الخبر وما وراء الخبر

يورونيوز: الأسلحة الأوروبية أغرقت العالم بالحروب واليمن وفلسطين ضحيتان

12

نشر موقع ” يورو نيوز” تقريرًا لكبيرة المراسلين الدوليين “مونيكا بينا” أمس الثلاثاء تحدثت فيه عن تأثير تصدير وبيع الأسلحة الأوروبية وتأجيج الحروب والصراعات في العالم.

واستهلت المراسلة تقريرها بما حدث في مايو 2021م، حين اندلع الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث نفذ الاحتلال 1500 غارة جوية وبرية وبحرية في 11 يوم، بينما أطلق الفلسطينيون حوالي 4000 صاروخ، وقتل أكثر من 250 فلسطينيا و 12 إسرائيليا.

وذكر التقرير حرب اليمن ودخولها العام السابع على التوالي والتي تسببت بكوارث إنسانية ومجاعة، وقالت المراسلة أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسبانيا وكندا يقومون بتزويد التحالف الذي تقوده السعودية بالأسلحة بشكل علني.

مشيرة إلى أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والحرب في اليمن مجرد مثالين من بين عشرات الصراعات النشطة التي تدور رحاها في جميع أنحاء العالم.

وتساءلت المراسلة عن دور أوروبا في تأجيج هذه الصراعات وعن الدور الذي تقوم به وسردت إجاباتها على النحو التالي:

صناعة الدفاع الإيطالية
قالت المراسلة إن إيطاليا رابع أكبر مصدر للأسلحة في الاتحاد الأوروبي، وبحسب فرانشيسكو فيجناركا أحد أعضاء (شبكة السلام ونزع السلاح) الذين نفذوا زيارة إلى مصانع الطائرات، في فينيجونو في شمال إيطاليا، فقد شاهدوا ما يشبه معابر السكك الحديدية ، لكن لم يكن هناك قطارات ، فقط طائرات.

يقول فرانشيسكو أن هذه الطائرات بالذات تستخدم “في واحدة من أقدم الصراعات ، ولكن أيضًا في واحدة من أكثر النزاعات المستمرة: الحرب الإسرائيلية الفلسطينية”.

مضيفا بالقول: اتضح أن إيطاليا لا تزود سلاح الجو الإسرائيلي فقط بالطائرات التي يمكن استخدامها لتدريب الطيارين الذين ينفذون الهجمات ، ولكن يمكنهم أيضًا توفير الطائرات المستخدمة بالفعل في الهجمات بأنفسهم.

فرانشيسكو فينياركا ، عضو شبكة السلام ونزع السلاح)
ويواصل فرانشيسكو قائلة: إن “إيطاليا صدّرت ، في السنوات الأخيرة ، أكثر من 50٪ من أنظمة أسلحتها إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، وتحصد ما يصل إلى ثلاثة مليارات يورو سنويًا.
السعودية عميل رئيسي لإيطاليا

وبحسب التقرير فإن الفلم الوثائقي الذي أنتج في إيطاليا يُشير إلى أن التحالف بقيادة السعودية نفذ غارات بأسلحة إيطالية.

حيث ُثر على أجزاء من بعض المتفجرات، أظهرت الأرقام التسلسلية على الحطام أن القنابل أنتجتها شركة RWM الإيطالية ، وهي شركة تابعة لشركة Rheinmetall الألمانية.

ويفيد التقرير بأن السعودية أحد أكبر مستوردي السلاح في العالم، عميل رئيسي لإيطاليا بعد مصر وقطر، وبعد أن انخرطت في الحرب على اليمن ، ارتفعت وارداتها من الأسلحة بشكل كبير، وأظهرت زيادة بنسبة 61٪ من 2016 إلى 2020.

مصنعو الأسلحة الأوروبيين
ونوه التقرير إلى أن الأسلحة الإيطالية ليست الوحيدة التي تنتهي في اليمن. الأدلة على وجود أسلحة أوروبية هناك موثقة جيدًا في مقاطع فيديو من مشروع الصحافة الاستقصائية “تقارير المنارة”.

فـ بلجيكا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا هي الدول الأوروبية الأخرى التي سمحت بالتصدير إلى المملكة العربية السعودية.

إلا أنه تحت ضغط من النشطاء المناهضين للحرب ، أوقفت ألمانيا وبلجيكا والدنمارك وفنلندا واليونان وهولندا وإيطاليا أو قيدت صادراتها إلى الرياض.

وفيما يخص صفقات الأسلحة الفرنسية استندت المراسلة إلى تقرير لمنظمة العفو الدولية التي قالت بأن لديها أدلة على قيام فرنسا ببيع أنواع مختلفة من المعدات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية، حيث تم العثور على مدفعية فرنسية وذخيرة وعربات قتالية في اليمن.

وأشار التقرير إلى أن فرنسا باعت أسلحة لـ مصر والإمارات وباكستان والكيان الصهيوني وإثيوبيا وأفغانستان.

كما صدرت ألمانيا إلى مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، بالإضافة إلى دول مثل جنوب السودان والصومال، كما اتجهت صادرات إسبانيا وإيطاليا إلى نفس الوجهات المتقلبة.

ولفت التقرير إلى أن مبيعات الأسلحة ازدادت ووصلت إلى أعلى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة، ونمت واردات الشرق الأوسط من الأسلحة بأكبر قدر في السنوات الخمس الماضية ، مدفوعة بشكل أساسي بالمملكة العربية السعودية ومصر وقطر.

نفاق فرنسي
تستنكر سارة روسيل ، عضوة في (شبكة السلام ونزع السلاح) ما يقوله وزير الخارجية الفرنسي الذي يصف الحرب على اليمن بالقذرة، ومن ناحية أخرى لا تزال فرنسا تصدر أسلحة عسكرية إلى البلدين الرئيسيين المتورطين في هذه الحرب. لذا نعم ، يمكنك القول إن فرنسا تنافق “.

وفي إسبانيا ، واجهت الحكومة البرلمان مرارًا وتكرارًا بشأن صادراتها من الأسلحة إلى السعودية. أصدرت مدريد 26 رخصة تصدير للرياض العام الماضي بقيمة 215 مليون يورو.

إلا أن وزير الدولة الإسبانية للتجارة شيانا منديز ، قالت “لا يوجد حظر تصدير ، ولا يوجد حظر على مستوى الاتحاد الأوروبي.
عمال الميناء يتحدثون

خوسيه عامل إيطالي في ميناء جنوه
وتطرق تقرير بينا إلى مناهضة عمال المؤاني في إيطاليا للحرب على اليمن واستنكارهم لتحميل السفن السعودية بالأسلحة، أو مرورها عبر الموانئ الأوروبية، أحد العمال ويدعى خوسيه قال بأنهم يشاهدون كل الحاويات المليئة بالمتفجرات والدبابات ، وطائرات الهليكوبتر الهجومية ، وصناديق الذخيرة ، ومولدات الطاقة ، وأجزاء الطائرات بدون طيار”.

التقرير أوضح أن احتجاجات عمال الموانئ تسفر عن ضغط من المجتمع المدني وسلسلة من الإجراءات القانونية نجحت في وقف بعض تراخيص التصدير. في بعض الحالات ، تم تغيير خط سير هذه “الزوارق الحربية”.

وفي إسبانيا ، أجبرت الاحتجاجات قوارب البحري على تجنب ميناء بلباو. لكن نشطاء يقولون إن السفن السعودية ما زالت تحمل أسلحة في الموانئ الجنوبية للبلاد.

وفي فرنسا ، منعت جماعات حقوق الإنسان قوارب البحري من تحميل الأسلحة عدة مرات ، وفي باريس كانت هناك مظاهرات متعددة ضد الصادرات إلى اليمن. في جنوة ، لم تعد السفن السعودية تحمل أسلحة.

وختمت مونيكا بينا تقريرها بالسؤال التالي:
ما هو الهدف النهائي لصناعة الدفاع في أوروبا؟ هل هي لحماية الناس؟ هل هو للربح أم لكسب النفوذ السياسي والاقتصادي؟ ماذا عن حقوق الانسان؟
شيء واحد مؤكد ، تجارة الأسلحة ليست مثل أي شيء آخر.