الخبر وما وراء الخبر

اليمنيين… وإحياء يوم الولاية

17

بقلم/ صدام حسين عمير

المحبة والولاء لله سبحانه وتعالى و للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولآل بيته إلاطهار صفة تميز بها اليمنيين منذ فجر الإسلام إلى قيام الساعة فقبيلتي الاوس والخزرج اليمنية أول القبائل اليمانية دخولا في الإسلام آوت ونصرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين هاجر إليهم يومئذ حاربته قريش وخذلته واستمر إعتناق القبائل اليمنية للإسلام تباعا ليدخل أهل اليمن في دين الله افواجا وذلك قبيل وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فولاية أهل اليمن لله ولرسوله لم تنتهي بموت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل ظلت قوية ومتينة بولايتهم للإمام علي علية السلام والتي تعتبر امتدادا لولاية الله ورسوله.

والإمام على عليه السلام هو من تربطه بأهل اليمن رابط المحبة والوفاء والولاء ذلك الولاء الصادق من جعله يعتبر قبيلة همدان اليمانية بمثابة سيفه ورمحه تلك القبيلة من مدحها عليه السلام يوم صفين بقصيدته المشهورة تلك القصيدة التي سرد فيها عليه السلام جميع فروع قبيلة همدان الرئيسية بدأ بفوارس شاكر غداة الوغى من يتشرف كاتب هذه السطور إلى الإنتماء إليها إلى الإبطال وادعة من يخشى نصالها وقد انهى عليه السلام قصيدتة تلك في مدح قبيلة همدان بقوله :

فلو كنت بواباً على باب جنة
لقلت لهمدان ادخلوا بسلامِ.

لقد تفرد اليمنيين بحبهم للإمام علي عليه السلام والولاء له عبر القرون المنقضية فهم يحيىون في الثامن عشر من شهر ذي الحجة من كل عام هجري يوم ولاية أمير المؤمنين وسيد الوصين مولانا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ففي ذلك اليوم المشهود من السنة العاشرة للهجرة وبعد انقضاء حجة الوداع تلك الحجة التي حضرها ما يفوق المائة ألف من المسلمين وفيها ودع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمته الوداع الأخير لشعوره بأنه قد لا يلقاهم في العام المقبل وفي ظهيرة ذلك اليوم والمسلمون يتأهبون للرجوع إلى أقطارهم ومدنهم بعد أداهم لفريضة الحج صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل الوحي من الله عز وجل على نبيه الأكرم أن يبلغ ما أنزل إليه من ربه قال تعالى ( (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)

حينها جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حضر معه من الحجاج حجة الوداع في مكان يقال له غدير خم مابين مكة المكرمة والمدينة المنورة وهو إلى مكة أقرب حيث وضعت له اقتاب الأبل كمنصة ليصعد عليها ليراه المسلمين وصعد معه الأمام علي عليه السلام حينها رفع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يده الشريفة ورافعا معها يد علي عليه السلام بعد خطبة طويلة قالها صلى الله عليه وآله وسلم لحشود المسلمين ليقول لهم في نهايتها (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله).

لم يكن يوم الولاية للإمام علي عليه السلام في ذلك المؤتمر الإيماني إلا تتويجا لما قبلها من الفضائل للإمام علي عليه السلام والواردة في القرأن الكريم أو في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بدأ من قوله في يوم الخندق عند ملاقاة الإمام علي عليه السلام لإبن ود العامري (برز الأيمان كله للكفر كله ) مرورا بما قاله صلى الله عليه واله وسلم في غزوة خيبر عن الإمام علي (رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) إلى ( اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) وغيرها من الأحاديث الشريفة التي وردت في فضل الإمام علي عليه السلام .

إن الاحتفال بعيد الغدير سنويا أضحت ميزة يمتاز بها اليمنيين جيلا بعد جيل حيث ستتوافد غدا الثامن عشر من ذي الحجة 1442هجرية الحشود الغفيرة من كل حدب وصوب إلى الساحات والأماكن العامة المخصصة في العاصمة والمحافظات لإحياء هذه المناسبة مناسبة يوم ولاية الأمام علي عليه السلام والذي يربطه بأهل اليمن رابط المحبة والولاء المتين له ولأل البيت الأطهار من فجر الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

غدا سيحيي اليمنيين رغم المعاناة جراء العدوان والحصار للعام السابع على التوالى مناسبة يوم الولاية وإكتمال الدين بشكل ملفت ومعبر عن مدى محبتهم وولائهم لله عزوجل ولرسوله الكريم وللامام علي ولأعلام الهدى.