نهجٌ وعنوان
بقلم / سند الصيادي
مثلما نجح الشهيدُ القائدُ في تأسيس منهجية شاملة من روح القرآن الكريم وَبيَّنَ كُـلَّ تفاصيلها على كافة المستويات الاجتماعية وَالاقتصادية وَالثقافية وَالسياسية، فقد نجح أَيْـضاً في خطِّ عنوانٍ عريض لها اختزل كُـلَّ مضامين هذا النهج وأبعاده في عبارات محدودة عميقة مؤثرة نصها (اللهُ أكبر، الموتُ لأمريكا، الموتُ لإسرائيل، اللعنةُ على اليهود، النصرُ للإسلام)، لتمثل هذه العبارات وَمن خلفها ذلك النهج، مشروعَ عملٍ كاملَ الفوائد وَالمكاسب، مضمونَ النتائج، وَقابلاً للتحقيق عمليًّا، بشرطِ الوعي وَمشروعية التحَرّك.
لم يكن الشهيدُ حين أطلق هذا الشعار في ظروف كان يعيشُها تحت سطوة التهديد الذي يحيط به وبالمشروع وَرجاله القلائل من كُـلّ جانب في ذلك الوقت، لم يكن يجازفُ حين بشر بتوسع دائرة المردّدين لهذا الشعار وَتعاظم أعدادُ المصطفين إلى جانب المنهجية التي رسم معالمها، وَتعمق في قراءة أحداثها وَما ستؤول إليه، بل إن تباشيرَه استندت على معادلة إلهية محكمة عناصرها وَنتائجها، وَمثلما انطلق في المسيرةِ مستندًا على مضامين الكتاب الإلهي الحكيم، فقد آمن من مضمون هذا الكتاب وَمصاديق الوعد الإلهي بارتدادات هذه الانطلاقة وَمخرجاتها.
لذا تحقّق هذا الوعد، وَتجلت تلك التباشيرُ أمام الجميع، ومن خميس مران صارت أصداءُ الصرخة تدوّي في ربوع اليمن وَأبعد من اليمن بكثير، رغم توالي المكائد وتعدد أشكال الاستهداف وَحجم التحشيد المادي والبشري الذي جُنّد لوأدها وَكبح جغرافيتها، واقعٌ في شواهده كان كفيلاً لكل ذي لب أن يتوقفَ أمامه متأملاً المعطيات التي زرعت هذه الثقة المبكرة في الشهيد القائد، وَالعوامل التي أَدَّت إلى تحقيقها، ليجد أننا على موعد مع محطات قادمة تبشر بتوسع الدائرة أكثر وأكثر.. ليشمل كُـلَّ بقعة من بقاع الأُمَّــة العربية والإسلامية تصاعد فيها حجم المناهضة والرفض والمقاومة للمشروع الأمريكي الصهيوني.
لم يكن الشعارُ حزبياً وَلا فئوياً، كما لم يكن محلياً أَو مؤطراً في عداواتٍ داخليةٍ مرحلية حتى يصبح باهتاً مع الزمن وَيفقد بريقَه كما هو حال الشعارات الثورية وَالسياسية، بل على العكس إنَّ هذا الشعار يزدادُ حاجةً وَحضوراً كلما زاد تكشُّفُ الحقائق وَتوسعت دائرةُ الوعي الإنساني؛ باعتبَاره شخَّصَ جوهرَ المرضِ وَأوجد له العلاجَ الناجعَ والكفيلَ باستشراف آفاق واسعة من الحرية والخلاص.