عيد الغدير منهج الحرية والرحمة الواسعة
بقلم / أبو هادي عبدالله العبدلي
عيد الغدير يوم عظيم يترسخ على طياته منهج الحرية والرحمة والإنصاف ونحن في هذا الأيّام المباركة نستعيد ذكرى عيد الغدير ونستعد للاحتفال به كمسلمين، وما يجب بأن يعي به الجميع بأن الاحتفال بعيد الغدير ليس احتفالاً مذهبياً أَو طائفياً أَو منطقياً هو بالحد ذاته إسلامي من منطلق إسلامنا وتولينا لله ورسوله والإمام علي هو ذلك اليوم العظيم الذي تم فيه تنصيب الإمام علي بن أبي طالب خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتم الإعلان جهاراً بلسان عربي فصيح هو لسان خاتم الأنبياء والمرسلين محمد “ص” حين أمر المسلمين جميعاً بمبايعة أمير المؤمنين بشكل صريح لا يقبل الغموض أَو المخادعة…!
وقف رسول الله على رأس القوم ورفع يديه ويد الإمام علي إلى الأعلى قائلاً “من كنت مولاه فهذا علي مولاه” ليعني ذلك أن ولاية الإمام علي مرتبطة بالإسلام ونهج رسوله وتكمل بعلي عليه السلام فلا شكوكَ في الأمر بعد قول رسوله الأكرم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، تولي الإمام علي تولياً قائماً على الهدى والنور والرحمة الواسعة، إنها رحمة الله ورسوله لعباده المؤمنين في توليهم الإمام علي، عيد الغدير يوم يشكل علامة فارقة في التاريخ الإسلامي.!
إن الاحتفال بعيد الغدير يجسد أهميّة تولي الإمام علي كقائد للأُمَّــة بعد نبيها، ذلك اليوم الذي يعد يوم الرحمة الواسعة لكل أبناء هذا الأُمَّــة الذين تمسكوا بولية الإمام علي عليه السلام، فالولاية هي مسألة مهمة جِـدًّا فيها استجابة لدعوة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد “ص” وهي سفينة نجاة الأُمَّــة الإسلامية من الواقع المحاك بها خُصُوصاً في وقتنا الحاضر..!
تتجلى في شخصية الإمام علي عليه السلام جميع الصفات الواجب توافرها في شخص الحاكم وحين نحتفل في إحياء عيد الغدير بما يليق به إنما نحن ننتصر للحق والإنصاف والعدالة والاستقامة التي لطالما وجدناها في شخصية الإمام علي فكرا ومبادئَاً وسلوكاً وحكمةً وبصيرةً وعدلاً، ومن منطلق الاحتفال في عيد الغدير يجب ترسيخ الوعي الولائي الذي يغني مشروع الوحدة الإسلامية ويجعلها ذات عزة وكرامة وثبات على الدين.