أضحية العيد وأحكامها
بقلم / فاضل الشرقي
جعل الله لهذه الأمّة عيدين في السّنة هما عيد الفطر المبارك بعد نعمة فريضة شهر رمضان، وعيد الأضحى المبارك بعد نعمة فريضة الحج، فوقع هذان العيدان المباركان بعد فريضتين عظيمتين وركنين مهمين من فرائض وأركان الإسلام، وروي أنّه كان للجاهلية يومان للعب، فمرّ رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بقومٍ يلعبون فقال لهم: لقد أبدلكم الله بخيرٍ منهما هما عيدا الفطر والأضحى.
وقد شُرع على وجه التسنن والندب في عيد الأضحى تقديم الأضحية من الأنعام عن كلّ أسرة وعن الحجيج، وروي أنّها المقصود في قوله تعالى:(فصلي لربك وانحر)، وروي أنّ رسول الله ضحى بكبشين عن أهل بيته وعن أمّته فسقط الجوب وبقي الندب المؤكد على المقتدر، وروي أنّ الأضحية مرتبطة بنبي الله إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام، وذلك قوله تعالى: (وفديناه بذبحٍ عظيم).
والأضحية سُنّة مؤكدة تسنّ لكلّ مكلّفٍ حرٍ مسلمٍ متمكن، ولها آدابها وأحكامها الإسلامية التي ينبغي مراعاتها منها: التسمية والتكبير، والرفق بالذبيحة وإراحتها، والإحسان في الذبح بحدّ شفرة، ووضعها على جنبها الأيسر موجهة إلى جهة القبلة، وهي تقسم إلى ثلاثة أقسام: فقسم لك ولأهل بيتك، وقسم هدية للأقارب، وقسم يوزع للفقراء، وتكون من الإبل، والبقر، والمعز، والضأن، فيجزي الشاة عن ثلاثة أشخاص، والجمل عن عشرة أشخاص، والبقر عن سبعة أشخاص، ويجزي من الضأن الجذع فصاعدًا وهو ما تم له حول أي: ابن سنةوما فوق، ومنهم من أجاز ابن ستة أشهر، ويجزي من المعز والبقر الثني فصاعدًا وهو ما تم له حولان وما فوق، ويجزي من الإبل ما تم له خمس سنوات، فهذا هو ما يجزي للتضحية، ومنهم من أجاز ذلك عن الأسرة الواحدة ولو كان عمره أقل فهي سنة يعمل فيها بالمستطاع حسب الظروف والقدرة، ويشترط فيها السلامة من العيوب والعاهات.
التي لا تصح أن تكون أضحية.
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﺰﻱ أن تكون ﺃﺿﺤﻴﺔ ﻓﺠﻤﻠﺘﻬﺎ اﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﻭﻫﻲ:
– (اﻟﺸﺮﻗﺎء) وهي: ﻣﺸﻘﻮﻗﺔ اﻷﺫﻥ ﻃﻮلًا ﻣﻤﺎ ﻳﻠﻲ اﻟﺮﻗﺒﺔ.
– (ﻭاﻟﻤﺜﻘﻮﺑﺔ) ﺃﺫﻧﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻳﺴﻴﺮًا.
– (ﻭاﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ) ﻭﻫﻲ: ﻣﺎ قطع ﻣﻦ اﻷﺫﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻠﻲ اﻟﻮﺟﻪ.
– (ﻭاﻟﻤﺪاﺑﺮﺓ) وهي: ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺫﻥ ﻣﻦ ﻣﺆﺧﺮﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻠﻲ اﻟﺮﻗﺒﺔ.
– (ﻭاﻟﻌﻤﻴﺎء) ﻭ (اﻟﻌﺠﻔﺎء) وﻫﻲ: اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﺦ ﻓﻲ ﻋﻈﻤﻬﺎ ﻭﻻ ﺳﻤﻦ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ اﻟﻤﺮﺽ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ ﻋﺠﻔﺖ، ﻭاﻟﺠﺮﺑﺎء، ﻭاﻟﺜﻮﻻء وﻫﻲ: اﻟﻤﺠﻨﻮﻧﺔ ﻭﻟﻮ ﺳﻤﻴﻨﺔ.
– (ﻭﺑﻴﻨﺔ اﻟﻌﻮﺭ ﻭ العرج) ﻭﻫﻲ: اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺒﻠﻎ اﻟﻤﻨﺤﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﺋﻤﻬﺎ اﻷﺭﺑﻊ ﻓﻠﻮ ﺑﻠﻐﺖ اﻟﻤﻨﺤﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺟﺰﺃﺕ ﻭﻟﻮ ﻋﺮﺟﺖ.
-(ﻭﻣﺴﻠﻮﺑﺔ اﻟﻘﺮﻥ ﻭاﻷﺫﻥ ﻭاﻟﺬﻧﺐ ﻭاﻷﻟﻴﺔ) ﻭﻻ ﻓﺮﻕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﺭﺑﻌﺔ اﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺫاﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ اﻟﺨﻠﻘﺔ ﺃﻭ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺬﻫﺎﺏ.
– وكذلك الحيوانات البرية الوحشية مثل الوعول والغزلان والجاموس الوحشي والطيور فإنها لا تجزئ.
تكبير أيام التشريق.
وتكبير أيام التشريق واجب على كلّ مسلمٍ مكلفٍ ذكرٍ أو أنثى لقوله تعالى: (واذكروا الله في أيامٍ معدوداتٍ) والأيام المعدودات هي أيام التشريق، ولقوله تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيامٍ معلوماتٍ على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) وروي عن أمير المؤمنين علي- عليه السلا- أنّه كان يكبر من بعد صلاة فجر يوم عرفة إلى بعد صلاة العصر من آخر أيام التشريق، وهو اليوم اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وكذلك روي عن غيره من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويبدأ التكبير من بعد صلاة فجر يوم عرفة إلى بعد صلاة العصر ثالث أيام التشريق، يقول المسلم بعد كلّ صلاةٍ: (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، والحمد لله على ما هدانا وأولانا وأحلّ لنا من بهيمة الأنعام).