المقاومة الفلسطينية انتصارات داخلية وضد العدو
بقلم / د. خيري علي السعدي*
لقد اتضح جليًّا انتصاراتُ المقاومة الفلسطينية على المستوى الداخلي وعلى مستوى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع المواجهات بداية الشهر المنصرم، فالتناغمُ والتنسيقُ والوحدة بين جميع فصائل المقاومة الفلسطينية تحت عنوان المقاومة ومقارعة الاحتلال الإسرائيلي كان هو الانتصار الأكبر والأهم من خلال معرفتهم وقناعتهم أن الوسيلةَ الوحيدة لوحدتهم هو تسخير لقواهم وأفكارهم وإمْكَانياتهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وهو رأيناه من مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي الذي لم يقتصر على منطقة قطاع غزة فقط كما حدث في انتفاضة عام 2014، بل عاد الكفاح المسلح على الواجهة من جديد وتحَرّكت المقاومة الفلسطينية في جميع الأراضي الفلسطينية ومنها أراضي 48 الفلسطينية المحتلّة والقدس وغيرها من المدن الفلسطينية بصورة توضح مدى تلاحم ووحدة المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، بالرغم من صلف عدوان الاحتلال الإسرائيلي وارتكابه لجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم أجمع ظناً منه أنه سيرهب ويضعف المقاومة بقتله للأطفال والنساء والشيوخ بتدمير مساكنهم على رؤوسهم، فهذه الجرائم هي من انتصرت للمقاومة وهي تضحيات تنم على الإصرار في مواجهة الاحتلال، فقد توسعت رقعة المواجهات في شتى الأراضي الفلسطينية المحتلّة بكافة وسائل المقاومة عكس ما توهمه كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وبهذه الوحدة والتلاحم بين الفلسطينيين وإلى جانبهم إخوانهم في محور المقاومة الذي يعتبر القضية الفلسطينية هي أولى أولوياته وَقضيته المركزية بما يمتلكه من قوة وأصبح هذا المحور يعمل له ألف حساب من قبل المجتمع الدولي.
أما انتصاراتُ المقاومة الفلسطينية على مستوى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي فقد حقّقت المقاومة انتصارات واضحة وجلية على أرض الواقع، فالضربات الصاروخية أفشلت القبة الحديدية واخترقتها والتي كانت مفخرة الاحتلال الإسرائيلي وحولتها المقاومة الفلسطينية إلى قبة كرتونية بوصول صواريخها إلى أهدافها في تل أبيب وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلّة، وكذلك سلاح المدفعية والمداهمات التي تنفذها المقاومة على مواقع جنود الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ عمليات الدهس والطعن وغيرها من وسائل المقاومة وصمود وتضحيات الشعب الفلسطيني، جميع هذه الوسائل التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية أَدَّت إلى انتصارهم، فقد انتشر الذعر والخوف والهلع بين أوساط المستوطنين اليهود وشعروا بانعدام أمنهم في البقاء بهذه الأراضي المحتلّة وأن حياتهم مهدّدة بالخطر وستجعل كثير من المستوطنين اليهود أن يغادروا ويهاجروا إلى خارج الأراضي الفلسطينية بحثاً عن مكان آمن لهم، بالإضافة إلى انتصار المقاومة في إعادة الاحتلال الإسرائيلي للنظر في عملية اجتياح قطاع غزة بقوات عسكرية برية بعد أن تفاجأ الاحتلال الإسرائيلي بالقدرات العسكرية التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية، كما أن المقاومة الفلسطينية قد شلت حركة حياتهم واقتصادهم وتوقفت الملاحة البحرية والجوية وخسائر بشرية ومادية مني بها الاحتلال الإسرائيلي، ولم يعد قادراً على إخفائها عن الرأي العام الإسرائيلي، وهو ما سيجعل نتنياهو يعملُ على اصطناع انتصار وهمي يقدمه للراي الإسرائيلي بعد وقف إطلاق النار بأن ضرباتِه الصاروخيةَ قد حقّقت أهدافها، متناسياً أن صواريخَ المقاومة الفلسطينية تنطلقُ كُـلَّ يوم وحتى آخر لحظة إلى بقاع وأماكن ووجود الاحتلال الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية.
فأي انتصار سيوهم المستوطنين اليهود بأنه قد حقّقه لهم.
* الأمين العام المساعد لحزب العمل اليمني