الخبر وما وراء الخبر

لاتكافؤ في الحرب والنصرُ مبين

21

بقلم// سارّة الهلاني

اعتادت الأنظمة المغرورة ’الطاغوتية‘ على شحذ كل همة وشحن كل طاقة وصنع أكبر قوة؛ كي تُحقق لنزعتها الاستبدادية نشوة السيطرة والغلبة على خصومهم وتوفير كل سبب يُجدي بالنفع لهيمنتهم واستخدام كل وسيلة تُدّعم سيطرتهم وإعداد أعتى عُدة تُشبع وحشيتهم،وبالطبع يكون هذا التأهب والجهوزية العدوانية بكل الجوانب’ عسكرياً،إعلاميا، إقتصادياً، ثقافياً‘ كماهو معروف عن الإمبراطوريات السابقة ومألوف الآن بالسلوك السياسي للحكومات والدول المُستبدة.

ومذ بدأ العدوان السعودي الأمريكي وتحالفه على اليمن وبالرغم من تصنيفهم بأن اليمن إحدى الدول النامية والضعيفة مكانة وعتاداً إلا أنه حُشرت ضدها دول عددها لم يكن من قبل على أي شعب وحشدو على اليمن ترسانة عسكرية لم تُحشد لاحتلال دولة أخرى، تسارعت غطرستهم الإحتلالية بجيوش من الأحذية العميلة_ مرتزقة الإنتقالي والشرعية المكذوبة_ والجنجويد الشاذ والبلاك ووتر الثمِل والإصلاح المتيهود و القاعدة وداعش المسعورتان.

تتأجج في نفسية طاغوت العصر غريزة الإستعباد وشهوة الإجرام ولا تهنىء إلا أن ترى رقاب الشعب اليمني عارية لمواجهة سكاكينهم، وعيون أطفالهم البريئة بمواجهة مخازرهم الحادّة ودمائهم النقية تدفع أنياب أسلاحتهم المصقولة؛ لذا لاتكافؤ في الحرب، ولاتساوٍ بين المعتدي والمُعتدى عليه، ولا مجال للمقارنة بين كفة العدو المُحتل والضحية المُدافع، بيد أن الإستراتيجية الربانية للمظلومين الذين يلتزمون بأسبابها((فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْـمُؤْمِنِينَ)) (( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ)) هي التي تفرض الوزن الحقيقي في ميزان النصر و الهزيمة((وَاللهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا))((يَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)).

في كل معركة من معركةالنفس الطويل التي يخوضها مجاهدوالجيش واللجان الشعبية لتحريراليمن وإزهاق العدوان يظهر للعيان مسار العدو المحتل واستراتيجيته في تشكيل قواه البشرية والعسكرية و الصورة المهولة لما يتم تجميعه لآلاف من الجنود الغزاة وتوفير أسلحة القتل والدمار بأيدي الهمج الرعاع في الجبهات الحدودية والشمالية، وأخرها التي مازال العدو يتفطر جلده من دمامل الخزي وحسرة الهزائم _ معركة البيضاء_ التي أمريكا هي ‘اللوبي ‘ عليها، و تنظيما داعش والقاعدة تقمصتا دور ‘ حكومة الظل ‘ بينما حزب الإصلاح المُقاد من تركيا هو بالصورة العلمانية بجانب الأطراف المحتلة، أما حثالة الشرعية وأقزام المجلس الانتقالي هم دائما عبيد الكُهّان ودُمى الأنظمة الاستكبارية و الجسر النتن الذي يعبر به المحتلين إلى أي مكان في الدولة المُحتلة.

فعندما يتعالى نهيق الإعلام الكاذب للعدو الغازي بإنتصارات هي للوهم أقرب من الكذب فلاغبار لوقعِها ولاصورة لأحداثها ؛ يجب أن نكون على يقين أن القردة تعتمد على أسلوب السكسكة ” أصوات تصدرها” عندما تكون معجبة بجسمهاالطويل والعريض الذي يمنحها الهيبة ويعطيها السيطرة على من حولها؛ لذا العدو وإعلامه النرجسي هو يُسكسك ثقة منه بمايملك من أرتال بشرية يعتدي بها ومصانع السلاح لتطغي به.

وسيبقى العدو السعودي الأمريكي مكابرا بأنه المنتصر وإن لم ينتصر سيصنع لنفسه نصر وهمي وغلبة مكذوبة لإنه يعلم هو قبل غيره أنه لاتكافؤ بينه وبين خصمه الذي أثبت له رغما عنه أن المعونة الإلهية والفئة القليلة الصابرة والتأييد الملائكي وعزم الإباء والحرية؛ هو الذي منح الشعب اليمني النصر المبين من أول يوم في العدوان السعودي حتى يومنا هذا وفي خضم معركة البيضاء.

وإن لم يملك الشعب اليمني مايملكه عدوه من العدة والعتاد إلا أن مشروعه القرآني الذي يسير عليه ثابت الخطى يرتكز على ثلاث أسس هي مقومات نصره وعتاد قوته ” منهج جهادي ثوري يبلغه قائد قرآني لشعب هو أمة الخير والعدل والدين المحمدي”؛ فكانت بالأمس البنيان المرصوص وغيرها شاهد ودلائل تصنع تاريخ مجد وحرية الشعب اليمني واليوم ‘النصرالمبين’ لن تكون الآخرة بل فيض البسالة و درس يرتشف العدو منه عبرة الفشل ويستقي منه الصديق عِظة النفير والعمل.