الخبر وما وراء الخبر

إطلالةٌ عامةٌ على خطاب القائد

22

بقلم / سند الصيادي

في الخطابِ الأخيرِ الذي ألقاه أمامَ اللقاء الموسَّع، أراد قائدُ الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي أن ينعشَ نفوسَ الشعبِ اليمني نفسياً وَعمليًّا، على أبوابِ شهر الله المعظم، وَيهيئَهم لجولة قادمة من العمل على تعزيز الصمود والثبات في وجه العدوان.

خطابُ القائد وَتوقيتُه الزمني وَإلى كونه حملَ أبعاداً دينيةً وَاجتماعيةً فَـإنَّه تواكبَ مع حالةٍ من الفُتُور في التوجّـه الدولي لإحلال السلام في اليمن من خلال وقف العدوان وَالحصار، وَالشعور الشعبي بلا جدوائية التعويل أَو البناء على مبادرات منتقصة الحلول ممتلئة بالمغالطات التي تطيلُ أمدَ الحرب وَتسعى لكبح الإرادَة الوطنية.

وفي سياق هذه القناعات، استشعر اليمنيون مضامينَ خطاب القائد التي تزيد من رفع حالة الاعتماد على الذات بالحث على الاستعداد الذهني والنفسي لاستقبال شهر رمضان، بدءاً من خطوةٍ عمليةٍ سهلةِ التحقيق عميقةِ التأثير والنتائجِ، تتمثل في حملة نظافة رسمية وشعبيّة واسعة يتعاون فيها الجميع؛ لتنظيفِ المدن والمحافظات تجسيداً لواجب إماطة الأذى وتعزيز الهُــوِيَّة الإيمانية، وَكسلوكٍ دائم وَمراسم مُستمرّة لاستقبال هذا الشهر، إلى جانب الكثيرِ من الموجَّهات الأُخرى للمسار الرسمي والشعبي، وَالتي تزيد من الارتباط الوثيق بالله والتعويل على رضاه دون سواه، وَتنعكس على واقع الطموحات اليمانية بالنصر في مواجهة العدوان، وَالاستبشار بنجاح المشروع الوطني الذي يسعى الشعب اليمني إلى تحقيقه.

وَإذَا كانت حملةُ النظافة للشوارع والأحياء قد حفلت بالمشاركة الواسعة وَكللت بالنجاح، فَـإنَّ بشائرَ هذه الاستجابة لدعوة القائد، يجبُ ويُفترَضُ أن تنعكسَ أَيْـضاً على بقية الدعوات التي احتواها خطابه لقياداتِ الدولة وَاستشعار مسؤولياتهم، ولكافة فئات المجتمع كالاهتمام بإخراج الزكاة والعناية بالفقراء والمحتاجين والإنفاق تطوعاً والاهتمام المُستمرّ برفد الجبهات بالمال والرجال.

لم يفوِّتِ السيدُ القائدُ وَهو يوجِّهُ النصائحَ لرجال الدولة والمجتمع وَيحُثُّ جميعَ مكونات شعبه على انتهاج سُبُلِ الكمال الديني والدنيوي أن يستعرضَ حالة الشتات والفُرقة والتباينات الثقافية والفكرية التي تمر بها الأُمَّــة الإسلامية وَالتي تأتي نتاجاً لغياب الاقتدَاء العملي بالقرآن الكريم، وَهو ما دفع القائدَ إلى التذكير بأهميّة هذا الاقتدَاء وجعله أولوية والإذعان لهديه والتجرد من كُـلّ تأثيرات ثقافية أُخرى.

وبقدر ما كان الخطابُ للحَثِّ وَالتحفيزِ وَالتوعيةِ والتذكيرِ وَالإرشاد، فَـإنَّ معانيَه وَمضامينَه الجمعية أفعمتنا كمتابعين بالرضا عن حاضر والطمأنينة لمستقبل يتقدمُه ويقودُ دَفَّتَه هذا العَلَمُ.