الخبر وما وراء الخبر

ضرورة تصحيح المنطلقات في التعامل مع نعم الله سبحانه وتعالى

36

تطرق السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في المحاضرة الرمضانية الثامنة عشرة إلى مجموعة من الظواهر السلبية والخاطئة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي بشكلٍ عام تتمحور حول التعامل السلبي مع نعم الله سبحانه وتعالى وتؤثر سلباً على الوضع المعيشي للإنسان.

وأسبغ الله سبحانه وتعالى على الإنسان النعم الكبرى، وعرض السيد القائد البعض منها على ضوء بعض الآيات القرآنية، ويبين أن الله سبحانه وتعالى أنعم علينا، ووسَّع لنا الأرزاق والخيرات، مع ذلك البركات التي تأتي مع الاستقامة على أساس منهج الله سبحانه وتعالى، حيث يقول:

“الموارد العامة، والنعم الكبرى: على مستوى الأرض، وما هيَّأ الله فيها، وما أعدَّ للإنسان فيها، وما خلق له من أرزاق فيها، وما جعل فيها من المعايش للبشر، لعباده جميعاً.

وكذلك النعم المتنوعة: على مستوى القطاع الزراعي، الثروة الحيوانية، ما فيها من نعم كبيرة واسعة جدًّا، ومجال واسع جدًّا، يتسع لكثيرٍ من الأنشطة، وأسباب الرزق الواسعة، الثروة البحرية، وهكذا النعم الواسعة جدًّا”.

ويضيف بالقول: “فالله سبحانه وتعالى أنعم علينا، ووسَّع لنا الأرزاق والخيرات، مع ذلك البركات التي تأتي مع الاستقامة على أساس منهج الله “سبحانه وتعالى”.

وبعد إن خلق الله الأرض، وجعل لإنسان فيها المعايش، وهيَّأ له فيها أسباب الرزق والخير، وأسبغ عليه نعمه ظاهرةً وباطنةً، فإنه يبقى للإنسان أن يتحرك، ويعمل، وأن يأخذ بأسباب الرزق، وأن يقوم بدوره كمستخلفٍ في هذه الأرض في عمارتها، والحركة فيها، للسعي لتوفير متطلبات حياته، بما قد أعدَّ الله له فيها، وفق تعليمات الله سبحانه وتعالى وهديه.

إذا فقد الإنسان المنطلقات الصحيحة
عندما يتحرك الإنسان وفق هدي الله وتعليماته وشريعته، ويلتزم وفق ذلك؛ فإن الله يصلح له حياته، ويهيِّئ له أن يحصل على المزيد من البركات من جانب الله سبحانه وتعالى، وكذلك يجنبه الكثيرٍ من الآفات والمخاطر الكبيرة جدًّا، يقول السيد القائد:

“عندما نتحرك وفق هدي الله وتعليماته وشريعته، ونلتزم وفق ذلك؛ فهذا يصلح لنا حياتنا، ويهيِّئ لنا أن نحصل على المزيد من البركات من جانب الله “سبحانه وتعالى”، وهذا يقينا من كثيرٍ من الآفات والمخاطر الكبيرة جدًّا؛ لأن الإنسان عندما يتحرك بعيداً عن منهج الله “سبحانه وتعالى” وهديه، في إطار الحركة في هذه النعم، والتقلب في هذه النعم، والسعي لاستثمار هذه النعم، فهو قد يرتكب الكثير من الأخطاء، التي لها عواقب سيئة عليه في الدنيا وفي الآخرة”.

وتكمن الخطورة على الإنسان في حال إذا لم يتجه وفق المنطلقات والتعليمات التي أمر الله سبحانه وتعالى بها، فتأتي منطلقات وممارسات سيئة جدًّا، وترتسم له غايات وأهداف سيئة، وبذلك يتجلى احتياج الإنسان إلى هداية الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق باستثمار نعم الله بطريقة صحيحة ونافعة، ولا تعود عليه بالمشاكل والمخاطر السيئة جدًّا، يقول السيد القائد:

“الإنسان هو يتجه غريزياً، وبدافع الشعور بالحاجة، وتحت ضغط الحاجة، تحت ضغط الجوع والفقر والمعاناة، وضغط الاحتياجات المتنوعة، يتجه إلى أن يسعى إلى كيف يوفر احتياجاته الضرورية، يتجه إلى توفير احتياجاته الضرورية، يسعى لذلك، يعمل لذلك، فإذا لم يتجه وفق المنطلقات والتعليمات التي أمر الله “سبحانه وتعالى” بها؛ فتأتي منطلقات سيئة جدًّا، وممارسات سيئة جدًّا، وترتسم له غايات وأهداف سيئة، وهنا تكمن الخطورة على الإنسان، ويتجلى احتياجه إلى هداية الله “سبحانه وتعالى” فيما يتعلق باستثمار نعم الله بطريقة صحيحة ونافعة، ولا تعود عليه بالمشاكل والمخاطر السيئة جدًّا”.

وفي ضوء ذلك، يؤكد السيد القائد على حالة خطيرة جدًّا مفادها أنه:

“إذا فقد الإنسان المنطلقات الصحيحة؛ يتجه كل همه، وكل رغباته، وبالتالي كل اهتماماته العملية بشكلٍ كليٍّ، إلى الحصول على متاع هذه الحياة الدنيا، وعلى متطلبات حياته فيها، وعلى رغباته فيها، وهذه حالة خطيرة جدًّا“.

حالة الطغيان وآثارها السلبية على الإنسان
يؤكد السيد القائد أن من السلبيات الخطيرة للإنسان، عندما يتعامل مع نعم الله فقط من منطلق الغريزة، والهوى، والشهوات، والرغبات، ولا يستثمرها وفق هدي الله، ووفق تعليمات الله، حيث يقول:

“من السلبيات الخطيرة للإنسان، عندما يتعامل مع نعم الله فقط من منطلق الغريزة، والهوى، والشهوات، والرغبات، ولا يستثمرها وفق هدي الله، ووفق تعليمات الله: أنه عندما يحصل على الرزق، يحصل على السَّعة، يحصل على الإمكانات، يطغى، هذه حالة خطيرة جدًّا، حالة خطيرة جدًّا.أو وهو يسعى للوصول إليها، ولم يصل إليها بعد، يطغى أيضاً، ولذلك يقول الله “سبحانه وتعالى”: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}[العلق: 6-7]”.

ويبين السيد القائد أشكال طغيان الإنسان، حيث يمكن أن يكون طغيان الإنسان في سلوكه، وقد تكون أيضاً مع في الطغيان على الآخرين، والبغي عليهم، والظلم لهم، إذ يقول:

“طغيان الإنسان يكون: إما في سلوكه، في تعامله السلوكي: فيما يسعى له من مشتهياته، ولذاته، ورغباته، وأهوائه، فينتهك الحرمات، ويتعدى حدود الله، ويبطر بالنعمة، فيستخدم ما معه من المال في الحرام. لأكل حرام. للوصول إلى حرام. لشرب حرام. للذَّات الحرام. للفساد.

لأشكال كثيرة من الطغيان في إطار سلوكه، في إطار إنفاقه، وفق شهواته ورغباته وأهواء نفسه، فيتعدى حدود الله، وينتهك حرمات الله.

وقد تكون أيضاً مع حالة الطغيان هذه؛ الطغيان على الآخرين: في البغي عليهم. في الظلم لهم. في التعدي عليهم. التعدي على ممتلكاتهم، التعدي على حياتهم بغير حق، التعدي عليهم بأشكال أو بأخرى.

فهذه الحالات من الطغيان هي تأتي مع تمكُّن الإنسان أكثر ما تكون، ومع استغنائه، عندما يرى نفسه أنه أصبح غنياً، متمكِّناً، ثرياً، فإذا اقترن مع ذلك سلطة وجاه؛ بطر بالنعمة، وبغى وتكبر، وطغى وتجبر، وانتهك الحرمات، وتعدى الحدود، هذه حالة خطيرة جدًّا، وتحصل للكثير من الناس، من المستوى الفردي في نطاق محدود، إنسان حتى البعض مثلما يقولون: [يسْكَر من زبيبة]، لو ما بلا شويه قليل من المال، وارتاح حاله، وأصبح ميسوراً، ولو ما بلا شويه ميسور الحال، نسي الله، نسي نعمة الله، نسي فضل الله عليه، وأصبح يستغل ما معه من اليسر: في الحرام: في لذَّات الحرام، في شهوات الحرام، في أكل الحرام، في الوصول إلى الحرام. أو في البغي على الآخرين، والظلم للآخرين، والتعدي على حقوق الآخرين”.

النظر إلى نعم الله باعتبارها اختباراً للإنسان
إذا نظر الإنسان إلى نعم الله سبحانه وتعالى باعتبار أنها في إطار الاختبار له، فإنه سيتعامل في هذه الحالة مع النعم بمسؤولية، أما إذا لم ينظر إلى المسألة باعتبارها اختباراً له، فإنه سيتعامل بطريقة أخرى مختلفة، يقول السيد القائد:

“فالإنسان أيضاً إذا لم ينظر إلى نعم الله “سبحانه وتعالى” أنها في إطار الاختبار له، هل سيشكر؟ فهو في هذه الحالة سيتعامل بمسؤولية؛ أمَّا إذا لم ينظر إلى المسألة باعتبارها اختباراً، وهل سيشكر؟ وهل سيتعامل بمسؤولية فيما مكَّنه الله فيه، وأنعم به عليه؟ فسيتعامل بطريقة أخرى مختلفة”.

والنعم تقترن بها مسؤوليات، يقول السيد القائد :

“يقول الله “سبحانه وتعالى”: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ}[الفجر: الآية15]، يتوقف عند هذا الحد: {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ}، وينسى أنَّ الله أكرمه ونعَّمه ابتلاءً، اختباراً له، وأنَّ النعم تقترن بها مسؤوليات، والاختبار له: هل سيفي بمسؤولياته هذه، المترتبة على ما أكرمه الله به، ونعَّمه به، فعندما ينظر إلى المسألة أنها هكذا: مجرد نعمة، وليست اختباراً، ولا يقترن بها مسؤوليات؛ فهنا يتجه بشكلٍ خاطئ للتمتع بهذه النعم، والاستغلال لها بطريقة خاطئة، فيصل إلى درجة أن يكون غير شاكرٍ للنعمة، وأن يعصي الله بما أنعم به عليه، وفي هذا إساءة إلى الله “سبحانه وتعالى”، إساءة إلى ربنا المنعم الكريم، {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ}، لا يقول: [ربي أكرمن ليختبرني، أكرمني ليختبرني، هل سأشكر، أم سأكفر النعمة؟ هل سأفي بالتزاماتي؟ هل سأقوم بمسؤولياتي على أساس ما أنعم به عليَّ أم لا؟]، ينسى ذلك، ينسى جانب المسؤولية والشكر.

{وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ}[الفجر: الآية16]، وهنا كذلك بدلاً من أن يصبر يتذمر، ولا يسعى إلى أسباب الخير، أسباب السَّعة في الرزق، أسباب النعمة؛ إنما يتذمر أكثر فأكثر، ويتعقد، ولا يصبر، وقد يدفعه هذا أيضاً إلى المعصية، قد يدفعه هذا إلى أن يسعى للسعة بوسائل محرَّمة، فيها ظلم، أو فيها جرائم، أو فيها سرقة، أو نهب، أو تصرفات سيئة جدًّا”.

الاستثمار الخاطئ لنعم الله
في سياق المنطلقات الخاطئة، وعدم الاستثمار لنعم الله بشكلٍ صحيح هو عدم الشكر، والإعراض كلياً عن الله سبحانه وتعالى عن منهجه الحق، يقول السيد القائد:

“أيضاً مما يحصل في هذا السياق: في سياق المنطلقات الخاطئة، وعدم الاستثمار لنعم الله بشكلٍ صحيح هو: عدم الشكر، والإعراض كلياً عن الله “سبحانه وتعالى” عن منهجه الحق:

يقول سبحانه وتعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ}[الإسراء: من الآية83]، (أَعْرَضَ): لم يشكر نعم الله “سبحانه وتعالى”، ينسى الله، فلا يشكره، بل يسيء إلى الله بما أنعم عليه، يستخدم ما أنعم الله به عليه من النعم في معصية الله، فيسيء إلى الله، ويقابل إحسانه إليه بالإساءة إلى الله “سبحانه وتعالى”، إلى ربه ولي كل نعمةٍ عليه، لا يتجه إلى الله بالشكر، الشكر في مفهومه العملي، شكر بالتحرك وفق هدي الله، باستثمار النعم والحركة فيها وفق توجيهات الله سبحانه وتعالى.

{وَنَأَى بِجَانِبِهِ}[الإسراء: من الآية83]: مبالغة في الإعراض، مبالغة في الابتعاد عن منهج الله “سبحانه وتعالى”، والتجاهل لتوجيهات الله “جلَّ شأنه”.

التبذير والإهدار للنعمة والإنفاق منها لدعم الباطل
يؤكد السيد القائد أن:

“من الأعراض السيئة: هي العبث والتبذير، والإهدار للنعمة: وما أكثر ما يحصل من تبذير، وإهدار للنعمة، وصرف لأموال كثيرة فيما لا طائل منه، ولا فائدة فيه، هذا يحصل كثيراً، وبالذات عند العرب، العرب من أكثر الناس تبذيراً في الدنيا، ليس عندهم رشد، ليس عندهم تدقيق في الإنفاق وانتباه، فيحصل هدر الكثير من الأموال في العبث، في أشياء لا طائل منها، لا فائدة فيها، وأيضاً في التضييع، تضييع لأشياء كثيرة، نسبة التبذير كبيرة جدًّا، تقدر عالمياً الآن بالثلث، على مستوى فقط ما يذهب إلى القمامات؛ أما التبذير بمفهومه الأوسع، ومنه إهدار الأموال فيما لا فائدة منه، ولا طائل منه، ولا جدوى منه، أو فيما هو حرام، فهذا نسبة كبيرة جدًّا من الأموال تذهب على هذا الأساس”.

ويضيف بالقول:

“مما يحصل أيضاً في الاستثمار الخاطئ لنعم الله “سبحانه وتعالى”: الإنفاق منها لدعم الباطل، لدعم الباطل ليكون سائداً في هذه الحياة: ليكون نظاماً حاكماً، أو ليكون منهجاً قائماً، أو ليكون واقعاً مسيطراً، أو في حالة بغيٍ وظلم.

الله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، فهم يحاربون بها الحق؛ كي لا ينتشر، كي لا يسود، كي لا يكون هو المنهج القائم في هذه الحياة، وليحل محله الباطل، {فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}[الأنفال: من الآية36]”.

اليمين الفاجرة والرشوة
يبين السيد القائد أن اليمين الفاجرة والرشوة هي من السلوكيات السيئة التي تأتي في سياق الطمع، والأهواء، وعدم التعامل بشكل صحيح مع نعم الله سبحانه وتعالى أيضاً من السلوكيات السيئة التي تأتي في سياق الطمع، والأهواء، وعدم التعامل بشكل صحيح مع نعم الله سبحانه وتعالى، حيث يقول:

“أيضاً من السلوكيات السيئة التي تأتي في سياق الطمع، والأهواء، وعدم التعامل بشكل صحيح مع نعم الله “سبحانه وتعالى”: اليمين الفاجرة: البعض قد يدفعه طمعه وأهواؤه ورغباته إلى أن يحلف اليمين الفاجرة؛ ليقتطع حقاً لمسلمٍ آخر، هذه قضية خطيرة، فيجمع وزرين، وذنبين، ومعصيتين: أنه اقتطع حق الآخرين بغير حق، بالحرام، وأنه حلف يميناً فاجرة.

يقول الله “سبحانه وتعالى”: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[آل عمران: من الآية77]، من كبائر الذنوب، من المعاصي التي توصل الإنسان إلى قعر جهنم، ليخلد في جهنم: اليمين الفاجرة، اليمين الفاجرة مسألة خطيرة جدًّا، البعض يتهاونون بها، في النزاعات على الأراضي، في النزاعات على الممتلكات، في النزاعات المختلفة، فالبعض من أجل الحصول على أراضي، أو من أجل الحصول على مال، أو من أجل اقتطاع حقٍ على الآخرين، لا يتورع، فيحلف اليمين الفاجرة والعياذ بالله، وهي جريمة كبيرة جدًّا، وشنيعة للغاية، لو لم تقتطع بها إلا سواكاً من أراك، كما في الحديث عن النبي “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله”، لكانت كافيةً في أن تدخل إلى جهنم، وأن تخلد فيها، لاحظوا ما ورد في هذه الآية: {أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَة}ِ: ليس لهم أي نصيب من الجنة أبداً، ولا من رحمة الله، {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، ما أكبر ورطة من يحلفون في الأراضي، والطمع في الأراضي، باليمين الفاجرة؛ لاقتطاع الحرام والعياذ بالله.

من الظواهر السلبية التي قد تدفع بالبعض من الناس للحصول على الأموال؛ بسبب الطمع، والجشع، والتعامل بطريقة خاطئة، ومنطلقات خاطئة، للحصول على مال معين، هي: الرشوة:

قد يدفع الرشوة من أجل أن يغري حاكماً، وهذه تحصل بشكل كثير بين المتشاجرين، بعضٌ منهم، وكثيرٌ منهم، يفعل ذلك، يدفع رشوةً إلى الحاكم، سواءً الحاكم المحكَّم بين الطرفين، أو حاكم ذو ولاية، فيدفع إليه الرشوة، بهدف أن يؤثر عليه في إصدار الحكم لصالحه؛ لأنه يعرف أن الحكم- إن كان حكماً صحيحاً- لن يكون لصالحه، فهو يريد حكماً لصالحه، يقتطع به حق الآخرين، يأكل به أموال الناس بالباطل.

يقول الله “سبحانه وتعالى”: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}[البقرة: من الآية188]، وهذا يشمل كل وسيلة باطلة للحصول من خلالها على أموال الآخرين، هذا محرم، {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة: من الآية188]، {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ}: هذه هي الرشوة، محرمة”.

التعامل بالربا
عندما ينحرف الإنسان، ولا ينطلق من منطلقات صحيحة في التعامل مع نعم الله سبحانه وتعالى، تأتي الممارسات الإجرامية، ومن الممارسات السيئة جداً استخدام الربا، يقول السيد القائد:

“من الممارسات أيضاً الإجرامية التي تأتي عندما ينحرف الإنسان، ولا ينطلق من منطلقات صحيحة في التعامل مع نعم الله “سبحانه وتعالى”، من الممارسات السيئة جداً: الربا، استخدام الربا:

{وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}[البقرة: من الآية275]، الربا من أكبر المحرمات، ومن أسوأ المحرمات، والمرابي يرتكب جريمةً من أكبر الجرائم، وأشنع المعاصي والعياذ بالله، وللأسف الشديد هناك تعامل على نطاق واسع بالربا، تعامل على نطاق واسع جدًّا بالربا.

يقول الله “سبحانه وتعالى”: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة: من الآية275]، الربا جريمة من أكبر الجرائم التي يخلد بها الإنسان في النار، الوعيد عليها بالنار، والخلود في النار- والعياذ بالله، {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، فالمرابي، الذي يتعامل بالربا، مصيره إلى النار يخلد فيها، ولا يقبل الله منه أي عمل عمله باسم أنه عمل صالح في هذه الحياة الدنيا، لا صلاة، ولا صيام، ولا زكاة، ولا حج، ولا عمرة، ولا صدقة، ولا أي عمل يقدمه.

يقول الله “سبحانه وتعالى”: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}[البقرة: 278-279]، وهذا وعيد شديد، وعيد شديد في الدنيا والآخرة: (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ) في الدنيا، والحرب من الله واسعة جدًّا، عندما يحاربك الله، فهو يعلم ما يعمله بك، مما يحوّل حياتك إلى شقاء والعياذ بالله”.

ويؤكد السيد القائد أن مثل هذه الممارسات، وغيرها من الممارسات الإجرامية تأتي نتيجة المنطلقات الخاطئة في التعامل مع نعم الله، والاستثمار لنعم الله، وفي معالجة مشكلة الفقر، حيث يقول:

“فنجد مثل هذه الممارسات، وغيرها من الممارسات الإجرامية، هي تأتي نتيجة المنطلقات الخاطئة: في التعامل مع نعم الله، في الاستثمار لنعم الله، في معالجة مشكلة الفقر، في الأخذ بأسباب الرزق والسعة”.