الخبر وما وراء الخبر

الشيخ مرعي العامري أحد مَشَايخ قبيلة جهم مأرب: لا يبرز الرجال إلا في الشدائد ولا أرَى فرقاً بين المحايد الصامت وبين المرتزقة والعملاء ((حوار))

511
  • مَشَايخ يعتبرون أنفسهم كباراً ولكنهم اليوم بموقفهم الصامت أمام عدوان يستهدف بلدهم أصبحوا صغاراً وأذلاء
  • لا يتأثر بإعلام العدوان إلا المرجفون والمنافقون الفاقدون لوعيهم
  • المقاتل الـيَـمَـني ثابت في موقعه ويا جبل ما يهزك ريح

يتفاوت الناس عند الأمور العِظام، كلٌّ بحسَب سجيته وقيَمِه، فذوو النخوة والشهامة والغيرة والحمية لا يقدمون رِجْلاً ويؤخّرون أخرى ولا يترددون، وثمة مَثَل يمني شهير يقول: “العود ما ينفح شَذَاه إلا إذا حرق” كذلك هم الرجال أصحاب الموقف النبيل يظهر معدنُهم الأصيلُ وقت َالمدلهمات التي تسعى أن تعصفَ بوطنهم ومجتمعهم.. نشرةُ “النبأ اليقين” التقت بواحد من هذا الصنف الكريم، الشيخ مرعي علي أحمد العامري أحد مَشَايخ قبيلة جهم ومن الرجال المدافعين عن الوطن والمضحِّين من أجله.. وخرجت بالحوار التالي:

حاوره/ أبو جهاد الهيال

 

– بداية شيخ مرعي أهلاً وسهلاً بك في نشرة “النبأ اليقين”؟

أهلاً وسهلاً بكم، وحيّاكم الله.

 

– ليس بخافٍ على أحد ما يدور في الـيَـمَـن من اعتداء خارجي بإشراف أَمريكي وإسرائيلي وتنفيذ سعودي بمساعدة مرتزقة الداخل.. كيف تنظر إلى ذلك؟

في الحقيقة لقد تحالَفَ العالم وعلى رأس التحالف أَمريكا والسعودية وإسرائيل هذا الحلف الشيطاني سخّر كُلّ ما لديه من قوةٍ لقتل الشعب الـيَـمَـني وارتكاب أبشع جرائم لم ترتكب على مر التأريخ وبدون أي مبرر وأسباب فقط يريدون تركيع الشعب وإذلاله.

 

 – مع إن الشعْـبَ الـيَـمَـني يواجه العدوان منذ نحو 11 أشهر ومُصرٌّ على خيار الصمود والثبات رغم حصاره الجائر وتحالف إقليمي ودولي إلا أنّه صامَدَ في مواجهة العدوان كيف ترى هذا الصمود الأسطوري؟

أخي الشعبُ الـيَـمَـنيُّ معروفٌ بتأريخه وبصموده، أي شعب غير شعب الـيَـمَـن يستطيع الصمودَ في وجه أعتى قوة في العالم تمتلك قوة عسكرية وتكنولوجيا متطورةً، ورغم ذلك أحدَ عشَرَ شهراً لم يستطع العدوان تحقيق أي هدف. فقط قتل النساء والأَطْفَال وتدمير كُلّ مقومات الحياة ورغم عبثية العدوان وإجرامه إلا أنه لم يَـزِد الشعبَ الـيَـمَـني إلا صموداً وثباتاً ووحدةً وتلاحُـماً للوقوف في وجه العدوان، وما يحققه الجيش واللجان في مختلف الجبهات إلا دليلٌ كافٍ على عظمة هذا الشعب وجيشه ولجانه.

 

– يوجد من أَبْنَاء القبائل ومشايخها في الـيَـمَـن من هو متخذٌ موقفَ الحياد والصمت غير المبرر.. كيف تصف أَوْ تسمي من يبقى على هذا المنوال؟. وهل يجدي ذلك؟

في الحقيقة لا يبرز الرجال إلا في الشدائد، والـيَـمَـن اليوم محتاجٌ إلَـى أبنائه للدفاع عنه، فمن يقف اليوم ويسمي نفسه محايد عن الدفاع عن أرضه وعرضه ولزم الصمت فهذا سيظل وسمة عار في جبينه لماذا تحايد وأنت يهتك عرضك يحتل بلدك يدمر بلدك اليس حيادك وصمتك خوف من عدوك أم إن لديك مرتب تخاف عليه الاجدر بك أن تخاف الله وتخشاه وعليك أن تعلم بأن موقفك أيها المحايد أيها الصامت موقف ذل موقف مخزي لا أرَى فرقاً بين المحايد الصامت وبين المرتزقة والعملاء وهناك مَشَايخ يعتبرون أنفسهم كباراً ولكنهم اليوم بموقفهم المحايد والصامت أمام عدوان يستهدف بلدهم أصبحوا صغاراً وأذلاء.

 

– لا يزال البعض يروج بإعلام العدوان ويتناقل أخباره.. ما هي رسالتك لهؤلاء؟، وممن تصنفهم؟، وكيف تقرأ إيقاف بث قناة المسيرة رغم أنها عاودت بثها وذلك تحديداً عندما أظهرت فيديو بسيطرة اللجان الشعبية والجيش على جبلي الدود والدخان ما تصف هذا الإقدام على مثل هذه الأعمال؟

لا يروّج لإعلام العدوان الكاذب ويتأثر به ليس إلا المرجفون والمنافقون الفاقدون لوعيهم، وهؤلاء هُم من مؤيدي العدوان؛ لأن إعلامَ العدو يفتقد إلَـى المصداقية ويعتمد على بثّ الأخبار الكاذبة وهم يعرفون أنهم كاذبون وإلا لماذا يسعَون إلَـى حجْب قناة المسيرة الذي تفضحهم وتكشف أكاذيبهم وانتصاراتهم الوهمية، فعندما ينشُرُ الإعلامُ الحربيُّ صوراً موثوقةً عن الاقتحامات الذي يقوم بها الجيش واللجان في داخل العمق السعودي وتتضح الصورة، يسعون لإغلاق قناة المسيرة، والغرض إخفاء الحقيقة وما يحصل في الميدان على أيدي الرجال، الرجال الذي يسطّرون أروع البطولات في كُلّ الميادين، فهؤلاء هم رجال الـيَـمَـن وهم سادة العالم وقادته.

 

– من خلال اطلاعكم ومراقبتكم للأحداث الجارية في الـيَـمَـن ككل ومحافظة مأرب بصفة خاصة.. كيف تثمّن جهودَ وصمودَ اللجان الشعبية والجيش أمام الضرب الهستيري المكثّف من قبَل طيران العدوان الغاشم، وخصوصاً على مديرية صرواح، وأطلعنا على آخر المستجدات على أرض المعركة؟

رغم كثافة الغارات ورغم الأسلحة المحرمة الذي يستخدمها العدوان المجرم إلا أن هناك ثباتاً وصموداً أسطورياً للأبطال الجيش واللجان الشعبية يصعب وصفه، هناك سيطرة كاملة في الميدان للجيش واللجان رغم كثافة الغارات على مديرية صرواح، لو جدناها خمسة آلاف وثلاث مائة غارة على صرواح فقط، ولكنها لم تحقق شيئاً عدا قتل النساء والأَطْفَال وتدمير المنازل والبُنية التحتية وكل مقومات الحياة، هذا ما حققه العدوان الغاشم، أما المقاتل الـيَـمَـني فهو ثابت في موقعه ويا جبل ما يهزك ريح.

 

 – ما هي رسالتك الأخيرة الذي تريد تقولها في ختام هذه المقابلة الصحفية؟

أقولُ لكل الأحرار من أَبْنَاء وطني أن عليهم واجباً مقدساً، عليهم أن لا يتخلفوا عن هذا الواجب، وهو الدفاع عن الوطن؛ لأن وطنَهم محتاجٌ لهم، فنحن نواجه اليوم عدواً يسعى إلَـى طمْسِ هُويتنا وتدمير مقدراتنا، وليس لدينا أيُّ خيار سوى خيار واحد، وهو مقاومةُ العدوان، وسننتصرُ حتماً؛ لأَن كُلَّ رهاناتنا على الله سبحانه وحدَه، أما مجلس الأمن، فلا نعول عليه بإيجاد أي حل؛ لأنه مشاركٌ في العدوان على الـيَـمَـن.

*صدى المسيرة