استمرار التصعيد الأمريكي المغلَّف بدعوات السلام: تكفيريو غوانتانامو يصلون حضرموت
في خطوةٍ مشبوهةٍ تشير إلى استمرار توجّـه دول العدوان والولايات المتحدة الأمريكية نحو تصعيد الأعمال العدائية في اليمن، باستخدام الأذرع التكفيرية، أقدمت الإمارات، مساء الثلاثاء، على نقل مجموعة من عناصر ما يسمى “تنظيم القاعدة” المفرج عنهم من معتقل “غوانتانامو” الأمريكي سيء السمعة، إلى محافظة حضرموت المحتلّة.
وقالت مصادر مطلعة إن طائرة إماراتية وصلت إلى مطار الريان في حضرموت، وعلى متنها عدد من قيادات ما يسمى تنظيم “القاعدة”، الذين كانوا معتقلين في سجن “غوانتانامو” الأمريكي، وأفرجت عنهم الولايات المتحدة في 2015، حَيثُ جرى نقلهم إلى الإمارات والاحتفاظ بهم هناك تحت مبرّر “إعادة تأهيلهم”.
وأوضحت المصادر أن التكفيريين الذين تم نقلهم، عددهم 6 من أصل 18 قيادياً كانت الإمارات أعلنت قبل أَيَّـام أنها ستقوم بالإفراج عنهم وتسليمهم لحكومة المرتزِقة، مشيرة إلى أن البقية سيصلون خلال الأيّام القادمة.
مراقبون اعتبروا ذلك مؤشراً لتحَرّك جديد للجماعات التكفيرية لخدمة مصالح دول العدوان وواشنطن، خُصُوصاً وأن هذه الخطوة تأتي بعد إعلان الولايات المتحدة عن إنشاء وتدريب جماعات مسلحة في البلاد تحت شعار “مكافحة الإرهاب” وهو الإعلان الذي تزامن مع تصعيد كبير لعناصر “القاعدة” وَ”داعش” في محافظة البيضاء.
وتزامن هذا الإعلان الأمريكي مع خطوات عملية كشفت توجّـه الولايات المتحدة نحو تحريك جماعات “القاعدة” وَ”داعش” في الميدان، ومن ضمن تلك الخطوات التصعيد الكبير الذي نفذته هذه الجماعات في محافظات البيضاء والذي تبنته دول العدوان بشكل صريح، والذي توازى مع لقاء قائد قوات البحرية الأمريكية الوسطى، بالمرتزِق الفار علي محسن الأحمر المعروف بارتباطه بـ “تنظيم القاعدة في اليمن” لمناقشة ما يسمى “مكافحة الإرهاب”.
وربط محللون خطوة إعادة القيادات التكفيرية إلى اليمن بتطورات الوضع في الميدان، حَيثُ تتصاعد انهيارات مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ بشكل متسارع في عدة جبهات، أبرزها جبهة محافظة البيضاء التي حقّقت قوات الجيش واللجان الشعبيّة فيها انتصارات كبيرة تمكّنت فيها من السيطرة على مناطق واسعة كانت جماعات “القاعدة” و”داعش” تتمركز فيها منذ سنوات، إضافة إلى جبهة محافظة مأرب التي تتخوف الولايات المتحدة الأمريكية من استمرار تقدم الجيش واللجان فيها.
التوجّـه الأمريكي للتصعيد ينسجم بوضوح مع السلوك السياسي لواشنطن تجاه ملف اليمن، حَيثُ تواصل الإدارة الأمريكية التهرب من متطلبات السلام الفعلي، وتحاول ابتزاز صنعاء بالملفات الإنسانية، لتقييد خيارات الردع وكسب الوقت؛ مِن أجلِ ترتيب صفوف المرتزِقة والتكفيريين في الميدان، وهو الأمر الذي كشفه تصعيد البيضاء بوضوح.
وفي هذا السياق، جددت الولايات المتحدة، الثلاثاء، الحديث عن “العودة إلى التفاوض لإنهاء الحرب”، وهو ما يعني استمرار “المناورة” الأمريكية التي تتضمن رفع شعارات ودعوات “السلام” الزائفة للتغطية على التصعيد في الميدان.
وكانت صنعاء كشفت، في وقت سابق، معلوماتٍ مفصلةً حول تواجد قيادات وعناصر “القاعدة” و”داعش” في المناطق المحتلّة من محافظة مأرب والتي باتت أوكاراً رئيسية للجماعات التكفيرية التي تم جلبها برعاية أمريكية لمنع قوات الجيش واللجان من استكمال تحرير المحافظة، فيما أكّـدت مقاطعُ مصورةٌ بثها إعلام تنظيم “القاعدة” أن عناصره وقياداته يتحَرّكون بحرية تامة في تلك المناطق، ويحظون باهتمام خاص من قبل قوات حكومة المرتزِقة.
* نقلاً عن صحيفة المسيرة