ذمار.. تتذكر أوجاعها بكثير من الصمود.(تقرير)
“332” شهيداً وجريحاً و”310″ منازل ومبانٍ حكومية مدمرة بالمحافظة جراء العدوان
ذمار/ صقر أبوحسن
تحاشا النظر وجهاً لوجه لصورة أحد أقربائه الذي قتل في مجزرة “سنبان”, ومسح شيئاً تعلق في عينيه, لكنه لدى حديثه عن “المجزرة” لم يمنع دموعه من الانهمار بشكل متواصل.
عبد الرحمن, الشاب الذي هزت عاطفته صور الضحايا بينهم أقرباؤه في معرض فني نظم بمدينة ذمار, يتذكر انه كان شاهد عيان على تلك المجزرة التي راح ضحيتها نحو 50 شخصاً بينهم أطفال ونساء. ما تزال مشاعر تلك اللحظة الفاصلة في حياته, حاضرة في وجدانه بشكل محزن, ربما سيحتاج إلى زمن طويل ليطوي ذكرى تلك اللحظة.
قتل وتخريب
لم تكن محافظة ذمار في منأى عن ما يحدث في البلد من قتل وتخريب على يد العدوان, لذا طالتها يد الإجرام والقتل أكثر من مرة, ومن أجل كشف جرائم العدوان ضد الأرض والإنسان اليمني في ذمار, إحداها الجريمة التي كان “عبد الرحمن” شاهد عيان على بشاعتها, نظم مؤخراً أضخم معرض فني وتشكيلي.
يحتوي المعرض على مجسمات لمبانٍ تم تدميرها, وكذلك يضم المعرض الذي استضافه المركز الثقافي بالمحافظة على العشرات من الصور الفوتوغرافية, وصور الضحايا, ولوحات تشكيلية, رسمت بأنامل فناني المحافظة.
ليلة المجزرة
يتذكر “عبد الرحمن” تفاصيل ليلة المجزرة جيداً, ويشير إلى صور الضحايا الذين حولتهم طائرات العدوان إلى أشلاء: هذا ابن عمتي, وهذا الصغير طفل اعرفه من أبناء القرية… ويحاول أن يشرح تفاصيل صغيرة عن حياة كل ضحية, ويمنعه الحزن, مع ذلك يلخص وجعه في عبارة: ليلة لن تنسى لأنها أسكنت الرعب في قلوبنا والحزن في حياتنا.
توثيق جرائم العدوان
فقدت منطقة “سنبان” في غمضة عين حشداً هائلاً من أطفالها ونسائها ورجالها, وحولت ذلك العرس إلى مأتم سمع بنواح ثكالاه العالم, وحضرت المأساة من جديد بصورها ووجعها معاً.
ويرى الناشط الحقوقي عبد الكريم المصري, أن رصد وتوثيق الجرائم التي ارتكبها العدوان تحالف العدوان وترجمة أي عمل يتحدث عن جرائم العدوان ” ضرورة ملحة “, ويقول : ببساطة نحن نرصد الجرائم ونوثقها ونعمل أعمالاً تدين العدوان لكننا بحاجة إلى مخاطبة المواطن والمنظمات المدنية الغربية, نحن بحاجة إلى أن يصلهم صوتنا الموجوع, ليتم الضغط على حكوماتهم.
مخاطبة الضمائر
ويرى الناشط المصري أن عملاً فنياً هو مخاطبة الضمير, وفي أي عمل لابد ان نلتفت إلى ضمير المواطن الأمريكي والبريطاني والعربي أيضاً, هم بحاجة إلى من يبصرهم أن ” ما يحدث في اليمن جرائم إبادة جماعية”.
حصيلة العدوان
وبحسب إحصائية كشفت عنها اللجنة المنظمة للمعرض أن حصيلة عشرة أشهر من العدوان 130 شهيداً و202 جريح من أبناء محافظة ذمار, بين الشهداء 30 سيدة, و20 طفلاً, ولدى الحديث عن البنية التحتية والمنشآت الحكومية والخاصة, أكدت الإحصائية أن العدوان استهدف 3 طرق و268 منزلاً و32 وسيلة مواصلات و42 مبنى حكومياً و17 محلاُ تجارياً وكذلك 80 من الماشية.
*الثورة نت