الخبر وما وراء الخبر

حصانةٌ وعلمٌ وجهاد

25

بقلم || ألطاف المناري

في ظل مخططات افساد تستهدف الكبير والصغير الطفل والمرأة بوسائل شتى أوجدها العدو ؛ لتلهينا عن واقع الأمة من ضمنها مسلسلات الكرتون التي ازدادت القنوات الباثة لها، لتجعل من أطفالنا متلقين لكل قذارتهم وميوعتهم ، تهدف مسلسلات الكرتون إلى جعل أبناءنا وبناتنا خاويين الفكر أقرب إلى أن يكونوا بلداء شديدي الخمول والتعلل، لايريدون أكلاً ولا حركة ، تجعلهم شديدي العناد سريعي البكاء، وتزداد عصبيتهم كل يوم ، وينمو شعور العداوة والبغض وحب الذات فيهم، ويكونون عدوانيين بشكل تلقائي ، أيضاً تكثر مطالبهم وإن لم تلبى جعلوا البيت ساحة حرب ليخرجوا الطاقة العدوانية التي أكسبتهم إياه مسلسلات الكرتون ؛لعلهم بذلك يجدون الراحة والإستقرار النفسي فقد زرعت فيهم تلك المسلسلات الاكتئاب وضيق النفس دون أن يشعروا ، ومواجهة لذلك وفي إطار قول الله تعالى( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) وتحت شعار علمٌ وجهاد أُفتتحت المراكز الصيفية لتنقذ أطفالنا من مستنقع مسلسلات الكرتون ، وتجمعهم تحت سقف علمي شامخ بدلاً من اللهو مع أولاد السوء في الشوارع والطرقات..ولأن العدو يعرف ماذا تعني المراكز الصيفية وما هو أثرها حرك ذبابة الإلكتروني ليشوه ويشكك ويبعد الناس عنها إلا أن الله يتم نوره ولو كره المنافقون والكافرون .

فقد أكد أطفال اليمن تحديهم لقتلة النساء والأطفال أنهم لن يتركوا مكاناً فيه علم إلا وملؤه بحضورهم ولن تخيفهم طائرات الأعداء ولا نباح كلاب أمريكا ، وذلك بفضل الوعي الكبير لدى شعبنا الذي يتنامى أكثر وأكثر ، لله الحمدكان الاقبال على المراكز كبيراً وحققت المراكز الصيفية بفضل الله تعالى إنجازاً مهما وشكلت خطراً حقيقياً على أعداء هذا الشعب وأفشلت خططهم وأسقطت رهاناتهم ، فشكلت حصانة لأطفالنا من كل مايأتي من قبل العدو من افساد .

وعي الأهالي كان بمستوى التحديات وعند حسن الظن فقد دفعوا أبناءهم إلى المراكز لتتنور قلوبهم وتتوسع مدارك عقلهم ويقوهم من كل ماهو معد لجعلهم بدون علم ، دفعوا بهم لكي يعرفوا دينهم من منبعه الصافي الزلال ، من خلال مدرسين أكفاء بذلوا كل جهدهم ليرتقوا بطلابهم ويخرجوا منها حاملين ثقافة ووعياً وعلماً سيرقون به إلى المعالي.

يستقي طلاب المراكز الصيفية من ثقافة القرآن ويُزرع في نفوسهم الولاء لله والبراءة من أعدائه ، في كل يوم يرتلون القرآن ويتفهموا معانيه ويتدبروها ، ويأخذون دروساً في الفقه والصلاة ، ويبحرون مع معلمهم في ثقافة القرآن ليخرجوا متنورين يحملون من الثقافة مايجعل تفكيرهم أكبر من أعمارهم، فتراهم أفذاذاً متنورين؛ لأنهم استقووا علم هو مما أوحى به الله على أولياءه ، علم هو سر ثباتنا على قضيتنا ، علم يعتبر هو سلم العبور لبلوغ المعالي وبناء اليمن بناء منيع خالي من كل ماهو هدّام .

وفي إطار دروسهم الصيفية العلمية يقبلون على قبس من هدي الرسالة ولا يحملوا همّ حفظ رواة الأحاديث ، يقفوا مع معلميهم متأملين في الأحاديث المروية عن رسول الله في الجهاد ولسان حالهم يقول لماذا غُيبت هذه الأحاديث عنا؟ ليأتيهم الجواب من مادة الثقافة القرآنية ” لأنهم يريدوا أن يغيبوا ثقافة الجهاد عن المسلمين حتى يصبح الحديث عنه غريباً وشيئاً غير مرغوب فيه وحتى يتسنى لهم ضربنا من حيث لا نشعر ، ولكي يصنعوا لنا قدوات سيئة لاتمثل الدين القويم بل وتشوه الإسلام والمسلمين”.

تزداد الأسئلة في روؤس طلاب وطالبات المراكز الصيفية فيقولوا لمعلمهم بمن نقتدي ؟
فيفتح لهم معلمهم السيرة النبوية ويذكر لهم قصص الأنبياء وسير أولياء عظماء نهجوا نهج نبيهم في زمنٍ عَم فيه الذُل والخنوع لمن ضُربتْ عليهمُ الذلةُ والمسكنة.

إضافة إلى كل ذلك اهتمت المراكز الصيفية بتعليم طلابها الخط والإملاء وتنمية مواهبهم من خلال إقامة أنشطة ثقافية وفنية كل يوم ، وتعليمهم الإلقاء والخطابة ، فيذهبون كل يوم بشغف ولهفه ؛لأن كل مايقدم لهم يزيدهم إندفاعاً وشوق لتعلم المزيد.

وبهذا تكون المراكز الصيفية قد أهّلتْ ونَمت المواهب ووعت وأعدت جيلٌ متعلم واعي ومثقف يعتمد عليه في المستقبل، جيل يعرف عدوه كما يعرف والديه ،جيل سلاحهُ الإيمان وثقافة القرآن ، جيل محصن ضد كل مخططات العدو ،جيل يحمل العداء لأسرائيل كما يحمل أبنائها العداء للعرب ولنبي محمد ، جيل شعارهم في الحياة” هيهات منا الذلة” ومنطلق عملهم قول الله تعالى” (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ )
هذا الجيل سيكون نصر الأقصى على يديه، فهو جيل تهابه أمريكا ومازال في الصغر فكيف إذا شب وكبر !