ملامح وأهداف المشروع القرآني … دوافع الإنطلاقة وأهم الإنجازات ؛؛ الحلقة (الرابعة)
بقلم / علي الموشكي
يبدء النور يضيئ بشعاع يشق كل عروش الظلال ، لتبدء براعم البذرات بالنمو ، ومع وجود النهر الجاري من الماء النقي (العسل المصفى) ، يكتمل نمو اليرقات وتصبح أشجار ، تزهر وتزهر وتبدء الثمار بالنمو والأكتمال حتى يبدء موعد النضوج ، وهكذا هو المشروع القرآني الذي أسس على يد الشهيد القائد – رضوان الله عليه – كون حواريين الحسين وبناهم بناء إيماني على أرقى مستوى من الإيمان ويتحلون بالمسؤولية الكبيرة والإحسان والرحمة والرأفة والشجاعة ، محصنون من الثقافات المغلوطة والدخيلة على الأمة القرآنية يتحركون بجد ، وعمل دؤوب حتى صدع المشروع القرآني في وجه الطغاة والمستكبرين وأصبح يخاف الظالمون والكافرون من هذا النور الذي تجلى قولاً وعملاً في واقع الأمة ، فكانت النتيجة مواجهة هذا المشروع والنيل منه حتى وصل الأمر الى قتل الأطفال والنساء وعمل إبادات جماعية عبر الطلعات الجوية وقصف الساكنين ، ولم يكتفوا بهذا فحسب ، حاصروا ، ومنعو وصول الغذاء ، ومنعو وصول الماء ، ومنعو وصول الدواء ، لسنوات واستخدموا المؤجورين للتحدث ولكتابات الكذب والتلفيق والتزييف وتقديم الباطل على الحق كل هذه التصرفات بإشراف أمريكي وصهيوني وبأيادي (مرتزقة) منافقين ولا زآلوا الى الآن يلهثون كالحيونات كالأنعام التي لاتعي لاتفهم لاتستبصر ، يحركهم الأمريكي والصهيوني وهم جنود مجندين ملتزمين خانعين أذلاء ، منبطحين ، يمتلؤون بالعهر ،ينضحون من كثرة فسادهم ، ولاينظرون الى ماحولهم من الخراب والتدمير والقتل منذ عام ٢٠٠٤م وإلى اليوم والمشروع القرآني يواجهه ويعيق تحركة مرتزقة يمنيين بأيادي عربية ، وأيادي أمريكية وصهيونية ، ولن يعيقوا هذا المشروع لأنه نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون ، ويتجلى ذلك من خلال تحقيق وعد الله بنصرة المؤمنين وتمكينهم وإستخلافهم في الأرض ، ويورثهم ، ويمن عليهم بالأمن والآمان والراحة والعزة المتجلية في وقتنا الحالي بصمود في وجه العدوان وتقدم في كافة المجالات وصناعات في كافة الجوانب وبناء أساسي صحيح تستقيم عليه الدولة اليمنية الحديثة ، حاملين عزم العظماء وجد الشرفاء ومتشربون بالهدى ومتحصنين به من كل زيف أو باطل .
إنطلاقة المشروع القرآني :
أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م مثلت منعطفاً فارقاً دخل بموجبها العالم عموماً والمنطقة خصوصاً مرحلة جديدة دشنت بها الإدارة الأمريكية مشروعها التآمري على المنطقة تحت مسمى (الأوسط الجديد) الذي تبنته صراحة حين أعلن الرئيس الأمريكي حينها (جورج دبليو بوش) عن عزم الإدارة الأمريكية رسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط والتي تهدف إلى إعادة صياغة المنطقة جغرافياً وسياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وحضارياً ، وإقامة ترتيبات أمنية وسوق مشتركة إقليمية لخدمة الأهداف والمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة .
والأهم من ذلك إعادة الصياغة الثقافية والفكرية وخلق وعي جديد لدى شعوب هذه المنطقة يتماشى مع مايخدم ذلك المشروع التآمري الذي شكل خطراً على شعوب المنطقة أرضاً وفكراً وإنساناً . كل ذلك تحت ذريعة (مكافحة مايسمى : الإرهاب ) ، الذي ثبت انه صنيعتهم ، وتحت دعوى نشر الحرية والديمقراطية وإزالة الأنظمة الدكتاتورية وأسلحة الدمار الشامل ومحاربة القراصنة .
سارع زعماء الأمة العربية والإسلامية حينها في تقديم انفسهم وجيوشهم أداة لإخماد أي صوت أو غضب او موقف مهما كان بسيطاً في مواجهة هذا المخطط الأمريكي الصهيوني كل ذلك حماية لعروشهم التي صارت لديهم تمثل وجودهم وحياتهم وهكذا كان حال منظومة الحكم في اليمن التي كانت في مقدمة هؤلاء المسارعين .
فكانت أولى نتائج هذا التماهي والذوبان من قبل أنظمة الحكم في المنطقة هو سقوط كل من أفغانستان والعراق تحت وطأة الإحتلال الأمريكي بعد غزو همجي على مرأى ومسمع من العالم خلف الملايين من الضحايا ، وأدى إلى زيادة التدخلات في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والتحكم بقراراتها السياسية وفرض الوصاية عليها .
وفي هذا الواقع العصيب تحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي في مشروع قرآني ذي طابع نهضوي إحيائي ، بهدف الأستصلاح حال الأمة ؛ من خلال إتباع هدى الله ، والعمل على إصلاح وإستنهاض كل فرد ليعرف بأنه مسؤول عن حاضره ومستقبله وقضايا أمته ووطنه ، ويكون قادراً على تحمل مسؤوليته فس مناهضة وممانعة قوى الأستكبار العالمي متجاوزاً الأطر المذهبية أو الطائفية أو الجهوية .
ففي منطقة مرآن – تلك المنطقة التي نشأ وتربى السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه – في مدرجاتها واستنشق هواءها وخبر أهلها ، ومنها أنطلق ليخوض معترك الحياة ، وسعى جاهداً من أجل تأهيلها لتكون هي قاعدة لهذا المشروع القرآني الكبير والمهم – فرغ السيد حسين نفسه من كل شيئ لتقديم مشروعه القرآني الذي يعتمد النص القرآني كنص مركزي متجاوزاً الأطر التقليدية المذهبية .
ولم يكن في مشروعه ما يتنافى مع القانون ، كما لم يكن يعتمد أو يتنى أي آليات أو أعمال عدوانية أو غير سليمة .
ولأن ذلك المشروع جاء بالتزامن مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر والحرب الكونية التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية على ما أسمته بالإرهاب كان من بين أهدافه الإستراتيجية ممانعة ورفض الهيمنة والوصاية التي أخذت تمارسها أمريكا على المنطقة واليمن تحت لافتة ((الإرهاب)) ونشر الديمقراطية ، مستغلة الشرعية التي انتزعتها تحت ضغط أحداث أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١م لإعادة رسم خارطة المنطقة العربية والإسلامية وفقاً لمصالحها.
تمثل نشاط السيد / حسين بدر الدين الحوثي – رضوآن الله عليه – في تقديم ذلك المشروع القرآني في إلقائه دروس وخطب ومحاضرات ، كانت تسجل وتوزع في أشرطة ((كاسيت)) وأقراص (CD) و((ملازم)) مطبوعة وبصورة طبيعية بالإضافة الى ترديد شعار (الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام ) في المناسبات والإجتماعات والمساجد ، وخصوصاً الجامع الكبير بصنعاء ، وجامع الإمام الهادي بصعدة بعد خطبتي الجمعه من كل إسبوع .
ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كإعلان موقف من منطلق الشعور بالمسؤولية أمام الله تجاه ماتصنعه أمريكا وإسرائيل بحق الشعوب العربية والإسلامية وعلى رأسها فلسطين .
ومن الرسائل المهمة التي أراد إيصالها من خلال ذلك الشعار ، الإدانه الأخلاقية والسياسية لمساعي فرض الوصاية الأمريكية ، وتطويع الوعي العام اليمني والإسلامي عموماً للقبول بها، وتحصين وعي المجتمع من ان يخترق او يطوع لصالح المخططات والمشاريع الإستكبارية .
ويمكن القول بأن السيد حسين بدر الدين الحوثي ، ومن خلال ذلك المشروع القرآني في خضم ذلك الواقع ظهر وكأنه يسير عكس التيار الذي كانت تسير فيه المنطقة من خضوع للهيمنة الأمريكية وخفوت الأصوات المناهضة لغطرستها وعنجهيتها ؛ فالأنظمة الحاكمة في المنطقة كانت تحرص على إخماد صوت مناهض نزولاً عند الرغبة الأمريكية والخشية من أن يحسب ذلك إخفاقاً من قبلها في تطبيع الوضع بمايخدم تلك الرغبة نتيجة لواقعها البنيوي السياسي ((المشخصن)) في مصلحة خاصة بعيدة كل البعد عن مصلحة وطن وأمة .
لذلك وبعد أن أخذ الشعار والأدبيات والملازم تنتشر بمعدلات ملفته ازعجت الأمريكيين وانعكس ذلك الانزعاج على النظام وشركائه من القوى المرتبطه به تحركت هذه القوى العملية للوقوف بحزم وشدة أمام ذلك النشاط السلمي الذي كفله الدستور والقانون اليمني والأعراف والمبادئ الدولية ؛ حيث مارس الأعتقالات التعسفية والتعذيب والمداهمات لمنازل المواطنين بحق كل من يردد الشعار ، ومن يحتمل أن يردده في المستقبل، وهم من كان النظام يسميهم بالخلايا النائمة.
إستمرت السلطة في أعمالها التعسفية طوال عام ونصف قبل شن العدوان المسلح منتصف ٢٠٠٤م حتى وصل عدد المعتقلين إلى مايقارب ٨٠٠ معتقل بالإضافة إلى الفصل والتسريح من الوظيفة العامة ومحاصرة المحاضرات والأدبيات المتعلقة بخطاب السيد حسين بدر الدين الحوثي .
غير أن هذه الإجراءات العقابية لم تفلح في الحد من هذا النشاط بل إنها كانت تعطي مفاعيل عكسية فعمد النظام إلى تصعيد ضد أبناء هذه المسيرة .
انتشر هذا النشاط الثقافي والفكري ولقي قبولاً كبيراً في أوساط الناس بالشكل الذي أثار مخاوف قوى سياسية وإجتماعية عميلة وأخرى إقليمية ودولية تعددت دوافعها وأسبابها تخوفاتها والتقت جميعها في الرغبة في التخلص منه ، وتطورت في عام (٢٠٠٤م) إلى عدوان مسلح بعد إعلان السلطة الحرب والتي كان لها الكثير من الإفرازات الخطيرة على كل المستويات.
فما إن عاد الرئيس علي عبد الله عفاش حينها من ولاية جورجيا الأمريكية بعد لقائه بالرئيس الأمريكي (جورج دبليو بوش ) في قمة الدول الثماني حتى توجهت الحشود العسكرية إلى محافظة صعدة من كل الجهات الأربع !.
وبشكل مفاجئ وغريب بدأت الآله العسكرية اليمنية قصفها على منطقة مرآن وماجاورها في صباح يوم الأحد بتاريخ ١٨-٦-٢٠٠٤م ليدشن بذلك حرباً عدوانية طالت كل مقومات الحياة في ظل صمت محلي ودولي رهيب !! كما يحصل اليوم في ظل العدوان السعودي الصهيوأمريكي ، وتعتيم إعلامي مدروس تجاه الانتهاكات والجرائم البشعة التي ترتكب بحق أبناء المنطقة ، مما ينم عن تواطؤ إقليمي ودولي يدل على حجم المؤامرة ويكشف زيف إدعاءات الديموقراطية، وحقوق الإنسان ، وحرية التعبير.
لم تخف الإدارة الأمريكية ضلوعها في هذه الحرب الآثمة ؛ عندما نشرت سفارتها في اليمن – وبعد أن طالت فترة الحرب – بلاغاً صحفياً أعلنت فيه دعمها للحكومة ودعت فيه اليمنيين بالوقوف مع النظام في حربه في محافظة صعدة للقضاء على حسين بدر الحوثي .(كما نشرت ذلك صحيفة البلاغ في العدد(٥٧٦) بتاريخ ٢٥- جمادى الآخرة -١٤٢٥هجرية).
تحركت كل تلك الأمكانيات والآليات والطائرات العسكرية ، ضد المشروع القرآني الذي تحرك من الصفر وهو لا يمتلك أي مقومات مادية وإنما بتمويل ذاتي بحت ومحدود ، فكان المصدر الوحيد لتمويل المشروع ونهضته هو الإسهامات والمشاركات المجتمعية المحدودة التي كان يبذلها ويقدمها السابقون من حملة هذا المشروع والمؤمنون به فكانت تؤسس الجمعيات الإجتماعية ، وتجمع المساهمات الشهرية واليومية من (عشرة ريال ومائة ريال ) وأقل وأكثر ، وتصرف على نسخ وطباعة الأشرطة ، والملازم ، والشعارات ، ونشرها وتعميمها مجاناً على أوسع نطاق ، بحماس ، وتفاعل ، وتفاتي منقطع النظير ، فكانت الملازم ، وشعارات الصرخة والمقاطعة تنشر وتوزع في كل مكان وعلى كل الناس ، أما على صعيد ومستوى الإعداد العسكري فكان كل فرد يقوم بتسليح نفسه وشراء السلاح الشخصي والذخيرة بالقدر المستطاع والممكن ، إيماناً بضرورة إعداد العدة المستطاعة من منطلق الإستجابة لتوجيهات الله سبحانه وتعالى .
وكان السيد يحث على إعداد العدة بالقدر المستطاع ، ويحث على نشر الدروس والمحاضرات ، والشعار وتوزيع الأشرطة بالجهود الذاتية ، وكانت هذه الدعوات تحظى بسرعة الإستجابة والقبول وبالرغم من ضعف وضألة القدرات والإمكانات المادية ، إلا أن هذا المشروع وأنصاره يمتلكون أقوى وأعظم الإمكانات ، والمقومات ، والطاقات المعنوية والإيمانية التي أهلتهم لخوض معترك التحديات بقوة ، وعزيمة وإرادة منقطعة النظير ، وكان السيد يحث على أهمية إستشعار نعمة وعظمة الهدى ، ويدرك أهمية هذا العمل القرآني ، وتفرده ، وتميزه على مستوى الساحه بكلها.
أولاً: من أهم ما تحقق على يد الشهيد القائد – رضوآن الله عليه :
أ : ارسى قاعدة ” حاكمية القرآن الكريم ” :
ارسى قاعدة أساسية ومهمة ، وهي حاكمية القرآن وهيمنته الثقافية ، لأنه للأسف الشديد في واقع الأمة يبقى التعاطي مع القرآن الكريم إلى حد كبير متأثراً ومحكوماً بثقافات أخرى ، بأيدولوجيهات أخرى ، بمبادى ثقافية ، مبادئ وثقافات وأسس فكرية وثقافية ومذهلية أخرى ، يعني الكثير من الناس قد يتعاكى مع النص القرآني ، ولكنه في والوقت الذي يتعاطى مع النص القرآني هو محكوم ومتأثر بثقافته ، بثقافته المذهبية ، فكره الطائفي ، وبذلك يحاول لي النص القرآني والتأثير على النص القرآني ، العمل على تحريف مضامين ومعاني النص القرآني بما يتوافق مع مذهبه او مع فكره أو توجهه.
أما الطريقة التي سلكها الشهيد القائد (رضوآن الله عليه) فهي ان يؤسس للعودة إلى القرآن الكريم ليكون فوق كل ثقافة فوق كل فكرة فوق كل رمز ، وعمليا نقد الأشياء الكثيرة حتى على مستوى المذهب الذي ينتمي إليه اي شيئ يخالف القرآن الكريم أسس لأن يكون محل نقد ، اي شئ يخالف النص القرآني ، وأن نعلم الآخرين كيف يتعاملون مع القرآن الكريم على هذا الأساس ليجعلوا القرآن حاكماً على مابين أيديهم من ثقافة وفكر وأسس.
ب : عزز من حالة الثقة بالله :
عمد أولاً إلى تعزيز الثقة بالله سبحانه وتعالى ، وبحكم تقديمة لواقع الأمة كان يرى هناك أزمة ثقة بالله تعيشها هذه الأمة ، عندما يقرأ في القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى قدم وعوداً لهذه الأمة إن هي سارت في الأتجاه الصحيح ، الأتجاه القائم على العدل ، على الحق ، على الخيى ، في إطار المسؤلية الكبرى لهذه الأمة أن ينصرها الله أن يعينها ، عند ماتقف في وجه الظلم ، في وجه الطغيان ، في وجه الإجرام ، وتتحمل مسؤوليتها التاريخية الكبرى فس إقامة العدل أن الله سينصرها ، وعدها وعداً مؤكداً بالنصر قال تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) (محمد : من ٧) .
أمام هذه الوعود الإلهية التي لم تكن مقنعة للأمة ، ماهو السبب الذي جعل الأمة تقعد وتتخاذل وترى القيام بالمسؤولية خطراً وهواناً وذلاً ، كان هناك أزمة ثقة بالله سبحانه وتعالى ، وإلا فالموقف الإيماني الصحيح أمام تلك الوعود الإلهية هو الإستجابة ، هو التحرك العملي الجاد وبثقة عالية .
ج : إحياء الروحية الجهادية :
عمد أيضاً في هذا المشروع المهم إلى إحياء الروحية الجهادية التي كانت قد خبت في نفوس الأمة ، والأمة التي لها اعدتء تحتاج إلى هذه الروحية ، الأمة التي لها أعداء يتآمرون عليها يقتلون أبنائها يستهدفونها بكل أنواع وأشكال الإستهداف ، قتلاً وتدميراً وانتهاكاً للعرض وإحتلالاً للأرض ومساساً بالمقدسات تحتاج هذه الأمة إلى أن تحمل الروحية الجهادية ، لتستطيع الدفاع عن نفسها ومبادئها ومقدساتها وعرضها وأرضها ووجودها الحضاري ، تحتاج إلى الروحية الجهادية ، إذا لم تحمل الروحية الجهاظية التس تهيئها للبذل والتضحية والموقف مهما كان حجم التضحية ، ومهما كان حجم الموقف تكون أمة عاجزة مكسورة محطمة ، يعمل بها أعدائها مايشاؤون ويريدون .
د : إحياء المفاهيم الإيمانية :
حرص ايضاً في هذا المشروع الإلهي على إحياء المفاهيم الإيمانية الواعية ؛ لأنه للأسف كان هناك أو أصبح هناك في الأعم الأغلب وفي حالة السائدة في واقع الأمة تصور مغلوط للواقع الإيماني ، وأصبح الواقع الإيماني بمعزل عن المسؤولية ، بمعزل عن المشروع الإلهي الكبير في إحقاق الحق وإقامة العدل ، أصبح الواقع الإيماني مقتصراً على الحالة الروحية في عبادات اربع محصورة ،
فعمد على إحياء المفاهيم الإيمانية الواعية التي من خلالها تكون إنساناً مؤمناً واعياً مستنيراً فاعلاً مفيداً نافعاً ، لك دور إيجابي في واقع الحياة ، في مستجدات الحياة، وليس منعزلاً عن الواقع ، منعزلاً عن المسؤولية ، منعزلاً عن التحديات ، تتفرج على أمتك او تتجاهل واقع أمتك .
ه : عمم حالة الوعي :
حرص أيضاً وبشكل كبير جدا. على الوعي ، وتعميم حالة الوعي ، وأن أحوج ماتحتاج الأمة إليه هو الوعي ، وفي مقدمة كل شئ وقبل كل شيئ ، الوعي أولاً في مواجهة التضليل والخداع الكبير الذي يتحرك به أعداء الأمة لضرب الأمة ، وفي مواجهة الحالة القائمة أساساً لدى الأمة ، لأن واقع الأمة نفسه هناك فعلاً حالة من البعد غن الوعي ، حالة ونخجل ونألم ان نسميها حالة غباء كبير ، غباء كبير في مواجهة الأعداء ومؤامرات الأعداء ومكائد الأعداء ، وهذه الحالة ساعدت الأعداء على التأثير الكبير في واقع الأمة، والسيطرة على الأمة ، وضرب الأمة ، وإبعاد الأمة عن أي تحرك جاد يغير الواقع وينتج نتيجة مخالفة تماماً .
و : حطم جدار الصمت وكسر حاجز الخوف :
من أهم إنجازات الشهيد القائد (رضوآن الله عليه) ، أنه حطم جدار الصمت ، وكسر حاحز الخوف ، وأعاد الأمل والثقة في مرحلة عصية ، ماقبل عشر سنوات بعد أحداث الخادي عشر من سبتمبر بعد التحرك الأمريكي والغربي غير المسبوق فس ظل هجمة عسكرية وإعلامية وسياسية غير مسبوقة على أمتنا الإسلامية ، الكثير صكتوا والكثير استسلموا والكثير رهبوا والكثير إحتاروا غلبت عليهم حالة الحيرة ، وانسد الأفق أمامهم ولم يعرفوا ماذا يفعلوا ، فهو حطم جدار الصمت في تلك المرحلة ، وكسر حاجز الخوف ، وأعاد الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالى ، وخاول أن يذكر الأمة بكل المقومات التي هي تجعل منها أمة فعلاً تستطيع أن تتحرك لتنهض بمسؤوليتها ، والآن فإن الصوت الذي أرادوا إسكاته قد تعالى وارتفع ليصل بصداه إلى كل ارجاء الدنيا.
ز : قدم مشروع الشعار والمقاطعة :
أيضاً قدم مشروعه المهم جداً الذي هو الشعار والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية ، ليواجه به مشروع التدجين وفرض حالة الولاء والتسليم المطلق لأمريكا، والإذعان لها ولإسرائيل ، لأنه تفرع عن المشروع الأمريكي الإسرائيلي الغربي في السيطرة على الأمة تفرع عنه مشروع النفاق من داخل الأمة ، القوى الأنظمة والحكومات والقوى السياسية التي حذت حذوها ، والتي أرتبطت عملياً بالمشروع الأمريكي في السيطرة على الأمة في حالة يوصفها القرآن الكريم بأنها حالة نفاق.
ح : تصحيح المفاهيم المغلوطه :
من المعالم الأساسية لهذا المشروع هو ما بذله من جهد لتصحيح المفاهيم الثقافية المغلوطة ، فهي ساهمت بشكل كبير في ضرب الأمة ، الأمة أسيرة قناعاتها ، قناعاتها الثقافية ، مفاهيمها المغلوطة باي شكل كان ، سواء رؤية تقدم رؤية مغلوطة ، أو ثقافه مغلوطة ، أو قناعة مغلوطة ، أكتسبت من كتاب أو من معلم أو من مدرسة دينية أو نظامية أو أي شئ.
ثانياً: من أبرز ملامح المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد :
نجد من أهم سمات هذا المشروع أنه تصحيحي ولذلك في معظم الدروس والمحاضرات التي قدمها الشهيد القائد – رضوان الله عليه ، تناول الكثير من المفاهيم المغلوطة سواءً منها ماكان سائداً في داخل الطائفة الزيدية أو خارج طائفته بشكلٍ عام .
أ : مشروع تنويري :
من أهم سمات هذا المشروع أنه مشروع تنويري نور بصائر يقدم وعياً ويصنع وعياً عالياً وبصائر تجاه الواقع تجاه المسئولية تجاه الأحداث تجاه المتغيرات ومن خلال القرآن الكريم كل هذا من خلال القرآن الكريم والذي هو نور ومعنى أنه نور أنه يعطيك البصيرة يرشدك إلى الموقف الصحيح إلى الموقف الحق إلى التقييم الدقيق الذي هو حق ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى (قد جائكم من الله نور وكتاب مبين) [ المائدة :١٥] فهذا المشروع القرآني هو مشروع تنويري توعوي ثمرته وعياً عالياً وبصيرة نافذة وتقييماً صحيحاً وقراءة واقعية للأحداث والمتغيرات .
ب: مشروع أخلاقي وقيمي :
من أبرز سمات هذا المشروع القرآني أنه أخلاقي وقيمي يهدف إلى إعادة الأمة من جديد إلى قيمها وخلاقها القرآنية لأن من أهم مايستهدفنا فيه أعدائنا هم يستهدفوننا في القيم وهم يستهدفوننا في الأخلاق ، إضافة إلى أن الواقع القائم واقع الأمة القائم فعلاً هناك تراجع كبير وملحوظ لدى الجميع تراجع كبير في القيم وتراجع كبير في الأخلاق ومن أهم مافي القرآن الكريم هو الأخلاق ، الأخلاق والقيم العظيمة الإنسانية والفطرية والإلهية .
فهو مشروع يرسي الأخلاق والقيم ويعمل على إعادتها الى الواقع لتحكم واقع الإنسان وسلوكه وتصرفاته من جديد.
ج: مشروع نهضوي:
من أبرز سمات المشروع القرآني أنه مشروع نهضوي يترتب عليه تحريك الأمة وتفعيلها والنهضة بها فهو ينهض بالأمة الى الأعلى من حالة الصمت الى الموقف ، من حالة القعود الى القيام الى التحرك ثم يقدم المقومات اللازمة للنهضة بالأمة وإنتشالها من واقع الوهم والضعف والعجز والتخلف وهناك مساحة واسعة مساحة واسعة في الدروس والمحاضرات التي تتحدث عن أهم المقومات النهضوية التي تنهض بالأمة وتنتشلها من حالتها التي هي فيها وهي حاله بئيسة ومؤسفة.
د : مشروع واقعي :
من أهم مميزات وسمات المشروع القرآني أنه واقعي ، يعني أحياناً قد يقدم لك البعض مشروعاً مثالياً غاية في المثالية لكنه بعيد عن الواقع لا يتطابق مع الواقع ، لا يتناسب مع الواقع ، لا يقدر الواقع ، اما هذا المشروع فهو مشروع واقعي من حيث أنه يقدر الواقع ومن حيث أنه يرسم معالم واقعية يمكن للأمة أن تتحرك فيها من نفس الظرف الذي هي فيه ، ويرتقي بها الى الأعلى خطوة خطوة ودرجة درجة وهكذا .
ه : مشروع مرحلي :
وهو أيضاً مشروع مرحلي من جانل يرتقي بالأمة ووفقاً للمراحل بمقتضيات كل مرحلة وما يناسبها ومواكب للمستجدات مواكب للأحداث مواكب للمتغيرات لأنه القرآن ، لأنها عظمة القرآن لأنه هكذا هو القرآن .
و : مشروع حضاري وبناء :
المشروع الذي قدمه السيد الشهيد القائد مشروعاً قرآنياً حضارياً بناءً فهو قدم من القرآن الكريم المقومات الحضارية للأمة والمسألة مهمة جداً مسألة مهمة للغاية لأنه لدى الكثير في التثقيف الديني والتعليم الديني يفصل الدين تماماً عن الحياة وكأنه لا صلة له بالحياة ولا أثر له في الحياة ولا قيمة له في الحياة.
ويحاول أعداء الإسلام أن يرسخوا هذا المفهوم المغلوط في الذهنية العامة إن الدين لاقيمة له في واقع الحياة وأنه للآخرة فحسب أو هو حالة روحية خاصة يعيشها الأنسان مع الله بعيداً عن الواقع وبعيداً عن الحياة ، لا ، الإنسان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقة وبالتالي أيضاً هو الذي رسم له دوره في الحياة والدور المرسوم للأنسان وفق المفهوم القرآني الصحيح في الحياة هو دور حضاري الله جل شأنه قال (إني جاعل في الأرض خليفه) هذا الأنسان الذي أستخلفه الله في الأرض ليعمر هذه الأرض ولكن على أساس من هدى الله وعلى أساس من القيم والأخلاق وبرسالة ومشروع هادف في هذه الحياة ، فضمن هذا المشروع القرآني يقدم المقومات اللازمة للحضارة الإسلامية التي نحتاج إليها أن تكون هدفاً سامياً لأمتنا حتى لاتبقى بلا هدف وبلا مشروع .
ز : الإهتمام بالتأهيل العلمي :
أحتل موضوع الإهتمام بطلب العلم ، والتحصيل المعرفي ، والتأهيل العلمي المرتبة الأولى في المسيرة القرآنية التي تحرك بها السيد القائد – رضوآن الله عليه – ومن يتأمل في المسيرة القرآنية يجدها في الأساس حركة ثقافية ، علمية ، تربوية ، معرفية تسعى جاهدة إلى بناء أمة متسلحة بالعلم والمعروفة ومتحصنة بالوعي والبصيرة ..يقول السيد حسين – رضوآن الله عليه ( وهذا هو ما يمكن أن نقول فعلاً : أن القرآن الكريم عمل على أن يدفع بالمسلمين نحو أن يسبقوا الأمم الأخرى في مجال الإبداع والأختراع والتصنيع من منطلق عقائدي ، ودافع عقائدي قبل دافع الحاجة الاي أنطلق على أساسها الغربيون ، الحاجة والفضول هذا شيئ ، لكن القرآن أراد أن ننطلق في مانفهم ، أن ننطلق بإعتبار هذا عبادة ، بدافع عبادي (تفكروا) (يتفكرون) ، والتفكر ماهو ؟ دراسة الأشياء ، فهمها ، متى مافهمنا هذه العناصر في هذه الأرض فبطابع الفضول الموجود لدى الإنسان سنحاول أن نجرب كيف سيكون إذا أضفنا هذا الى هذا ، بعد أن عرفنا طبيعة هذا العنصر وطبيعة هذا العنصر ، كيف إذا أضفنا هذا الى هذا بنسب معينة زائدة نسبة من هذا ماذا سيحصل ؟ قد يحصل كذا فتأتي التجارب .
من أهم إنجازات هذا المشروع القرآني :
أ : تأصيل الهوية الإسلامية الجامعة :
من أهم إنجازاته تأصيل الهوية الجامعة وهي الهوية الإسلامية هويتنا كأمة مسلمة في مواجهة مساعي طمسها وإبراز الهويات الجزئية الطائفية منها، والسياسية والجغرافية ، من أخطر ما يجري ، في واقعنا كأمة مسلمة أنه يعزز ويرسخ في الذهنية العامة والإنفصال عن الهوية الجامعة يعني ننسى ، أننا أمة واحدة أننا كمسلمين أمة واحدة نحن معنيون بقضايانا جميعاً .
ب : بناء واقع محصن من الإختراق :
على مستوى المنعة الداخلية للأمة وللفرد وحمايتها من السقوط في مستنقع العمالة والإرتهان وبناء واقع محصن من الإخترتق وعصي على الهيمنة مقابل من يحاولون تهيئة المجال وإيجاد بيئة خصة وقابلة للعمالة والخيانة والهيمنة والسيطرة لمصلحة الأعداء لدرجة عجيبة ، تصبح العمالة فيها محط أفتخار وتنافس وسلعة رائجة في سوق النفاق ، فمن مكاسب المشروع القرآني أنه يوفر حالة من المنعة الداخلية ، حالة من السخط والعداء للأعداء تحمي الداخل الشعبي لشعبنا وأمتنا .
ج : الوعي بمؤامرات الأعداء :
الوعي بمؤامرات الأعداء ومكائدهم ، لأنه ضمن هذا المشروع هناك مساحة واسعة من الأنشطة الثقافية والتوعوية لكشف مؤامرات الأعداء ومكائدهم والتي من خلالها تضرب الأمة ، وتمثل ثغرة كبيرة يعتمدون عليها في إستهداف الأمة ، وكلما تنامت حالة الوعي أعاقت الكثير من مخططات الأعداء ومؤامراتهم فلا تنجح ويكون مصيرها الفشل . لأن معركة الوعي هي المعركة الأولى في
د : بناء الأمة في مواجهة التحديات :
هذا المشروع يهدف إلى بناء أمة في مواجهة التحديات ، وبناؤها أولاً على مستوى الوعي ، ومن ثم في كل مسارات حياتها : على المستوى السياسي ، على المستوى الإقتصادي ، على المستوى الثقافي ، غل مستوى أن يكون لها هدف حضاري ، لاتبقى أمة بدون هدف ولا مشروع ، ، يقنعها الآخرون بأن تبقى أمة ذلية مستسلمة ، ولذلك ندرك أن هناك مشروع يحمي الأمة ، ويحفظ لها عزتها ، ويحفظ للأمة توجهها الصحيح الذي لا يقبل بهيمنة الأعداء وسيطرتهم.
المراجع :
– مقتطفات من الهدى (محاضرات ودروس الشهيد القائد – رضوان الله عليه ).
– مقتطفات من الهدى (كلمات ودروس ومحاضرات السيد القائد (يحفظة الله ) .
المصادر :
– (مجلة “وعي ” العدد الثاني – تصدر عن الدائرة الثقافة الجهادية) ص(٥،٤).
– كتاب ( انصار الله القيادة والمشروع) – إعداد / يحيى قاسم أبو عواضة ) ص(٨، ٩، ١٠).
– كتيب ( في رحاب الشهيد القائد ) تأليف العلامة/ فاضل محسن الشرقي ، ص (٢٢ ، ٢٣).
– كتيب ” المشروع القرآني إنطلاقته ” إصدار ” المناهج والبحوث بالدائرة الثقافية لأنصار الله ” ، ص (٧،٨،٩،٤١) .
– مجلة (“الثقافه الجهادية”- تصدر عن ” دائرة الثقافة الجهادية” ) ص (١٦ ،١٧).
المواجهة مع العدو