السلامُ الممنوح.. الممنوع!
بقلم / سند الصيادي
كعادته، سرد المبعوثُ الأممي، مارتن غريفيث، إحاطتَه الأخيرة أمام مجلس الأمن بعبارات مستنسخة من سابقاتها في الالفاظ وَالمعاني المحرفة الحقائق وَالممجوجة المقاصد، وَالتي رغم مغالطاتها وَانحيازها للجلاد على حساب الضحية إلَّا أنها باتت باهتةً وَغيرَ عملية البتة، وَلا تتعدى مراسمَ روتينيةً لمجلس فقد الإنصافَ وَالقرارَ، وَانشغل بالصفقات.. وَمبعوثٌ يحرِصُ على التمسك بوظيفته وَيخشى أن يصبح عاطلاً عن العمل.
وخارج هذا المجلس سياسيًّا لا جديدَ غير استمرار النفاق الأمريكي والخلط بين السلام والسلاح بقوالب لم تعد مثيرة للدهشة، فبقدر ما توزع واشنطن السلام كلاما مفرغا في الهواء، تبرم المزيد من صفقات السلاح لتحالف العدوان، ورغم تغير الألوان والأسماء تبقى أمريكا عنواناً لشهوة المال وَالدم التي لا تشبع ولا ترعوي عن ممارسة لعبة الغواية على نزيف الشعوب.
وَلإطالة التكسب وَاستمرار الانتشاء بشلالات الدم التي تدفعها الشعوب ثمناً للكرامة وَالخلاص، لا بد من خطط تتخلل المشروع وَعناوين تشغر فواصله، تبدأ من تضخيم الرد المشروع لشعبٍ معتدًى عليه مُنع عليه السلام فيما يُمنح لعدوه في كُـلِّ محفل، استفزازٌ مُستمرٌّ يدفع رسولَ الشعب اليمني للعالم إلى أن يكرّر تلاوة خيارات شعبه “إما سلام للجميع أَو لا سلام، مجدّدًا النصائحَ لهذا العالم أن يكف عن تصوره الانتقائي عن السلام بمنحه لدول العدوان ومنعه عن اليمن”.
وَفيما نتفق على أن لُعبةَ الأمم باتت تدارُ خارج الفضيلة الإنسانية وتسيطرُ عليها النزواتُ الشيطانية التي تقتاتُ من اندفاع وَحماقات الصغار بقي أن نوجه هذه الرسالة للنظام السعودي:
على كافة المجالات، يتسوّقُ وَيستفيدُ العالمُ (دولاً وَمنظماتٍ) من الحرب على اليمن، بشكل يجبُ عليكم من خلاله أن تستبعدوا تماماً أن يسعى هذا العالم لإيقافها..
وَرغم عدوانيتكم وَعدوانكم.. إلَّا أنكم في هذا المزاد الدولي مُجَـرّدُ أدَاة وَسلعة وَ”ضحية حماقات” تستنزفها وَتفقدها ثرواتها وَسُمعتها وَوجودها، بلا مكاسبَ وَبلا رحمة.
وفي الحصيلة، يجب أن لا يكونَ أحدٌ أكثرَ حرصاً وَاندفاعاً لوقف الحرب من اليمنيين أنفسهم بقدركم، أوقدوها وَكنتم أنتم حطبَها وزيتَها الذي يؤول للرماد وَالنضوب، وَنتلظى وإياكم سوياً بنيرانها.. فيما يتدفأ بلهبها سادتُكم الذين لا يرقُبون فيكم وَفيناً ذمةً، فمتى تبعث فيكم الآدمية؟!