الخبر وما وراء الخبر

فلسطين هذه المرة تختلف

21

بقلم/ عبدالملك سام

كان خطباء حزب الإخوانج يرفعون أصواتهم بالدعاء لفلسطين والقدس يوم كانوا يجمعون التبرعات بإسم فلسطين ، وعندما منعت أمريكا جمع التبرعات دفنوا رؤوسهم في التراب ! اليوم باتوا يكتفون بالدعاء لولاة أمرهم من اليهود والنصارى المقنعين والواضحين لأنهم باتوا محتاجين لمن يمولهم بعد انقطاع نهر التبرعات الذي كان يصب في جيوبهم ، والحمد لله أن سقطت كل الأقنعة وبات كل شيء واضحا ، أما فلسطين فلم تكن بحاجتهم لا بالأمس ولا اليوم .

لأول مرة يتم التنكيل بإسرائيل بهذا الشكل المخزي ، وهو ما دفع اليهود الصهاينة ليفقدوا أعصابهم ويتخلوا عن وقارهم المزيف ، وهاهم يقصفون بوحشية كعادتهم ، ولكنهم هذه المرة يتألمون كما لم يسبق لهم وهم مرعوبون أكثر من أن تخرج الأمور عن السيطرة ، فقد أعتادوا أن يعاني الفلسطينيون بصمت ومرارة دون أن يكون هناك رد فعل مناسب لما يتجرعونه من ألم .. ولأول مرة نجد أن اليهود يفكرون فعلا ماذا سيفعلون لو هزموا ! وكلما توحد المسلمون أكثر وتحركوا بمسؤولية ستكون نهاية المعاناة والنصر أقرب .

محور المقاومة – كما أكدنا أكثر من مرة – يزداد قوة ، ونتائج هذه الجولة من الصراع ستحدد ماهي الخطوة القادمة والتي ستكون بالتأكيد حاسمة ، وقد تجلت قوة الرد بعد أن أفتضحت أنظمة الخيانة بشكل غير مسبوق ، وبعد أن عرف الفلسطينيون أين كان الخلل ومواضع الضعف ، وبعد أن توحد الجميع على كلمة الحق وموقف الصدق ، ولأول مرة يرى الجميع بوضوح من يقف مع فلسطين ومن يقف مع كيان العدو الإسرائيلي البغيض ، فقد أصطف الإيمان وأصطف النفاق لأول مرة وقد أتضح الخط الفاصل بينهما بوضوح .

بالنسبة للشعب اليمني المظلوم فهو أكثر الشعوب تفهما لمعاناة اخوانه في فلسطين ، ورغم أن الشعوب التي تفرجت في الماضي على ما يفعل بالشعب الفلسطيني باتت تعاني بالدور وتفهم أن الخطر واحد ، إلا أن الشعب اليمني سيبقى الأقرب مما يجري ، فالله قد أصطفى هذا الشعب ليكون شعب الأنصار والمدد حتى زوال اليهود الأشرار من على وجه الأرض ، وليفهم الجميع بأن الله ليس بحاجة أحد ، ومن سيقف متخاذلا اليوم لابد أن يصل الشر إليه عاجلا أم أجلا وهو موقف الخزي والهوان ، وأما من سيقف مع الحق والخير فهو من سينال العزة والكرامة وسيكون النصر حليفه بأمر الله ، وكان حقا على الله نصر المؤمنين .