الخبر وما وراء الخبر

العدوان الأمريكي إلى أين؟

133

بقلم / توفيق عيضة هزمل


 

لكي لا نتوه في تفاصيل الأحداث علينا تنشيط الذاكرة وكيف كانت البدايات في البداية كانت اليمن الحديقة الخلفية للملكة وجدار صد أمام السوفيت في الجنوب ضمن مشروع الحرب الباردة بين الأمريكان والسوفيت فكانت حروب المناطق الوسطى وتشكيل أول تنظيم إرهابي مسلح تحت مسمى الجبهه الإسلامية وما استتبع ذلك من مسخ الهوية المذهبية والدينية لليمنيين وتحويلهم للوهابية وفتح آلاف المراكز الوهابية تحت مسميات مختلفة وتم تسليم الجهاز الأمني والعسكري في اليمن للوهابيين الجدد اللذين عملوا على تجنيد آلاف الأطفال والشباب وإرسالهم إلى أفغانستان لخوض حروب أمريكا وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عاد المقاتلون المدربون إلي اليمن ومع ظهور قوى مناوئة للأمريكان في روسيا والصين وبداية انهيار نظام الأحادية القطبية قرر الأمريكان إنشاء أفغانستان كبرى على امتداد العالم العربي والإسلامي وبدء مشروع الشرق الأوسط الجديد وبرنامج الفوضى الخلاقة…

هذا استلزم إطلاق ما يسمى بالربيع العربي لتمكين الذراع السياسي للوهابية من زمام الحكم في المنطقة وتجهيز المجتمعات العربية تحت عناوين طائفية لحرب المائة عام مع إيران التي تمثل بوابة روسيا وبضربها تفتح منطقة وسط آسيا ليتم استنزافها بجحافل الوهابية القادمة من العالم العربي والإسلامي … وكانت اليمن جزءا من اللعبة فتم تسليم اليمن للإخوان اللذين شرعوا في إثارة الفوضى الخلاقة واستكمال حروبهم الست على الصحوة الزيدية التي انطلقت في صعدة وبدأوا في حصار صعدة وانطلقت معارك كناف ودماج وحاشد وفي نفس الوقت كان العمل جاري على قدم وساق لتفكيك الجيش وإنشاء معسكرات للقاعدة وخلق حاضنة لداعش بالتعاون مع الأمريكان اللذين وباسم محاربة الإرهاب كانوا يقصفون الأعراس والتجمعات السكانية وسيارات المسافرين في المناطق المستهدف خلق بيئة حاضنة لداعش فيها بحيث توفر مذابح الأمريكان التفاف شعبي حول التنظيم …

وعلى نفس السياق كان الرئيس الدمية عبد ربه يجهز مشروع سياسي تفكيكي عبر مشروع الأقاليم الستة الذي يضمن تقسيم اليمن على أسس طائفية ومناطقية مع تمكين جماعة الأخوان من كل مقدرات البلد الاقتصادية لضمان تمويل داخلي وذاتي للتنظيم مضاف للتمويل السعودي هذا كله دفع اليمنيين للانتفاضة بوجه المؤامرة وهم يرون عملية إفقارهم مضاف إليها عملية قتلهم اليومي في الشوارع سواء عبر المفخخات او عمليات الاغتيال وكذا عملية التدمير الممنهج لمؤسستي الجيش والأمن …

اندلاع الثورة وتصدي اليمنيين لتنظيم القاعدة وتمكنهم من دحر التنظيم في شمال اليمن وشروعهم في تطهير الجنوب أقلق الأمريكان ودفعهم لدراسة التدخل العسكري في اليمن ولكن ونتيجة تجربتهم المريرة في أفغانستان والعراق قرروا التدخل عبر الوكيل السعودي والذي دخل بكل ثقله لشن حرب قاربت على العام ويمكن معرفة أهداف الحرب والغزو من خلال رؤية ما يحدث في الجنوب فالمناطق التي سيطر عليها الغزاة سرعان ما سلمت لتنظيم القاعدة ولم يتبقى غير بضعة إحياء في عدن لتكون مقر لما يسمى بالحكومة الشرعية لحين إكمال سيطرة التنظيم على أكبر جزء من اليمن وهو ما يعيقه اليمنيون عبر اللجان الشعبيه وقوات الجيش.