الخبر وما وراء الخبر

رئيس اللجنة الثورية العليا يستقبل مشائخ وأعيان محافظة البيضاء

155

استقبل الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا اليوم بصنعاء، مشائخ وأعيان محافظة البيضاء.

و في اللقاء رحب رئيس اللجنة الثورية العليا بأبناء محافظة البيضاء، المحافظة المهمة والإستراتيجية في مواجهة العدوان ومشروع التفتيت الأمريكي للكيان.

ونبه رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن ما يحصل في المحافظة وكل المحافظات ليس من قبيل الصدفة بل هي الأذرع الأمريكية التي تتحرك هنا وهناك .. وقال ” إن الجميع يعرف أن العدوان لم يهرع إلى المحافظة لتقديم العون والمساعدة التنموية وسد احتياجاتها أو تحقيق الإستقرار أو الحفاظ على أبنائها وحشد الطاقات لمواجهة العدو الحقيقي الأمريكي والإسرائيلي بل من أجل محاولة الإفادة من قلة تجاوبت معهم لإحداث الشرخ والانقسام الذي ينشده العدو وتحقيق أهداف العدوان “.

وتطرق رئيس اللجنة الثورية العليا إلى التاريخ المجيد لأبناء محافظة البيضاء عبر التاريخ والأدوار المتميزة لأجدادهم في صدر الإسلام الذين حضروا حجة الوداع مع الرسول الكريم والمعروفين بنجدتهم وشجاعتهم وعروبتهم وعدم خوفهم من شيء غير الله، وكيف كانوا فرسان معركة القادسية التي تناقلت الإخباريات التاريخية أن مقاتلي البيضاء كان الواحد منهم يسوق ستين فارسيا من مجوس فارس في تلك المعركة التي قضت على إمبراطورية فارس وانتصر فيها الجيش الإسلامي بالمشاركة البطولية لأبناء القبائل اليمنية وفي مقدمتها تلك القبائل التي تضمها الآن محافظة البيضاء .

وقال ” اليوم أبناء هذه المحافظة الكرام يراد لهم التفتت وأن تسود بينهم الضغائن والأحقاد وأن يقتتلوا فيما بينهم بالمشروع الأمريكي تحت ستار الطائفية والمناطقية وحتى العنصرية أحيانا، لذلك عليكم العودة إلى أويس القرني في تاريخ أبناء البيضاء لمعرفة تاريخ أبناء هذه المحافظة وحبهم لوطنهم وفهمهم لواقعهم “.

وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن التنمية القليلة التي وصلت إلى محافظة البيضاء خلال العقود الماضية دمرها العدوان منذ اليوم الأول لعملياته في اليمن مع الأسواق والمدارس والطرق والبنى التحتية .. لافتا إلى خطاب العدوان وأدواته بأنهم أتوا من أجل الشعب اليمني ومن أجل مصالح الشعب وخيره .

وأضاف ” إنهم لا يريدون بالشعب اليمني خيرا ومن يأت ليثير المناطقية والطائفية والمذهبية لا يمكن أن يأتي بالتنمية أو أي مشروع بنًاء على الإطلاق لأن مشاريع البناء لا تقوم أبدا على المناطقية أو الطائفية أو المذهبية، إنما تأتي على قواعد الأخوة وتقضي على الضغائن والأحقاد، وتقوي العلاقات الاجتماعية وتحافظ على النسيج الاجتماعي ولم شمل القبائل وتوحيدها في مشروع حقيقي هو بناء وطن والحفاظ على مقدراته واستقلاله والحفاظ على أبنائه، أما مشاريع الدمار والتخريب والدس بالطائفية والمذهبية أو المناطقية أو العنصرية فهي مشاريع رواد الدم وليسوا أصحاب مشاريع الخير والبناء “.

وأشاد الأخ محمد علي الحوثي بالدور القوي والإيجابي لأبناء محافظة البيضاء الذين واجهوا هذا المشروع التدميري لليمن وثبتوا بكل ما يملكون رغم قلة ذات اليد الذي لم يمنعهم من تقديم أغلى ما يملكون وهي أرواحهم ودمائهم حفاظا على الوطن كي لا تسود الروح التفتيتية التخريبية على الوطن .

وقال” إن الجميع في معركة واحدة لمواجهة هذه التحديات التي يمكن التغلب عليها بتوحد أبناء اليمن مثلما توحدوا ليلة أمس في (هشتاق) أمريكا تقتل الشعب اليمني على شبكات الإعلام الإجتماعي لتصل الرسائل في ساعات قليلة إلى أكثر من مئات الآلاف من الرسائل التي تدين أمريكا في عدوانها على اليمن “.

وأكد رئيس اللجنة الثورية العليا أن من يتحرك في مشاريع جامعة سيجد كل أبناء اليمن يتحركون معه من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه لأنه لا يتحرك طمعا في منصب أو سلطة بل من أجل وحدة الأمة وكلمتها والتحرك في مشروع الإخاء والسلام.

وأضاف” إننا لا يمكن أن نقفز على أحد أو نلغي أحد أو ينكر أحد التنوع المذهبي والقبلي في البيضاء أو غيرها وكلاً يحفظ عاداته وتقاليده وأخلاقه وعندما نلتقي، نلتقي جميعا أخوة بتنوعنا من أجل مشروع واحد يجمعنا جميعا عنوانه الشعب اليمني والجمهورية اليمنية، وأن من يتحرك في غير هذا المسار فهو عدو للجميع “.

وتابع ” إن من يتحرك باسم الطائفية والمناطقية والمذهبية مرفوض ولا يمكن أن يُسمح له لأن أخوة الشعب اليمني هي صمام أمان الجميع ومن يريد أن يزايد عليها فهو خاسر لأن قوتنا في توحدنا وترابطنا وتلاحمنا وانتساب القبائل إلى أصول واحدة لا يمكن أن يتم التفريق فيما بينها في أي محافظة و أي قبيلة “.

وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى حالة الغنى الروحي والمعنوي التي يملكها اليمني في موازاة حالة الفقر المادي الناتجة عن عدم قدرته على استغلال موارده وثرواته والهجمة الشرسة التي تقودها أمريكا متخفية خلف أدواتها في المنطقة والتحالف المزعوم والإرادة الصلبة التي واجهت الجميع من أبناء اليمن ومحافظة البيضاء بها هذا العدوان والإرادة القوية التي تنتصر عليه والذي لم يأت من أجل سواد عيون السعوديين أو الإماراتيين أو غيرهم أو الأحزاب التي انضوت تحته بل بعد أن تحركت إسرائيل دبلوماسيا وعسكريا في أمريكا وغيرها وأشعروهم بخطر الشعب اليمني إذا ما استقل قراره .

وتسأل عن الخطر الذي يمثله اليمن واليمنيون وهل يملكون المفاعلات النووية والأسلحة الاستراتيجية والذرية كي يأتوا ويدمروا بلدنا ؟! لا ولكننا نملك الرجال الشجعان المؤمنون بوحدة مصيرهم وقضاياهم .

وقال رئيس اللجنة الثورية العليا ” لقد أعلن العدوان على اليمن من أمريكا ولو كان سعوديا لأعلن من الرياض أو لو كان إماراتيا لأعلن من أبو ظبي لكنه مشروع أمريكي ومن يقوده أمريكي ومن يحدد الأهداف أمريكي وبمشاركة بريطانية إسرائيلية ظهرت التصريحات المؤكدة لذلك من قبل وزراء ومسئولين في هذه البلدان أكثر من مرة، ولم يحققوا سوى تدمير مئات الآلاف من المنشآت والمنازل وقتل المدنيين وتعمد لاستهداف الشعب والبنية اليمنية ولا يمكن أن يكون هذا الاستهداف تحت مبرر الخطأ ويرفضون طلبنا الدائم بلجان دولية محايدة للتحقيق في هذا الاستهداف “.

وخاطب أبناء البيضاء قائلا ” هل هدف هذا العدوان هو توحيدنا وهو يقتلنا جميعا ويدمر المنشآت الحيوية والأسواق والمستشفيات والطرق، هل يمكن أن نثق بمثل هذه الدول والأشخاص الذين يصرًون على هذا القتل والدمار وانتهاك كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية والشرعيات والأعراف القبلية وأن نصدق أنه أتى من أجل الحفاظ علينا وعلى سلامتنا ومستقبلنا ؟ ومن يقف معهم ممن عرفناهم الذين ذهبوا إلى الرياض وأدوارهم السابقة والحالية والمتوقع منهم مستقبلا، ولا يمكن أن تنطلي علينا حيلهم ولا ادعاءات أمريكا بحقوق الانسان وهي تقتل الشعب اليمني بالقنابل العنقودية والأسلحة المحرمة “.

وأكد رئيس اللجنة الثورية العليا أن أبناء اليمن دوما وعبر التاريخ ضد مشاريع التفتيت والتمزيق وإيمانهم الدائم بالمشاريع العالمية للعدالة والخير والوحدة العربية والإسلامية والدور الذي لعبه اليمني في أصقاع العالم بنشر الاسلام المبشر بالصدق والعدالة والتسامح والقيم والمبادئ القبلية الحميدة .. مستدلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” .

وتابع بقوله ” لا يمكن أن تكون القيم والمبادئ العربية والإسلامية هي ما يسوق له من إسلام الذبح والسكاكين وإحراق الأسرى والتمثيل بالجثث ، إنهم يجلبون اليوم مرتزقة العالم لتحدي هذه القبائل والوجوه والهامات التي لا تنحني إلا لخالقها” .

و جدد رئيس اللجنة الثورية العليا التأكيد على أن أمريكا هي التي تحرك السياسة الرأسمالية في العالم وتحمي الأمن الاستراتيجي الاسرائيلي الذي يهدف من وراء العدوان أن يحقق مصلحته الاستراتيجية في السيطرة على باب المندب وإن كان على حساب تدمير اليمن وقتل شعبه واستهداف الأطفال وهم ذاهبون إلى المدارس كما حصل في البيضاء وأن تشيع ثقافة الكراهية والبغضاء والقتل والتدمير والفرقة كي تنعم إسرائيل بالمصالح والامن ونقع فريسة مخططاتهم الإجرامية .

وحمًل رئيس اللجنة الثورية العليا الحاضرين نقل التحيات والسلام لكل أبناء البيضاء الكرام وأن يؤكدوا لهم قدرة أبناء اليمن على حل مشاكل الوطن والقبول بالآخر والتنوع وأن لا أحد يمكنه أن يلغي دور الآخر أو يقصي أحد وأن يعمل الجميع على إشاعة ثقافة التصالح ومواجهة العدوان والغزو والاحتلال.

من جانبه أشار محافظ البيضاء علي محمد المنصوري في كلمته إلى أن حضور ممثلي أبناء محافظة البيضاء هذا اللقاء يؤكد وقوفهم إلى جانب الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الذي يدمر مقدرات الشعب اليمني وينتهك جميع المحرمات، وأنهم ضد المرتزقة والعملاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان وأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم.

واستعرض محافظ البيضاء الآثار التدميرية جراء العدوان على البنية التحتية بالمحافظة وعلى رأسها استهداف الكهرباء والخدمات الأساسية والمرافق الحكومية والخدمية .. لافتا إلى الدعوات المناطقية والطائفية التي تواجهها المحافظة عبر أبواق العدوان إلا أن صمود أبناء المحافظة يقف في وجه كل ذلك.

فيما أكدت الكلمات التي ألقاها عدد من المشائخ والأعيان عن أبناء المحافظة وقوف أبناء البيضاء ضد العدوان وتواجدهم في كافة الجبهات ضد الغزاة والمحتلين الذين يحاولون تركيع إرادة الشعب اليمني وكسر كرامته .

كما أكدوا تمسك القبيلة بالقيم والأخلاق الحميدة المحافظة على الوطن والعرض والمدافعة عن الحرية والكرامة والاستقلال .. مثمنين حضور محافظة البيضاء في اهتمام القيادة العليا للثورة والتي لمسوها في اتفاق السلم والشراكة وما تلاه إزاء ما واجهته قبل تدخل الجيش واللجان الشعبية لتحرير كثير من مناطقها من سطوة القاعدة والإرهاب .

وألقيت عدد من القصائد الشعرية المعبرة عن المناسبة والمواقف الثورية والمقاومة نالت استحسان الحاضرين .

حضر اللقاء عضو اللجنة الثورية العليا طلال عقلان.
سبأ