الخبر وما وراء الخبر

الأمنُ والاستقرار

22

بقلم / يحيى المحطوري

كُلُّ الدول العربية بلا استثناء تعاني اقتصاديًّا وأمنيًّا.. حتى وإن صوَّرت الأنظمةُ وآلاتُها الإعلاميةُ خلافَ ذلك..

كما فعلت مصر حين حاولت تغطيةَ التهديدات التي تواجهُها داخلياً وخارجياً بالذهاب إلى نَبْشِ الماضي وتمجيدِ الفراعنة..

رغمَ انخراطِهم في الولاءِ لأمريكا والطاعةِ المطلقةِ لـ “إسرائيل”؛ بدعوى الحرص على الأمن والحفاظ على الاستقرار.. إلا أن الأزماتِ تتفاقمُ يوماً بعد آخر..

وهَـا هو الأردنُ يواجهُ تحدياتِ الفِتنِ الداخلية، ويُستهدَفُ بالمؤامرات، رغم تفانيه لعقودٍ في خدمة الكيان الإسرائيلي، واقتصادُه اليومَ يواجهُ انهياراً مخيفاً.. تماماً كحالِ نظامِه الذي بدأ يأكُلُ بعضُه بعضاً..

السودانُ الأسوأُ مأساويةً، حَيثُ يزدادُ فقراً وانهياراً كلما زاد خيانةً وتطبيعاً.. ولم تحقّقْ له تنازلاتُه الخيانيةُ إلا ارتفاعاً في الأسعارِ وانعداماً للأمنِ في داخله وفي محيطه..

السعوديّةُ تنتظرُ التقسيمَ الذي تتوجّـهُ إليه الإدارةُ الديمقراطيةُ الأمريكيةُ.. التي دأبت على تجزِئةِ المجزَّأ وتقسيمِ المقسَّم..

ويكفيه فقط التلويحُ بقميصِ خاشقي حتى يَخِرَّ ملوكُه سُجَّدًا تحتَ الأقدامِ الأمريكية..

ولن تجديَه كُـلُّ محاولات الإلهاءِ للشعب عبرَ الترفيه المزيَّف بالانفلات القِيَمي والأخلاقي.. في لفت أنظارِ الشعبِ الذي يعاني اقتصاديًّا وبشكل متسارع..

وكلما ازداد إنتاجاً للنفط ازداد معاناةً وفقراً.. وكلما ازداد تآمُراً على بقية الدول كلما ارتدت مؤامراتُه عكسياً عليه.. وجعلت أجلَ نهايته قريباً لفشله وعجزه عن تحقيق الأهداف الأمريكية..

ولن ينجوَ من لظى الأحداث القادمة أحدٌ..

وعلى مَن يستبعد ذلك أن يتذكرَ أننا لم يخطِرْ ببالنا ذات يوم أن يحدُثَ كُـلُّ ما حدث في سوريا وليبيا..، حَيثُ كانت مستقرةً اقتصاديًّا وأمنيًّا.. لكنها قصّرت في حمايةِ وضعِها واستقرارِها بالشكل الصحيح..

لسنا وحدَنا في اليمن مَن نعاني.. لكننا وحدَنا الذين حقّقنا خطواتٍ كبيرةً في تحقيقِ الأمنِ الحقيقي لشعبنا.. وكان لصمودِنا وصبرِنا ثمرةٌ وإن قلَّت.. لكنها حتماً ستؤتي أُكُلَها ولو بعدَ حين..

وكل مَن تخلى عن دينه ومبادئِه وقيمِه طمعاً في السلامة.. فسوف يخسر الكرامةَ دون أن تتحقّقَ له السلامة..

تماماً كالذين هربوا من الموت فعوقبوا به..، حَيثُ قال اللهُ تعالى عنهم:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ

فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا

وقال:

قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ

فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

ولا أمنَ إلا منه.. ولا استقرارَ إلا بإذنه وأمرِه..

وهو مَن يقرّرُ العواقبَ ويتحكَّمُ في المصير..