ماذا تعني الصهيونية، وما أصولها؟
بقلم / فاضل الشرقي
الصهيونية نسبة إلى جبل صهيون في القدس، والصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين، تحكم من خلالها العالم كله، فغاية هذه الحركة تنصب بتشييد هيكل سليمان فيها لتقيم مملكة لها يكون القدس عاصمتها. وهذه الحركة تشجع هجرة اليهود إلى فلسطين وشراء الأراضي لإقامة المستعمرات اليهودية فيها.
وهذه الفكرة قديمة جداً، وقد ظهرت هذه الفكرة أساساً في الأسر في بابل حيث تجسدت في الوعد الإلهي المزعوم، من أجل المحافظة على الذات كعرق متمرد متآمر منطو على نفسه، منظم تنظيماً شبه عسكري وغير قابل للاندماج مع الغير.
يقول الدكتور محسن عبد الحميد: (وفي سبيل إبقاء هذه الحركة متأججة، صاغ دهاة اليهود عبر التاريخ حياة اليهود، من خلال المفاهيم الدينية والعنصرية المغلقة في كتب شرحوا بها التوراة سموها (التلمود)، وهو الكتاب الضخم الذي كتب في أماكن عدة وأزمان متطاولة، أخذوا ما فيه من من الأديان والحكم الهندية واليونانية والبابلية وتجارب الأمم الأخرى، وسطروا فيه بجانب ذلك أحقادهم وشرورهم ومؤامراتهم على الإنسانية جميعاً بكلام صريح ولهجة واضحة دون حياء ولا خجل، وحللوا فيه لليهود أموال البشر جميعاً وأعراضهم ونفوسهم، وخططوا لتدمير مجتمعاتهم ودولهم تمهيداً لإنشاء إمبراطورية يهودية عالمية).
يشرح بن غوريون اليهودي كيف قامت فكرة عودة اليهود إلى صهيون في بيت المقدس وإحياء الدولة اليهودية، بأنها قديمة وليست من اختراع شخص معين، فيقول: (إن فكرة العودة إلى صهيون وإحياء الدولة اليهودية ليست من اختراع بنسكر أو هرتزل، فالرؤيا والأمل هما بعمر النفي، النفي ذاته، لا بل يرجعان إلى ما قبل خراب الهيكل الثاني وجل ما فعلته الصهيونية السياسية هو محاولة إرساء هذه الفكرة القديمة بجذورها العميقة في حياة الشعب على أساس الحاجات المادية لدى اليهود الأوربيين في القرن التاسع عشر والبحث عن طرق عمل ناجحة لتحقيق الفكرة).
وعلى هذا فإنّ الحركة الصهيونية قامت على أساس إنشاء وطن لليهود في فلسطين تحكم العالم من خلاله، وتسيطر على مقدراته، وذلك بمختلف الوسائل، وضمّنت ذلك في كتابها (التلمود) الذي كتب بأيدٍ خبيثة اتخذت من الغش والكذب شعاراً لها.. ومع هذا كله، فقد قامت لهم دولة في فلسطين وتحقق لهم ما سعوا إليه، ولكن نهايتهم قد اقتربت بموعود الله، وأن وعد الله لن يتخلف أبداً.