية لإنهاء الصراع في اليمن بحسب تعبيره.

وقال كيري متحدثا عن اليمن أنه “على مدار الأسبوع المقبل قد يصبح ممكنا الدخول في بعض المناقشات المثمرة حول كيفية إيصال ذلك الصراع إلى نهايته”. ورغم أن ما قاله الوزير الأمريكي كانت جملة قصيرة إلا أنها حملت عدة رسائل ومن جانب آخر فقد ركز الإعلام الغربي ووكالات الأنباء على حديث كيري بينما لم تتناول وكالات بينها رويترز وغيرها أي عبارة جاءت على لسان وزير الخارجية السعودي الذي يفترض أن بلاده تقود تحالف العدوان، وكما يبدو أيضا أن الحديث عن العدوان ومستقبله لم يعد يطرح إلا من واشنطن عندما أعلن عنه الوزير السعودي الذي عاد الى واشنطن بعد ان كان سفيراً للسعودية فيها.

على الصعيد السياسي في الداخل اليمني لم تستقبل القوى الوطنية تصريحات كيري بالتفاؤل وبدا أن المزاج السياسي والشعبي منسجمان ويسيران باتجاه واحد ليس فيه مجالاً للثقة بالأمريكان ليس انطلاقاً من موقف جامد بل نتاج وعي وتجربة تقترب من إكمال عامها الأول وسط الجرائم الجماعية والتدمير الممنهج لمقدرات اليمن الخدمية والاقتصادية والإنتاجية خصوصاً أن التصريحات الأمريكية عبر وزير خارجية أوباما جاءت بالتزامن مع اكتمال الصورة التي كونت وعياً يمنياً جامعاً مكتوب عليها (أمريكا تقتل الشعب اليمني) وهي خلاصة مشهد إجرامي شهدت المنظمات الحقوقية الدولية مثل هيومن رايتس والعفو الدولية أن أمريكا طرفاً مباشراً في ارتكاب تلك المجازر.

وبحسب بعض المواقف السياسية والمراقبين للشأن اليمني فإن تصريحات الوزير الأمريكي تحمل صورة معاكسة للعبارات التي أدلى بها للصحفيين عن عقد محادثات لإنهاء الأزمة في اليمن حيث يرى المراقبون أن ميادين المعارك تشهد تحشيداً متواصلاً لمرتزقة الاحتلال في مارب والجوف إضافة إلى المحاولات المستمرة لقوات العدو مستعيناً بالمرتزقة باتجاه مديرية ميدي بمحافظة حجة (فشلت جميع المحاولات) معتبرين أن تلك الأعمال التي تجري وفقاً لمخطط أمريكي من داخل غرف قيادة تحالف العدوان (وزير الخارجية السعودي اعترف بوجود عسكريين أمريكيين في غرف القيادة) كلها تؤكد أن تصريحات الوزير الأمريكي مجرد تضليل يسعى لإحداث حالة من التراخي على الصعيد الشعبي والعسكري وحرف الأنظار عن هزائم تحالف العدوان وفشل كل المحاولات التي يقوم بها وفقا للفرصة التي أعطيت له عقب القرار الأمريكي بوقف المفاوضات الأخيرة في سويسرا.

كما يرى المراقبون أن وجود السعودية على رأس تحالف العدوان على اليمن المكون من عشر دول بدت كلها أشبه بضيوف شرف في حفلة أمريكية على حساب دماء اليمنيين وذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير كيري مع نظيره الجبير في واشنطن مساء الاثنين الفائت، خصوصاً أن قرار الدخول في المفاوضات يبدو في ظاهره نزلاء الرياض المعنيين به وبعد ذلك النظام السعودي الذي يتلقى الهزائم في جبهات الحدود غير أن الوزير كيري ودون توضيح يبشر بمفاوضات قريبة وعلى نزلاء فنادق الرياض أن يلتزموا بها بعد مشاهدتهم للوزير الأمريكي على الشاشات وكذلك على وزير الخارجية السعودي أن يكتفي بالنظر في وجه الوزير الأمريكي وهو ما حدث بالفعل خلال المؤتمر الصحفي الذي ظهر فيه الجبير وهو يحدق في وجه جون كيري الذي كان يتحدث عن أزمة اليمن.

وفيما كيري يتحدث كصاحب قرار عن اقتراب مفاوضات الحل السياسي في اليمن لم تستطع القوى الموالية للرياض إنكار ما أكدته القوى الوطنية عقب مفاوضات سويسرا الأخيرة أن السفير الأمريكي هو من اتخذ قرار وقف تلك المفاوضات رغم أنها لم تكن قد وصلت لطريق مسدود كما لن تستطيع تلك القوى انكار أنها لم تستطع اتخاذ القرار بشأن مصافحة أعضاء وفود القوى الوطنية بطلب من المبعوث الأممي حين طلبت منه فرصة لإجراء اتصالات للحصول على ضوء أخضر بخصوص مصافحة وليس أكثر!!

في السادس والعشرين من شهر مارس الماضي تفاجأ اليمنيون بسفير النظام السعودي قبل ان يصيح وزيرا للخارجية وهو يعلن من واشنطن عن شن العدوان على اليمن على غير العادة في أي من الحروب التي عرفها العالم ليعقبها بدقائق اعلان من البيت البيض يؤكد ان أوباما اتخذ القرار بتقديم الدعم اللوجيستي لما أسماه الحملة العسكرية بقيادة السعودية في اليمن.

وفيما تكشفت ملامح الصورة الأمريكية الواقفة وراء قرار الحرب وارتكاب الجرائم التي اعترفت الأمم المتحدة بأنها ترقى لجرائم الحرب وفق القانون الدولي وفيما كانت منظمة هيومن رايتس لحقوق الانسان تؤكد في تقرير لها في ديسمبر الماضي يؤكد ان “الولايات المتحدة – بتنسيقها ومساعدتها العمليات العسكرية للتحالف بشكل مباشر – هي طرف في النزاع ومن ثم فهي مُلزمة بالتحقيق في الهجمات غير القانونية التي شاركت فيها” وبعدها تؤكد منظمة العفو الدولية أن القنابل العنقودية الأمريكية التي صبتها طائرات العدوان قد استهدفت المدنيين بشكل متعمد وبأسلوب عشوائي مطالبة بوقف تصدير الأسلحة للسعودية ولم تبرئ ساحة الولايات المتحدة من الضلوع في العدوان.

وفيما لم تلقى تصريحات الوزير الأمريكي بشأن عقد المفاوضات أي صدى على المستوى الشعبي والسياسي يمضي اليمنيون في حملة تعرية الولايات المتحدة بشعار (أمريكا تقتل الشعب اليمني) ويجتهدون في ابراز الأدلة على ذلك وتساعدهم في ذلك تصريحات المسؤولين الأمريكيين بشأن دورهم في العدوان ويساعدهم وزير الخارجية السعودي الذي أكد هذا الدول وعلى مستوى التواجد في غرف قيادة تحالف العدوان.

أخيراً وفيما النظام السعودي يستعرض بإعلانه الاستعداد لإرسال قوات برية لمكافحة الإرهاب في سوريا تحت قيادة أمريكا التي ترد عليهم بطريقتها ان الدول الخليجية ليست سوى ممول لحروب أمريكا في المنطقة وذلك عن طريق بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قالت فيه أن “على الدول التي لا تستطيع الانخراط عسكرياً في الحملة ضد داعش المساهمة في التمويل”