النظامُ السعوديّ وحقيقتُه الخفية
بقلم / مصطفى العنسي
ترنَّحَ النِّظامُ السعوديّ وبانت حقيقتُه وأقحمَ نفسَه في حربٍ مع اللَّه لا يُدرك عواقبَها، فَمِن أجل المراقص والملاهي التي تُحيطُ بأقدس وأطهر مكان وضَعهُ اللًّهُ للنّاس يهلِكُ النِّظامُ السعوديّ مُلْكَهُ ويُسارعُ في إزالة النِّعم التي أسداها اللهُ في بلد نَجدٍ والحَجاز ببركة البيت الحرام.
للعام الثاني على التوالي، يُعلن حربَه مع اللّه بصده عن البيت الحرام وإغلاقهِ أمامَ حجيج بيت اللّه الحرام، في موقفٍ واضح وصريح لا يستفيدُ مِنْهُ غير أمريكا وإسرائيل، وهو بهذا العمل يُقَدِّمُ خدمةً لأسياده من اليهود والنصارى الّذين يُخططون للاستيلاء على الحج منذُ زمن طويل..
وفي خطوة استفزازية يكرّر النظام السعوديّ المُتهالِك استمرارَه في إغلاق البيت الحرام؛ بِذريعة تحاشي انتشار وباء كورونا.. في الوقت الذي يفتح مراقصَ وملاهيَ الفساد والسُّكر والمُجُون والانحلال الأخلاقي والقيمي وبدون أية قيود أمام شُذَّاذ الآفاق من الوافدين الغربييِّن وغيرهم..
لقد أحاطوا بيت الله الحرام بالمراقص والملاهي وأعطوا اهتماماً كَبيراً بها حتى وصل بهمُ الحالُ إلى أن يخفّضوا من مكبرات الصوت في الأذان والصلاة لمآذن الحرم المكي؛ بذريعة أنها تمثل عاملَ إزعاج..
نحن هنا نتساءل: لماذا تمثل إزعاجاً؟ ومن هم الذين تزعجهم صوتياتُ الحرم المكي؟
بالتأكيد أن هذه الخطوة أتت في سياق تهيئة الأجواء للراقصين والماجنين الوافدين من دول الغرب لإحياء مناسبات الرقص والمجون؛ حتى لا يُعَكِّرَ مزاجهم ويزعجَهُم سماعُ ذِكرِ اللّهِ وإقامة الصلاة في المسجد الحرام، بحُكم قُرْب المراقص ومُحاذاتها للبيت الحرام وبيوت الله الأخرى في طول وعرض البلد.
هذه الصفقة التي يُقَدّمها النِّظامُ السعوديّ خدمةً لأمريكا وإسرائيل في معادلة (منع الحجّ مقابل استقدام الكثير من المشاركين في نوادي الانحلال الأخلاقي) لهي معادلة تفوق معادلة إسرائيل وسعيها لتهويد الأقصى واحتلاله..
لأن النظامَ السعوديَّ والكيانَ الصهيوني هما دخيلان على الأُمَّــة.. وقد أُسِّس نظامُ آل سعود أصلاً بدعم منْ بريطانيا التي كان يُديرها اليهود ويفرضون عبرها سِياستهم ويرسلون جواسيسهم تحت حمايتها ورعايتها للسيطرة على العالم وتأسيس دولتهم العالمية التي يطمحون لإقامتها.. فلهذا الغرض أصلاً دعم البريطانيون أسرةَ آل سعود وجعلوهم يسيطرون على نَجْد والحجاز ويُقيمون فيها مملكةً باسمهم، وقد زُرِعُوا في جسد هذه الأُمَّــة تمهيداً لتأسيس وحماية وخدمة المشروع الصهيوني الذي أُسِّس كيانُه بإيعاز من بريطانيا وبموافقة عبدالعزيز آل سعود آنذاك.. وهنا يتبين لنا دور آل سعود في خدمة اليهود وتحقيق أهدافهم والتي منها الاستيلاء على الحج.. فبعد أَنْ أفرَغَ آل سعود الحجّ من مضمونه يُقْدِمُون اليومَ على منعهِ، وإغلاق الحرم المكي أمام قاصديه للحج والعمرة..
إنَّهم بهذا يُقَدِّمون شهادةً على أنَّهم والصهاينة وجْهَان لِعُملةٍ واحدة.
ألم تتشابه مواقفُهم مع مواقف الصهاينة؟ لقد تشابهت فعلاً قلوبُهم فتشابهت أعمالهم..
أمام هذا عمل لا يرضى اللّه ولا رسوُلُه أنْ نسكُتَ وتسكُتَ الشعوب المسلمة والأبيّة والحُرَّة أمام هذا التعجرُف لنظام آل سعود المُتهالِك والمُنتهي حتْماً بحكم آيات الله المُحكمات..
وحان الوقتُ لأن يقولَ المسلمون للنظام السعوديّ: كفاكم لعباً وانتهاكاً لحرمة بيت الله الحرام.. فقد أثبتم لكل المسلمين أنكم لستم جديرين بإدارة بيت الله الحرام؛ لأَنَّكم تمنعون الحج مخالفة لقول الله (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاس).
كيف تصدون عنه وقد توعد الله الصادِّين عنه بالعذاب (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم).
فاليوم ينطبقُ عليكم قولُ الله: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أولياءهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أكثرهُمْ لَا يَعْلَمُون).