لا سلامَ دون إيقاف العدوان
بقلم / أبو هادي عبدالله العبدلي
يتجلَّى الواقعُ وتتكشَّفُ الحقائقُ بأن الحديثَ عن السلام مع هذا العدوّ لا ينفعُ أبداً، وإنما السلامُ الحقيقيُّ مع هذا العدوّ لا يكون سوى عبر “سلام صِفر المعابر” وعبرَ عملياتٍ واسعةٍ كمثلِ عملية جيزان الواسعة، وإطلاقِ المزيد من الصواريخ البالستية وهجمات الطائرات اليمنية المسيَّرة؛ لاستكمالِ ضربِ بقية الأهداف الحسَّاسة والمنشآت الحيوية في عمقِ العدوّ؛ لكي يعرفَ معنى السلام الحقيقي..
لا سلامَ مع عدوٍّ لا يؤمن بمبدأ السلام لا يحترمُ حقَّ الجوار، وطالما لا يزالُ يحتجزُ السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثات لهذا الشعب المحاصَر منذ ست سنوات وطالما مطار صنعاء مغلق في وجه المرضى اليمنيين، وتستمرُّ غطرستُه في ارتكاب أبشع الجرائم الوحشية بحق المدنيين وقصف المنازل والمدارس والأسواق، إذن لا سلامَ دون إيقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال فغير ذلك لا يمكنُ تحقيقُه.
الشعبُ اليمنيُّ اليومَ -كي يُجبِرَ عدوَّه على وقف عدوانه وحصاره- يطالِبُ قواتِه المسلحةَ بأن تنتقلَ من مرحلة الدفاع إلى مرحلةِ الهجومِ نحو مملكة الشر والإجرام، وما عمليةُ جيزان الواسعة إلَّا رسالة غضب وثأر للمستضعفين وخطوةٌ نحو التقدم إلى معاقل العدوّ واستهدافه في عمق أراضيه التي لم يستطِع جيشُه حمايَتها، فقد جلب مرتزِقتَه المستوردين من السودان وغيرهم الذين ذهبوا إلى حمايةِ حدود مملكة الرمال، فلم تبقَ سوى الجثث في الجبال والأودية، لعلَّها تكونُ عبرةً لكل الطُّغاة المعتدين، ولعلَّها تضعُ رسالةً مفتوحةً: إن عُدتكم عاد اللهُ معنا.. فالأرض عطشانةٌ لدماء الخونة والغزاة، وَواقعُ المحتلّين كفيلٌ بالدروس، والجيشُ واللجان لكم بالمرصاد وعلى أتمِّ الاستعداد والجاهزية لدحرِكم إلى عُقرِ دارِكم.