الخبر وما وراء الخبر

النصرُ اليماني يلوحُ في الأفق

18

بقلم / د. تقية فضائل

لم يمر زمنٌ طويلٌ على عرضِ الإعلام الحربي لمقاطع ومشاهد لبطولات الجيش واللجان الشعبيّة في عُمق أراضي العدوّ السعوديّ.

مجموعةٌ محدودةُ العدد من المجاهدين الشباب الحاملين للسلاح الخفيف يتجولون كأنهم الأسودُ والنمور الضارية في أراضي جيزان وجبالها الشاهقة، يسيرون على الأقدام ويردّدون الصرخة بكل ثقة وَاعتزاز ويسجدون لله شكراً كلما وجدوا فرصة لذلك، أسقطوا الكثير من المواقع العسكرية للعدو السعوديّ وقتلوا وجرحوا وأسروا الكثيرين، وهناك من يفرون من جيش العدوّ ومرتزِقته مذعورين أمام المجاهدين بصورة مخزية ومهينة، وقد يتساقطون من مرتفعات جيزان من شدة الهلع كلما سمعوا الصرخة تسبق وصول المجاهدين، كما رصدت الكاميرا كميات كبيرة جِـدًّا للأسلحة التي خلفها الجيش السعوديّ ومرتزِقته.

وما زالت هذه الأيّام تبث المزيد من المقاطع الميدانية، إضافةً إلى مقابلات مع بعض أسرى الجيش السعوديّ الذين ظهروا على شاشة التلفزيون يتحدثون عن أماكن أسرهم وكيفيته ويتحدثون عن التعامل الإنساني للجيش واللجان معهم ويناشدون حكومتهم الحرصَ على الاهتمام بملفهم.

وهذا في حَــدِّ ذاته تكذيبٌ للإعلام السعوديّ الذي يدّعي أن ما تبثه قنوات اليمن مُجَـرّد فبركات إعلامية ولا أَسَاس له من الصحة.

وقد كان لهذه المقاطع صدىً عالميٌّ كبيرٌ، حَيثُ ترك علاماتِ استفهام حول مدى إمْكَانية الجيش السعوديّ في إحراز أي نصر أَو التصدي لرجال اليمن، وهم يفقدون أراضيَهم يوماً بعد الآخر، وأين تذهب التدريبات العسكرية لهذا الجيش في ألمانيا وأمريكا وَإسرائيل وَمختلف بلدان العالم؟

وﻻ يمكن القول إلَّا إن العالم أدرك بلا شك أن السعوديّة دخلت مغامرةً حمقاءَ غير محسوبة النتائج، خَاصَّةً أنها تقومُ بدور وظيفي تنوبُ فيه عن الكيان الإسرائيلي في تنفيذ مخطّطاته في المنطقة لإيجاد موطئ قدم له، وهي لم تستفدْ من التاريخ ولا من الهزائم المكرّرة أمام الجيش اليمني ولجانه منذ أكثر من ست سنوات ولا من تحذيرات وتنبيهات الكثير من الخبراء والمحللين العسكرين والسياسيين..

وقد خسر النظام السعوديّ الكثير من سُمعته ومكانته وأمواله التي استنزفت في هذه الحرب، وقد يعزو محللون عسكريون هذا الفشل الذريع إلى غياب العقيدة القتالية لدى أفراد الجيش السعوديّ ومرتزِقته، وغياب الرؤية والهدف لدى قيادة النظام السعوديّ الذي ﻻ يملك الخبرة العسكرية والسياسية أَيْـضاً، وأما نحن فنقول: إن خذلانَ هذا النظام الفاشل وجيشه الكرتوني يعود إلى أنهم قوم يعتدون ”واللهُ ﻻ يُحِبُّ المعتدين”، وهم يوالون أعداءَ الله وأعداء الأُمَّــة’ والله يقول “ومن يتولهم منكم فَـإنَّه منهم” وَ”ما للظالمين من أنصار”، وينفقون أموالهم في سبيل نصرة الظالمين والله يقول’ ‘فسينفقونها وتكون عليهم حسرة ثم يُغلَبون”.

أما نحن فأصحابُ قضية اعتُدِيَ علينا في أرضنا وتحالفت الأمم على إبادتنا واستضعفونا واستباحوا دماءنا بغير حق فتوجّـهنا إلى القوي العزيز ”إني مظلوم فانتصر”، فانتصرنا بالله واللهُ يقول ”ولينصُرَنَّ اللهُ من ينصُرُه”، وتولينا من أمرنا الله بتوليه واجتمعنا تحت قيادةِ عَلَمِ من أعلام الهدى (وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) فاجتمعت لنا أسبابُ النصر، واجتمعت لعدونا أسبابَ الخسارة والهزيمة فلله الحمدُ أولاً وَآخراً.