الخبر وما وراء الخبر

مملكة الأذية المستدامة

90

بقلم / اسكندر المريسي


يتضح نسق المشابهة بما لا يدع مجالاً للشك أو التأويل بين كيانين متداخلة مع بعضها متناسقة ضمن منظومة واحدة لا تتجزأ ولا تنفصل وهي الكيان الصهيوني ويمثل حالة الامتداد الذي يليه في نسق التكملة كيان آل سعود فكلاهما يأتيان ضمن ذلك الامتداد الدافع لعمليتي زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية .
وتأتي مملكة الشر والإرهاب في طليعة القوى التي تعمل على أثارة الصراعات والحروب لا سيما التي تشهدها سوريا والعرق وليبيا وكذلك لبنان , فهي تثير مشاكل لا حصر لها وترحلها إلى اليمن خاصة في ظل العلاقة التحالفية الحميمة بين تل أبيب والرياض .
حيث تواصل تلك المملكة بدون كلل أو ملل تدخلها السافر في الشأن اليمني منذ عقود وكأن مملكة آل سعود نظرية الأذية المستدامة ليس لليمن فحسب بل لكل دول المنطقة على وجه التحديد .
ومنذ أسست السياسة الدولية واقعاً جديدا تمثل فكراً وسلوكاً في انبثاق نظرية الأذية المستدامة المملكة السعودية المتسللة عبر التاريخ والجغرافيا حتى أنها لم تكتف بسيطرتها على الأراضي اليمنية والمتمثلة بنجران وجيزان وعسير وإنما ما زالت مستمرة في برنامجها العدواني والتوسعي ضد المحافظات الجنوبية مستغلة حالة الضعف والوهن والتدني والتدهور الحاصل في السياستين المحلية والخارجية وإلا لما واصلت مملكة الشر ذلك الصلف غير المبرر له .
فهي منذ نشأتها تعمل على ترحيل أزماتها الداخلية إلى حروب غير مباشرة تجاه اليمن وما زالت حتى اللحظة الراهنة تمارس سياساتها من خلال إذكاء الصراعات ومحاربة الاقتصاد الوطني ولا تتورع تلك المملكة من مواصلة الحرب الإجرامية على غرار العدوان السافر الذي تتعرض له اليمن منذ أواخر مارس العام الماضي وما تشهده عدد من المدن اليمنية مكن أحداث دامية ينفذها بعض المحسوبين على عصابات أسرة آل سعود التي تعاني تلك الأسرة من حالة يرثى لها في سياساتها الداخلية كما أوضحنا وتسعى إلى ترحيل مشاكلها إلى جيرانها مجرد شرطية مدفوعة الأجر في المنطقة تلبية للأطماع الغربية .
لذلك لا فرق بين اليهود في بلاد المسجد الحرام الذين يشنون عدوانهم السافر والإجرامي على الشعب اليمني وبين اليهود في فلسطين المحتلة, فكلاهما من طينة واحدة وإن اختلفت المسميات بين الجانبين ففي الحقيقة والواقع أن كلاهما يهود لا شك ولا ريب في ذلك , تتعد المسميات وتتعدد القمصان وتتعدد الدشدشات ليهودية المسجد الحرام لكن كما اشرنا لا فرق بين الذين يمسكون زمام الحكم في الأقصى الذي يئن تحت حراب وأيادي الصهاينة القتلة وبين الذين يحكمون بلاد نجد والحجاز, فكلاهما ظالمون ومعتدون فالذين يقتلون الشعب الفلسطيني هم أنفسهم اليهود الذين يدمرون اليمن ويقتلون ويحاصرون الشعب اليمني.
هكذا هي الأذية المستدامة (المملكة )تجاه اليمن فلا خير فيها عندما كانت تكرس الصراعات وتنفق الأموال على أضعاف اليمن وإشعال الحروب الداخلية فكيف يكون فيها خير في الظرف الراهن وهي ترسل الطائرات لقتل اليمنيين وتدمر الطرقات والجسور والمدارس والجامعات والمصانع والمزارع وتستضيف العملاء والمرتزقة داخل أراضيها لتبرير أعمالها الإجرامية ضد الشعب اليمني ومع ذلك أوهمت الدهماء من الناس بأنها مع أمن واستقرار اليمن وهي في الحقيقة والواقع خميرة الشر في الأرض, فهل من متعظ ؟