الخبر وما وراء الخبر

بماذا تميّزت صواريخ غزة هذه المرة؟

12

سلّطت الأيام الماضية مزيداً من الأضواء على القدرات الصاروخية لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، ليس فقط من زاوية فرض خطّ اشتباك صاروخي جديداً، يتجاوز الحدود السابقة، والتي كانت مقيَّدة بالمدى الأقصى لصواريخ الفصائل، بل أيضاً من زوايا أُخرى، أهمها زاوية تنوُّع التكتيكات التي تم استخدامها في تنفيذ الضربات الصاروخية، على نحو وضع وحدات الدفاع الجويّ الإسرائيلية تحت ضغط ميداني مستمرّ، لم تتعرّض له على الإطلاق سابقاً، إلاّ في حرب تموز عام 2006 مع حزب الله.

المُنازلة الصاروخية المستمرة في فلسطين، تضمّنت عدداً كبيراً من المتغيّرات اللافتة، ميزتها من اشتباكات مماثلة سابقة، وعلى رأسها اشتباك عام 2014، بحيث تمكّنت الفصائل مجتمعة من إدامة إطلاق الصواريخ المتعددة الأنواع، بصورة منسّقة ومستمرة، وعلى نحو صليات كبيرة، تضمّ كل منها بين 20 و30 صاروخاً، وهو أداء مكّن الفصائل من تحقيق إصابات مباشرة في أهم المدن الإسرائيلية، ومن إجهادِ طواقم منظومات “القبّة الحديدية”، للدفاع ضد الصواريخ. والأهم هو الإعلان ميدانياً عن أنواع جديدة من الصواريخ، تمثّل مرحلة جديدة ومفصلية من مراحل تطور القدرات الصاروخية لفصائل المقاومة.

ماضي صواريخ المقاومة وحاضرها
قبل أن نفحص الوضع الحالي للقوة الصاروخية للفصائل الفلسطينية، يجب أن نعود إلى الوراء قليلاً، وتحديداً إلى عام 2001، الذي يُعَدّ البداية الحقيقية لهذه القوة. وحينها بدأت جهود بناء هذه القوة في مسارين:

الأول، عبر امتلاك بعض أنواع الصواريخ القصيرة المدى، والروسية والصينية المنشأ، وبعضها كان مُطَوَّراً بجهود سورية أو إيرانية.

والثاني كان عبر محاولة تصنيع الصواريخ محلياً، اعتماداً على تصاميم الصواريخ الخاصة براجمات الصواريخ السوفياتية الصنع، من طراز “كاتيوشا” و”غراد”.

الاستخدام الأول لصواريخ “القسّام” كان لاستهداف مستوطنة “سديروت”، التي ظلّت، منذ ذلك الحين حتى يومنا الحالي، أكثرَ البقع الفلسطينية المحتلة تعرّضاً لصواريخ المقاومة.

الجيل الأول من صواريخ “القسّام” لم يَتَعَدَّ مداه ثلاثة كيلومترات، وكانت القدرة التدميرية لرأسه المتفجر ضئيلة، بحيث بلغت زنته كيلوغراماً واحداً فقط. وطوّرت “كتائب القسّام”، طوال السنوات اللاحقة، أجيالاً أخرى من هذا الصاروخ، فكان الجيل الثاني عام 2002، والذي وصل مداه الأقصى إلى 12 كيلومتراً، برأس متفجّر زنته ستة كيلوغرامات، ثم الجيل الثالث عام 2005، والذي وصل مداه الأقصى إلى 16 كيلومتراً، وبرأس متفجّر تصل زنته إلى 10 كيلوغرامات.

تحسّنت الترسانة الصاروخية التي تمتلكها فصائل المقاومة، بعد ذلك، فتسلّحت بداية من العام 2007 بالمدفعية الروسية الصاروخية، من طراز “غراد”، والتي يتراوح مدى صواريخها بين 20 و40 كيلومتراً، كما تزوَّدت أيضاً بنسخة صينية الصنع من هذه الصواريخ، فامتلكت الصواريخ الصينية “WS-1E”، التي يصل مداها الأقصى إلى 45 كيلومتراً، والمُزوَّدة برأس متفجر تبلغ زنته 20 كيلوغراماً. وهذا مكّنها من من توسيع الهامش المضمون استهدافه في مناطق محتلة حول قطاع غزة، ليصبح في حدود 30 كيلومتراً، وليشمل مدناً ومستوطنات مهمة، مثل عسقلان ونتيفوت وأوفاكيم وأسدود وبئر السبع.

في عام 2012، تمكّنت فصائل المقاومة من زيادة مدى الصواريخ التي تمتلكها إلى 75 كيلومتراً، الأمر الذي مكَّنها من قصف مدينة تل أبيب وتخومها الجنوبية للمرة الأولى، وذلك عبر نوعين من الصواريخ:

الأول هو صاروخ “سجيل 55″، الذي يصل مداه إلى 55 كيلومتراً، وتبلغ زنة رأسه المتفجر 10 كيلوغرامات، وتم استخدامه في قصف مناطق متعددة وسط فلسطين المحتلة، بينها مناطق روحوفوت واللد وريشون ليتسيون، التي تقع جنوبي مدينة تل أبيب.

النوع الثاني هو الصاروخ “أم 75″، الذي تميّز بحجم رأسه المتفجر الكبير، بالمقارنة مع جميع الأجيال الأخرى من الصواريخ الفلسطينية، المحلية الصنع. وتراوحت زنته بين 50 و70 كيلوغراماً، ووصل مداه إلى 75 كيلومتراً.

عام 2014، بدأت مرحلة أُخرى من مراحل تطوُّر الصناعات المحلية للصواريخ في فلسطين، بحيث شهد هذا العام، وتحديداً معركة “العصف المأكول”، استخدامَ عدة أنواع من الصواريخ الجديدة المحلية الصنع، والتي شكّلت قفزة نوعية في سِياقَيْ مستوى المدى والقدرة التدميرية. وينتمي إلى “سُلالة” هذه الصواريخ الصاروخُ “آر-160″، الذي تم استخدامه في قصف مدينتي الخضيرة وحيفا، ويصل مداه إلى ما يقارب 160 كيلومتراً، وتبلغ زنة رأسه المتفجر نحو 100 كيلوغرام. وشكل هذا الصاروخ صدمة كبيرة للأوساط العسكرية الإسرائيلية، نظراً إلى قدرته التدميرية ومداه الكبيرَين، وخصوصاً أن مِيزات هذا الصاروخ تتطابق مع صاروخ سوري الصنع، تزوّدت به المقاومة الفلسطينية سابقاً، هو الصاروخ “أم-302”.

يُضاف إلى هذا الصاروخ، الصاروخ “جاي-80″، البالغ مداه 80 كيلومتراً، والمزوَّد برأس متفجر تصل زنته إلى 125 كيلوغراماً. وتمكّن هذا الصاروخ من الوصول بنجاحٍ إلى تل أبيب، وفشلت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراضه.

في ما يتعلّق بسائر الفصائل، قامت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، طوال السنوات الأخيرة، بتطوير صواريخ خاصة بها، بينها مجموعة أعلنت امتلاكها خلال عام 2016، وهي “117 – Q70 – خالد K4 – أبو عطايا AT-T”.

وتضاف هذه الصواريخ إلى سلسلة صواريخ “سجّيل”، التي تم استخدامها للمرة الأولى عام 2004 في ضرب مدينة المجدل، وإلى سلسلة صواريخ “ناصر” التي يتراوح مداها بين 4 و17 كيلومتراً، والصاروخ الأحدث في ترسانة ألوية الناصر، وهو “زلزال عماد”، الذي تم الإعلان عنه للمرة الأولى عام 2017.

“سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، كانت لها مساهمات مهمة في تعزيز القدرات الصاروخية الفلسطينية، بحيث طوّرت صاروخ “بدر 1″، الذي استخدمته للمرة الأولى أواخر عام 2018 في استهداف مدينة عسقلان وعدة مستوطنات قريبة منها. وحقّق هذا الصاروخ عدة نجاحات، وخصوصاً أن تصميمه كان مستمَداً من تجارب مشابهة في سوريا واليمن، فهو عبارة عن صاروخ خاص براجمات المدفعية الصاروخية من عيار 107 ملم، وتم تعديل رأسه المتفجر، وزيادة مداه من نحو 5 كم إلى 11 كم.

وانضم هذا الصاروخ إلى صاروخ آخر أعلنت عنه “السرايا” عام 2016، وحمل اسم “S350″، بالإضافة إلى صاروخ “قدس 101” الذي استخدمته “السرايا” للمرة الأولى عام 2006 في استهداف مدينة المجدل، ويصل مداه إلى نحو 16 كيلومتراً، وسلسلة صواريخ “براق”، التي تم إنتاج نسختين منها: الأولى يبلغ مداها الأقصى 70 كيلومتراً، والثانية يبلغ مداها مئة كيلومتر. وأصاب صاروخ من هذه النسخة، بنجاح، مدينةَ تل أبيب في يوليو/تموز 2014، وحينها كانت زنة رأسه المتفجر نحو 90 كيلوغراماً.

صواريخ فلسطينية جديدة تظهر في المواجهة الحالية

حتى أيام قليلة مضت، كان صاروخ “آر-160″، فعلياً، هو أهم صاروخ فلسطيني من حيث المدى العملياتي، والأهم في الترسانة الفلسطينية، بالإضافة إلى نوعين جديدين تم الإعلان عنهما من جانب “سرايا القدس” في أيار/مايو 2019:

الأول هو الصاروخ “بدر 3″، الذي يُعَدّ استنساخاً لإحدى نُسَخ صواريخ راجمات المدفعية الصاروخية السوفياتية “غراد”، وتحديداً النسخة العنقودية “9M217”. ويطابق في تصميمه وآلية عمله، على نحو كبير، صاروخاً أعلنت عنه حركة “أنصار الله” اليمنية في نيسان/أبريل من العام نفسه، تحت اسم “بدر-F”. تمكّنت “سرايا القدس”، عبر هذا الصاروخ، من استهداف مدينة عسقلان ومناطق أخرى شمالي شرقي قطاع غزة. ويصل مداه إلى 45 كيلومتراً، ويتميّز بأنه ينفجر فوق الهدف بنحو 20 متراً، ثم ينتج من هذا الانفجار مئاتُ الشظايا التي تماثل القنيبلات في النسخة السوفياتية العنقودية من هذا الصاروخ، الأمر الذي يتسبب بأضرار كبيرة للهدف.

النوع الثاني هو صاروخ جديد لم يتم الكشف حينها عن مواصفاته، وهو الصاروخ “S40″، وكلاهما كان له دور أساسي في ما بعد خلال الاشتباك الصاروخي الدائر حالياً في غلاف غزة.

استخدمت “سرايا القدس” صاروخ “بدر 3″، بصورة أساسية، في استهداف المناطق المحيطة بقطاع غزة، وخصوصاً سديروت وعسقلان، إلى جانب إدخالها نموذجاً مطوَّراً من هذا الصاروخ، تمت فيه زيادة المدى ليصبح 160 كيلومتراً، وزيادةُ الشحنة المتفجرة لتصبح في حدود 250 كيلوغراماً، وهو ما سمح باستخدامه في قصف مناطق قرب تل أبيب وقرب مدينة ديمونا. وتم أيضاً استخدام صاروخ “أس-40″، البالغ مداه 40 كيلومتراً.

خلال اليوم السابع لعمليات القصف، أعلنت “سرايا القدس” للمرة الأولى عن إدخالها صاروخ “القاسم” إلى الخدمة بشكل رسمي، وهو أيضاً من فئة صواريخ المدفعية الصاروخية، لكنه يتميز بميزة إضافية وهي الحجم الضخم لرأسه الحربي، مقارنة بكافة الصواريخ الموجودة حالياً في تسليح فصائل المقاومة الفلسطينية، حيث تبلغ زنة رأسه الحربي 400 كيلوجرام، وهو صاروخ يبدو من تصميمه الخارجي أنه مستوحى من إحدى نسخ صواريخ “بركان” السورية، التي كان تصميمها مبني على تعديل صواريخ المدفعية الصاروخية من عيار 107 ملم، وتزويدها برأس حربي أضخم، ليتحول عيار الصاروخ إلى 350 ملم، مما يضمن تحقيق أكبر أضرار ممكنة للأهداف القريبة، حيث يبلغ مدى هذا الصاروخ ما بين خمسة إلى عشرة كيلومترات، وهو في هذه الحالة يعمل كصاروخ تكتيكي للإشتباك المباشر والقريب.

أمّا “كتائب القسام” فأعلنت خلال العمليات امتلاكها صاروخاً جديداً، يُعَد نقلة نوعية في القدرات الصاروخية الفلسطينية، وهو الصاروخ “عياش-250″، الذي تم، من خلال استخدمه، ضربُ موقع شمالي مدينة إيلات، على بعد نحو 217 كيلومتراً من غزة. وهذا فعلياً أقصى مدى تمكّنت صواريخ المقاومة من بلوغه حتى الآن.

يضاف إلى هذا الصاروخ نوع جديد آخر، يُستخدم للمرة الأولى، تمّت تسميته “A-120″، ويصل مداه إلى 120 كيلومتراً، وتم من خلاله ضرب مناطق جنوبيّ مدينة تل أبيب، وحول مدينة أسدود. استخدمت “كتائب القسّام” أيضاً عدة أنواع من الصواريخ الموجودة فعلاً في ترسانتها، مثل صاروخ “أم-75″، الذي استهدف مدينة يافا.

يُضاف إلى ما سبق، أنواعٌ أخرى تم رصد استخدامها في الضربات الصاروخية الفلسطينية، على رأسها صاروخ “ناصر-5″، الذي تمتلكه ألوية الناصر صلاح الدين، وصواريخ “بدر3” التي تمتلكها “سرايا القدس”، إلى جانب عشرات قذائف الهاون الثقيلة من عيار 120 ملم، وصواريخ المدفعية الصاروخية الروسية من عيار 107 ملم، والتي أطلقتها فصائل، تُعتبر مشاركتها أصغر في المجهود العسكري الفلسطيني العام، مثل مجموعات الشهيد أيمن جودة، التابعة لكتائب شهداء الأقصى، وجيش المجاهدين، وكتائب الناصر صلاح الدين.

ما الجديد في التكتيكات الصاروخية؟
على الرَّغم من المجهود الجوي الكبير الذي كرّسه سلاح الجو الإسرائيلي – نحو 160 طائرة مقاتلة – فإنه فشل في إيقاف عمليات إطلاق الصواريخ من غزة، طوال الأيام الماضية.

وهذا يُعزى إلى عدة أسباب، على رأسها تمكُّن فصائل المقاومة من التمويه الجيد، وإمكان التحرك الذاتي لمنصاتها المخصَّصة لإطلاق الصواريخ.

ظهر هذا الأمر، بوضوح، في أيلول/سبتمبر الماضي، حين أظهرت “سرايا القدس”، عبر تسجيل مصوَّر، مجموعة كبيرة من منصّات الإطلاق الصاروخي، الذاتية الحركة، وهو ما أعطى مؤشراً على أن فصائل المقاومة باتت أقل اعتماداً على منصّات الإطلاق الثابتة.

وتعزَّز هذا المؤشّر، على نحو كبير، خلال المناورات الصاروخية المشتركة أواخر العام الماضي، والتي تم تسميتها “الركن الشديد”، وشارك فيها للمرة الأولى نحو 12 فصيلاً فلسطينياً، هي: “كتائب القسام”، “سرايا القدس”، كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، ألوية الناصر صلاح الدين، كتائب المقاومة الوطنية، كتائب شهداء الأقصى – لواء العامودي، جيش العاصفة، مجموعات الشهيد أيمن جودة، كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني، كتائب المجاهدين، كتائب الأنصار، كتائب الشهيد جهاد جبريل.

وتم، خلال هذه المناورات، إطلاق عشرات الصواريخ، من منصّات تحت الأرض، تم تزويدها بآلية للظهور على سطح الأرض، والإخفاء وقت الحاجة، وهو ما قلص الفرص المتاحة لقصفها، وخصوصاً أنها متعددة الفوّهات، وليست فردية أو رباعية، كما كانت الحال عليه خلال سنوات مضت.

تضمّنت هذه المناورات أيضاً استخداماً مكثَّفاً للطائرات من دون طيار، لتنفيذ عدة أدوار ميدانية، بينها تصحيح اتجاهات إطلاق الصواريخ وزاويته، عن طريق متابعة نتائج الضربات الصاروخية، ثم تحديد هامش الخطأ الذي أسفرت عنه.

يُضاف إلى ذلك التدريب على إلقاء ذخائر حرّة التوجيه من على متن هذه الطائرات نحو أهداف أرضية، وهو تكتيك سبق لـ”سرايا القدس” استخدامه ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي عند حدود قطاع غزة عام 2019، وتكرر في الاشتباك الحالي ثلاث مرات على الأقل.

ومكّن الجانب الاستطلاعي، في هذا الصدد، الفصائل من تصحيح رماياتها على نحوٍ حسَّن بصورة كبيرة دقةَ التصويب. وظهر هذا الأمر، على نحو أوضح، في عدة مدن، على رأسها عسقلان وأسدود.

التكتيك الذي تم استخدامه في تنفيذ الضربات الصاروخية الفلسطينية كان لافتاً، فلقد لجأت الفصائل إلى تنفيذ ضرباتها عبر صليات متقاربة ومكثفة، تتراوح كل منها بين 20 و30 صاروخاً، وبزوايا إطلاق متعدّدة.

هذا كله أدى إلى إنهاك أطقم إدارة منظومات “القبّة الحديدية”، نظراً إلى كونها مع أجهزتها، على مدار الساعة، في اشتباك دائم مع أهداف غزيرة، الأمر الذي يعزّز احتمال وصول الصواريخ الفلسطينية إلى اهدافها، وبجعل فرص تحقُّقه كبيرة.

كما أن هذا الأمر يمثّل، في الوقت نفسه، استنزافاً مادياً كبيراً للقدرات العسكرية الإسرائيلية، وخصوصاً أن مدى عمل المنظومات الإسرائيلية بات يشمل فعلياً كلَّ أراضي فلسطين المحتلة، وليس المناطق القريبة من قطاع غزة فقط، كما كانت الحال سابقاً. والأهداف التي ركزت عليها الفصائل كانت متعددة، تنوّعت بين المرافق الاقتصادية ومرافق الطاقة، وبين المطارات العسكرية، بل لم يسلم من القصف حتى مطار بن غوريون، الذي اضطرت عدة طائرات قادمة إليها إلى تغيير مسارات تحليقها تفادياً للصواريخ القادمة.

أخيراً، بغضّ النظر عن أن خسائر “إسرائيل” من المواجهة الحالية في فلسطين لا تقتصر فقط على الأرواح، فما حدث هو ضربة قوية لأُسس الاستراتيجية الدفاعية لـ”الجيش” الاسرائيلي، وألحقَ خسائر بملايين الدولارات جراء الاستنفار عسكرياً ومدنياً، علماً بأن تكلفة الصاروخ الواحد من صواريخ منظومات “القبّة الحديدية” تتراوح بين 50 ألف دولار ومئة ألف دولار، ولنا أن نتخيّل الوضع إن انطلقت الصواريخ في توقيت واحد، من سوريا ولبنان وغزة!