الخبر وما وراء الخبر

مخاوف الصهاينة تتنامى مع تنامي القدرات اليمنية

23

تقرير/ سارة عبيد

القلق والمخاوف الإسرائيلية تتنامى مع تنامي القدرات اليمنية التي باتت تمثل بالنسبة للصهاينة، تهديدا يرقى لكونه تهديدا وجوديا.

ففي دراسة صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، تناول البحث استراتيجية أنصار الله تجاه العدو الإسرائيلي والقدرات والممارسات العملياتية للحركة.

وبسعي الدراسة لتقييم التهديد اليمني للكيان الغاصب، قدمت رؤى لصناع القرار الإسرائيليين بهدف التأثير عليهم.

وبالمحصلة، خلصت الدراسة إلى أنه من المستبعد قيام اليمنيين بمهاجمة تل أبيب مع إمكانية الهجوم وقدرتهم على القيام به بحال حدوث أي تطور جيوسياسي، حيث وضعت عددا من السيناريوهات التي يمكن لليمنيين استهداف الأراضي المحتلة من خلالها، مؤكدة أن اليمنيين قادرون، بما لديهم اليوم من إمكانات، على القيام باستهداف مؤلم للصهاينة.

اللافت في الدراسة المتابعة الإسرائيلية الدقيقة للأحداث والتطورات في اليمن، إلى جانب اهتمامها بالصواريخ والأسلحة اليمنية ودقتها ومواصفاتها، إلى جانب المناورات العسكرية والضربات اليمنية على السعودية وأبعادها، إذ اعترفت بتحسن قدرات اليمنيين الحربية بوتيرة سريعة خلال أعوام الحرب. وفي معرض الحديث عن الأسلحة والقدرات اليمنية، لم تغفل الدراسة الإيديولوجيا اليمنية، وشعار أنصار الله الذي يقضي بالموت لإسرائيل واللعنة على اليهود.

ومن جهة أخرى، تناولت الدراسة حقيقة أن تطورات الحرب على اليمن يمكن أن تؤثر سلبا عليها، مشيرة إلى أن المسرح بمثابة ساحة اختبار لأنظمة الأسلحة في البلاد.

ولفتت إلى أنه مع نهاية الحرب المفروضة على اليمن، سيتفرغ اليمنيون للتقدم بإمكانياتهم ضمن محور المقاومة، وسيقومون ببناء ترسانة أسلحة قادرة على الوصول إلى الأصول الاستراتيجية لتل أبيب، كما ستتقدم قدراتهم الحربية البحرية بشكل كبير لتكون قادرة على تشكيل تهديد كبير للشحن الإسرائيلي، كما سيزيدون من دعمهم للمقاومة الفلسطينية من خلال الإنتاج الصناعي العسكري المحلي.

الخلاصة من الدراسة الإسرائيلية، بأهمية صدورها عن معهد دراسات الأمن القومي، وهو المركز الأقرب لصناع القرار الصهيوني، هو التروي وعدم التهور والاندفاع في التعاطي الإسرائيلي مع المسألة اليمنية لما يحمله اليمنيون من تهديد للكيان المحتل، اليوم وفي المستقبل.