مغادرة المبعوث الأممي صنعاء .
بقلم / شرف الدين الرحبي
إن مهمة المبعوثين الأممين الذين يتم اختيارهم لليمن بعناية ودقة عالية ، أشبه بسحرة فرعون الذين كان يستخدمهم للتضليل على عامة الناس مقابل حصولهم على مبالغ طائلة كان يغريهم بها فرعون ويجعلهم من المقربين إليه كما قال الله سبحانه وتعالى(فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) .
وما نلاحظه من التضليل والكذب ولبس الحق بالباطل الذي يمارسة كل من جاء مبعوثاً أمميا إلى اليمن ،ومنها ربط الملف الإنساني بالوضع العسكري الميداني كنوع من أنواع التضليل والضغط ، وجمعيها إملاءات تُفرض على غريفيث الذي لا همَّ له الا إنقضاء فترته في اليمن ، وقد جنى مبالغ طائلة كصرفيات ونفقات وامتيازات هائلة ، في الوقت الذي لا يبالي غريفيث بما تعرض ويتعرض اليمن من عدوان وجرائم حرب وحصار ومأسي ووضع انساني صعب ومتردي طال كافة ابناء الشعب اليمني .
ولعل الجميع متابع للقاءات التي التقى فيها غريفيث ، بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، الذي دائماً ما يضع المبعوث الأممي أمام صورة الحالة الانسانية التي يعيشها الشعب اليمني جراء العدوان والحصار ، ويقدم له كل الشواهد والبراهين الثابته حول ما يجري باعتبار مهمة غريفيث إنسانية في حد ذاتها لا عسكرية ، إلا انه كان يتعامل مع ذلك بمرواغة وعدم جديه .
كانت لغة اللقاء الأخير مختلفة تماماً ، وقد سمع المبعوث الأممي من السيد القائد ماكان يجب عليه سماعة كحقائق دامغة ، علها تؤنب ضميره طوال حياته وهي نفس الحقائق التي شاهدها سحرة فرعون ،وجعلتهم يؤمنوا بالقضية التي جاء بها موسى ، فضحوا بأرواحهم لأنهم أيقنوا في قرارة انفسهم انها قضية محقة وعادلة ، وما موقف جمال بن عمر الا خير دليل وشاهد على ذلك .
المهم أن الشعب اليمني لا يعول على الأمم المتحدة بل على مواقف وسواعد رجاله الأحرار وصمودهم امام هذا العدوان الغاشم وتأييد الله لهم الذي سيؤيدهم بنصره القريب ، ونقول لغريفيث وقد غادر صنعاء نعلم أنك بشر وداخلك إنسان سيأتي اليوم الذي تصدح فيه بقول الحق وتعلنها للعالم ان للشعب اليمني قضية محقة لتريح ضميرك وتخرج عن صمتك الذي كنت اسيراً بداخله ، وتكسر تلك القيود التي كبلوك بها وتقول مانبالي مانبالي مصداقاً لقول الله تعالى ( قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُوا لَا ضَيْرَ ۖ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ * إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤمِنِيِنَ) ومن أصدق من الله حديثا .