للتعليق حول إعلان السعودية عن ما أسمتها بالمبادرة أجرت قناة المسيرة اتصالاً مع رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام .. جاء فيه:
المذيع:
للحديث عن المبادرة السعودية ينضم إلينا عبر الهاتف رئيس الوفد الوطني الأستاذ محمد عبد السلام، أستاذ محمد، مرحبا بكم. أستاذ محمد، ما تعليقكم على المبادرة السعودية، هي تدعو الجانب الوطني للقبول بهذه المبادرة؟
محمد عبدالسلام:
بسم الله الرحمن الرحيم، أولا، نؤكد على موقفنا الثابت، والراسخ فيما له علاقة برفع الحصار ووقف العدوان على بلدنا، ونحن نعتقد أن أي مبادرة أو مقترح أو أفكار لا تلتفت إلى الجانب الإنساني الذي يعاني الشعب اليمني منه أكثر المعاناة هي غير جادة، هذا أولا ومن حيث المبدأ.
ثانيا، نحن نعتقد أن إدخال السفن المحتجزة والتي لبعضها أكثر من عام لا يحتاج مبادرة ولا يحتاج أن يكون هناك أي شروط مسبقة باعتبار أنه أولا موقف إنساني، وثانيا أن المقايضة بالملف الإنساني في ملفات سياسية وعسكرية تعتبر جريمة أخلاقية بحق شعب بأكمله، ونعتقد أن مثل هذه الأفكار التي تقدم السعودية على أنها ليست طرفا في العدوان، أنه تسطيح مبالغ فيه وغير دقيق، ولا يمكن أن يؤدي إلى نجاح على الإطلاق.
كان من المفترض أن يعلن الجانب السعودي عن إنهاء هذا العدوان وعن وقف إطلاق النار وعن رفع الحصار بشكل كامل والسماح لليمنيين للذهاب إلى عملية سياسية بإشراف الأمم المتحدة أو بأي شكل من الأشكال، أما أن تأتي أفكار نحن في الأساس كنا نناقشها لأكثر من عام، الذهاب إلى التفاصيل فيها سيدخلنا إلى الكثير من الإشكالات، وتقديم الصورة وكأنه خلاف فقط داخلي يمني، هذا كلام غير صحيح، السعودية هي جزء من العدوان وهي التي أعلنته من واشنطن ولديها ناطق عسكري يتحدث عن الإنجازات العسكرية، يتحدث عن العمليات حتى اليوم، وقناة العربية تبث مثل هذا الكلام أنهم هم يشنون عمليات عسكرية على اليمن.
المذيع:
لكن الطرف الآخر أستاذ محمد، يقول بأنه رمى الكرة في ملعبكم؟
محمد عبد السلام:
هو في الواقع لا يوجد أي كرة، لأن الملعب ليس هو الملعب الصحيح، الموقف عندما تأتي إلى قضية لتحاول أن تغير في مضمونها بشكلها الكامل، هذا غير منطقي، أعتقد أن العالم بأسره يعلم ويدرك يقينا أن السعودية تشن حربا على اليمن، وطائراتها تقصف اليمن يوميا، وبوارجها والبوارج الأمريكية والبريطانية تحاصر اليمن، والسعودية تشن حربا على اليمن تحت إشراف أمريكي مباشر، والمشكلة القائمة والطيران والأعمال العسكرية والدعم المالي واللوجستي والإعلامي والسياسي والتبني الكامل في الأروقة الدولية هو من السعودية وهي تقود تحت عنوان تحالف كامل، ولهذا الحديث أن هناك مشكلة فقط بيننا وبين الأطراف اليمنية، ويُربط بها كل هذه الإشكالات غير دقيق وغير صحيح، المفترض الطرف الذي أعلن العدوان من واشنطن وأعلن الحصار وفرضه حصارا برا وبحرا وجوا أن يعلن اليوم أو في أي وقت، أن يعلن وقف هذا العدوان وفك الحصار، ثم بعد ذلك يأتي الدور بالنسبة للأطراف اليمنية أن تذهب للحوار السياسي في ظل أجواء مهيأة، أما حوار أو مبادرات تحت النار وتحت الحصار هذا كلام غير دقيق وغير منطقي ولا جديد في الموضوع حقيقة.
المذيع:
نعم، أستاذ محمد، إذن ما هو تفسير إعلان المبادرة في مثل هذا التوقيت؟
محمد عبد السلام:
نحن نعتقد أن مثل هذا هو محاولة لإيجاد أن السعودية تريد السلام، وهو المحاولة للتفلت من الضغوط الإنسانية الكبيرة التي تتلقاها نتيجة ما يتعرض له الشعب اليمني من حصار إجرامي وكبير، وكذلك في محاولة للهروب إلى الأمام إذا ما صحت العبارة من الاستحقاق الحقيقي نتيجة لهذا العدوان، ولهذا نحن نعتقد أن مثل هذا هو لا يمكن أن يؤدي إلى حل ولا إلى تفسير حقيقي للأزمة ولا إلى أفكار حقيقية متقدمة، ما الجديد في الأمر؟ أن يقدم مقترح طرف هو رئيسي في العدوان عليك، ثم يقول طرحناها للحل، نحن لا يحتاج منا إذنا أن يرفع الحصار وأن يوقف العدوان، لأن موقفنا دفاعي وسيستمر دفاعيا، فارفعوا الحصار، لماذا لم نسمع حديثا عن إدخال السفن، كنا نتوقع أنه سيعلن إدخال 14 سفينة محتجزة، البعض منها لها عام، وهي موجودة في البحر الأحمر، هذا هو الذي يتطلب أن يكون فيه موقف إنساني، وفصل الجانب الإنساني عن العمل العسكري أو المقايضة السياسية، أما الحديث عن مبادرة للأطراف اليمنية من طرف هو أصلا يشن العدوان ولم يعلن حتى وقف إطلاق نار ولم يعلن فك الحصار، وإنما أعلن عن مبادئ عامة التفاصيل فيها لنا عام نناقشها ونعود إلى نقطة الصفر.
المذيع: نعم أستاذ محمد لماذا تقايض السعودية الجانب الإنساني والملف الإنساني بالملف العسكري؟
محمد عبد السلام:
هذا شيء مؤسف وربما أن السبب هو الحرص أن يكون هناك تثوير داخل الشعب اليمني نتيجةً للعدوان العسكري، الضغط السياسي فشل اليوم، يعمدون إلى ليّ ذراع الشعب اليمني بغذائه ودوائه وسبل عيشه، ومنها منع المشتقات النفطية لتتضرر المستشفيات والمؤسسات العامة والخاصة ويتأثر كل شيء له أسباب في الحياة، هذه محاولة للضغط علينا للقبول بمطالب لم يستطيعوا أن يحققوا تقدماً فيها عسكرياً أو سياسياً، وهذا أمر معروف، لأن فرض الحصار لم يعد له مبرراً بعد أن استجبنا لكافة المطالب المتعلقة بالدوافع والمبررات التي هي حتى ليست منطقية والسفن استجابت للتفتيش التعسفي واستجابت للمطالب التحويلات البنكية وغير ذلك، ولم يعد أمامهم إلا أنهم يستخدمون الحصار الإنساني كأحد وسائل الحرب، وهذه جريمة أخلاقية وهي جريمة تتنافى مع كل الأعراف والقوانين الدولية وقيم الإسلام وتعاليم القرآن.
المذيع: نعم أستاذ محمد: لماذا لم تقدّم هذه المبادرة من الجانب الأممي؟
محمد عبد السلام:
نحن نعتقد أنه قد يكون لدى الجانب السعودي محاولة للضغط على الطرف الوطني أو تقديم أنه يريد السلام أمام الرأي العام الدولي ولكن أيضاً تقدم بطريقة خاطئة، خاصةً أن العالم بأسره يعلم أن السعودية في حرب مع اليمن وإلا تقديم مبادرة لست أنت في موقف مثلاً الآن بعيداً عن الأزمة اليمنية أو جاراً ممكن أن يكون لك دور باعتبار أنك لست طرفاً في مثل هذه الحرب، ولهذا نحن نعتقد أنه ربما قد يكون هناك محاولة لإيجاد إخراج آخر، نحن نؤكد على ثبات موقفنا المتعلق بعدم ربط الجانب الإنساني بالقضايا السياسية والعسكرية وأن يكون هناك وقفاً للعدوان لأن موقفنا هو دفاعي فلو توقفوا من هذه اللحظة نحن سنتوقف إذا رفعوا الحصار نحن لن نقول لا، لا ترفعوا الحصار لأن موقفنا هو الذي يجب، هو من بيده خطوات، أن تبادر وبيدك خطوات كرفع الحصار وإدخال السفن وفتح المطارات وبيدك قرار أن توقف هذا العدوان أنت هنا لست في موقف أن تقدم فكرة لمن يجتمع مع من، وإنما أنت في موقف يجب أن تعلن عن إدخال المشتقات النفطية وإزالة الحظر المفروض على اليمن والسماح للمرضى بالسفر والعودة من وإلى اليمن هذه كانت جوانب إنسانية سيقدرها الشعب اليمني وسنلمس أننا فعلا ثمة تقدم حقيقي يمكن أن يعيد الأمور إلى فعلا حقن دماء الشعب اليمني وإلى إيجاد حل سياسي مستدام.
المذيع:
أستاذ محمد ما هي رسالتكم للمجتمع الدولي مقابل ما طرحته السعودية من مبادرة؟
محمد عبد السلام:
نح نعتقد أن كل منصفٍ وعاقل ومتابع يعلم أن الحرب على اليمن فرضت عليه والحصار لسنا طرفا حتى يتم التفاوض معنا في الحصار هل يستمر أم لا يستمر ولهذا نحن نطالب بموقفنا الثابت وهو إيقاف العدوان ورفع الحصار وموقفنا دفاعي وسيستمر دفاعي وأن لا تم ربط الجانب الإنساني كذلك ونحن نتيقن أن المجتمع الدول يعرف ويعلم يقينا أن السعودية طرف في العدوان بل طرف رئيسي وأساسي وهي ليست خفية حتى نحتاج إلى تقديم صورة حقيقة بأن السعودية مشاركة هاهو إعلامها، ناطقها العسكري، يتحدث أن وقف إطلاق لن يتم حتى اليوم، هو لن يقول لن يتم وقف إطلاق النار وإنما يقدم شروط على أساس أن نقبل بها هي باطلة في شكلها كطرفين وهي في مضمونها تحتاج إلى آليات معرقلة وقد ناقشناها سابقا ولهذا نحن نعتقد أنه رفع عنا الحرج أمام المجتمع الدولي لأننا كنا نتوقع أن تكون مبادرة أكثر جرأة وأكثر تقدما أما هذه الأفكار فلا أعتقد أن أحد في المجتمع الدولي سيكون خافٍ علي أن السعودية ليست طرفا خاصة وهي لم تعلن لا وقف إطلاق النار ولا فتح المطارات ولا حتى إدخال السفن العالقة ولا أعلنت أي خطوة إنسانية لا جديد في الأمر حقيقةً.
المذيع: أستاذ محمد سؤال أخير هل ما قدم له علاقة بمأرب؟
محمد عبد السلام:
نحن قد لا نستبعد ذلك ربما يكون له علاقة بالأحداث أو بتهاوي المرتزقة في الجبهات العسكرية نحن لا نتعامل من هذا المبدأ نحن نتعامل مع قضية حقيقية سياسية ذات أبعاد عسكرية لا نعتقد هذه المعركة وإن كانت حاصلة، لكن نحن نتعامل مع الحدث الذي أمامنا بشكل مباشر باعتبار أن هناك ربما محاولة للهروب من هذه الأزمة أو الالتفاف عليها ونحن نعتقد أن الوضع في اليمن لا يخدم دول العدوان ولا يخدم دول الجوار وأنه لا يمكن أن يمثل أي حل ولا يمكن أن يحقق لهم أي هدف وأن المفترض أن يكون لديهم توجه حقيقي لإنهاء هذه الحرب وإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن.