النازحون في ذمار .. دعم شحيح ومخيمات معدومة
> المذحجي: الأسر النازحة تواجه صعوبات كثيرة وأغلبها غير ملموسة
> المروني: 15 ألف أسرة نازحة من محافظات الجمهورية إلى ذمار.. ونعتمد على الدعم الذي يصلنا من بعض المنظمات
> العلفي: أعداد النازحين في تزايد مستمر.. ونعمل على مساعدتهم وفق المتاح
> عمران: لجنة الإغاثة يعملون كمتطوعين.. ويبذلون كل ما بوسعهم لخدمة النازحين
ذمار/ رشاد الجمالي
يُعاني الآلاف من النازحين في محافظة ذمار الهاربين من جرائم قوات تحالف العدوان الأمريكي السعودي، أوضاعا معيشية وإنسانية صعبة، حيث يعيش الكثير منهم في أماكن غير صحية بسبب عدم تفاعل الجمعيات الإغاثية والخيرية المحلية معهم، وعدم قدرتها على التعامل مع الأزمة وانعدام وصول المُساعدات الحكومية أو الدولية للنازحين.
مراقبون يدقون ناقوس الخطر المحدق على النازحين بمحافظة ذمار، خصوصا عقب ارتفاع أعداد النازحين المتدفقين إلى محافظة ذمار جراء العدوان السعودي الغاشم والحروب الداخلية التي تقف وراءها جارة السوء المملكة السعودية، فالنازحون أمام كارثة إنسانية وصحية بسبب شحة المواد الغذائية والمياه وعدم حصولهم على المأوى والملبس خصوصا كبار السن والأطفال والنساء والمرضى.
“الثورة” أجرت استطلاعا ميدانيا مع عدد من النازحين والعاملين في المنظمات الإنسانية والإغاثية والجهات المختصة للتعرف عن قرب على أوضاع النازحين في محافظة ذمار.. فكانت الحصيلة التالية:
شوقي علي محمد الحوالي نزح مع أسرته من محافظة حجة إلى محافظة ذمار، حالته المادية صعبة، يقول: لقد نزحت من حجة إلى ذمار، ولم أحصل على شيء منذ وصولي إلى ذمار، رغم أني مسجل في لجنة الإغاثة المكونة من المحافظة، فيما حصل آخرون على المساعدات.
وأضاف الحوالي: لا أعرف لماذا لم أحصل على شيء من المساعدات، وأطالب الجهات والمنظمات بدعم النازحين كون حالتنا صعبة نتيجة تضرر منازلنا وخروجنا منها بسبب استهدافها من قوات تحالف العدوان الأمريكي السعودي.
أما الأخت حفيظة راشد صلاح –نازحة من تعز- نزحت إلى ذمار مع أسرتها نتيجة تغذية العدوان السعودي للصراع الدائر في المحافظة تقول: لقد حصلت على خمس فرش، واسمي موجود في كشوفات النازحين، ولم أحصل على مساعدات مالية لسداد إيجار السكن.. وأناشد المسئولين والمنظمات المانحة مساعدتنا في توفير السكن الآمن والتخفيف من الأعباء المعيشية التي نعيشها جراء خروجنا من السكن.
من جانبه يقول منسق المنظمة النرويجية العاملة في مجال الإغاثة محمد العلفي: إن أعداد النازحين كبيرة ويجري مساعداتهم وفق الموجود والحالات الأفقر، مع أننا نحمل الجهات المعنية المسئولية في رفع كشوفات النازحين ليتم صرف المعونات وفق بيانات صحيحة.
ودعا العلفي كافة المنظمات الإنسانية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية إلى دعم النازحين المتضررين من استمرار حصار وعدوان قوات التحالف السعودي الأمريكي.
المهندس سمير المذحجي مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي بمحافظة ذمار يقول: تواجه الأسر النازحة صعوبة كبيرة وأغلبها غير ملموسة، إلا لدى المختصين المتابعين للحالات ويوميا نتلقى عشرات المكالمات ونتقلى طلبات متكررة من أسر نازحة معدمة تطلب الغذاء والفرش والغطاء الذي تزداد الحاجة إليه مع دخول فصل الشتاء، لذا يتطلب الأمر تخصيص ما لا يقل عن عشرة آلاف سلة غذائية خاصة بالنازحين لتغطية حالات النزوح بالمدن الرئيسية والثانوية بالمحافظة تعتمد بشكل مستمر للمحافظة طيلة فترة استمرار العدوان السعودي الأمريكي.
وقال المذحجي: قمنا بتقديم ما نستطيع للأسر النازحة، منها كلفة إيواء المتمثل بالإيجار لعدد 580 حالة وهي الحالات المسجلة لدى المجلس النرويجي للنازحين من شهر رمضان الماضي في مدينة ذمار ومعبر، وحقيبة إيوائية لعدد 600 أسرة ومتمثل في فراشات وبطانيات وأدوات بسيطة خاصة بالمطبخ، وصرف 800 سلة غذائية من قبل الإغاثة الإسلامية لمرة واحدة، كما صرفت عدد من السلال الغذائية من قبل الهلال الأحمر اليمني وبتمويل من رجال الخير، وصرف عدد من السلال الغذائية لا تتجاوز 500 حالة من قبل الوحدة التنفيذية للنازحين عبر الهلال الأحمر اليمني، وصرف متطلبات إيواء لعدد 230 حالة تقريباً، وتغطية غالبية متطلبات الأسر النازحة من قبل الخيرين من أبناء المحافظة وهي حالات غير مرصودة بدقة.
وأضاف: كانت الأولوية للأسر النازحة من السلال الغذائية المخصصة لفقراء المحافظة في مناطق الاستهداف بتوجيهات قيادة المحافظة، وهو ما يشكل مشكلة لفقراء ومحتاجي المحافظة، الذي تتزايد أعدادهم يوما بعد يوم وستصل لحد الكارثة إذا لم تتدخل المنظمات ذات العلاقة بالغذاء مثل برنامج الغذاء العالمي الذي يفتقد للأذرع التنفيذية المساعدة له في تدخلاته بإيصال الغذاء لأكبر عدد من المحتاجين للقصور القائم لدى منظمات المجتمع المدني بالمحافظة وافتقادها للخبرة وقصور تدخلاتها بهذا الجانب.
وأكد المذحجي ضرورة توجيه المنظمات الدولية العاملة في مجال المساعدات والإغاثة إلى مساعدة الأسر النازحة بحيث تغطي مختلف مديريات المحافظة.. مشيرا إلى أن المحافظة لا تستهدف من قبل المنظمات الدولية العاملة بالمحافظة مقارنة بالمحافظات الأخرى، حيث أن عدد المنظمات العاملة بالمحافظة لا يتجاوز الخمس منظمات فقط فيما عدد المنظمات الدولية العاملة في مناطق أخرى يتجاوز الـ29 منظمة.
من جهته يقول المهندس منير عبدالملك المروني منسق الوحدة التنفيذية للنازحين لمحافظه ذمار: لقد بلغ إجمالي النازحين إلى محافظه ذمار خمسة عشر ألف أسرة نازحة من عموم محافظات الجمهورية.. وتسعى الوحدة التنفيذية للمحافظة إلى دعم الأسر النازحة إلى المحافظة من خلال الدعم الذي يصلهم من بعض المنظمات حيث وصل إجمالي عدد النازحين للمحافظة إلى خمسة عشر ألف أسرة نازحة في عموم مديريات المحافظة، منها ثلاثة آلاف و700 أسرة نازحة في مدينة ذمار.
وشدد المروني على ضرورة التنسيق والمتابعة من قبل منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الإغاثة لدعم الأسر النازحة.. مشيدا بدعم منظمة الإغاثة الإسلامية والمنظمة النرويجية والمنتدى الإسلامي في مجال الإغاثة الإنسانية لدعم النازحين في المحافظة، داعيا جميع المنظمات التي تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية لدعم الأسر النازحة، حيث لا يحظون بأية رعاية إنسانية بسبب تدهور ظروفهم المعيشية الصعبة، حيث أن نسبة النازحين في تزايد مستمر نظرا للوضع الراهن الذي تمر به البلاد جراء العدوان السعودي الغاشم.
الدكتور عادل عمران لجنة إغاثة النازحين بالمحافظة يقول: بسبب عدوان قوات التحالف الأمريكي السعودي والحروب الداخلية القائمة التي تدعمها المملكة السعودية لتركيع الشعب اليمني، يعاني الشعب اليمني من أضرار إنسانية ومادية كبيرة لحقت بالمواطنين وخاصة النازحين وما يترتب عليها من معاناة ولا سيما النساء والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال عمران: لجنة إغاثة النازحين تعمل بشكل طوعي، ويبذل أعضاؤها كل ما بوسعهم من جهود لتحسين الوضع المعيشي لأسر النازحين والحالات الأكثر احتياجا، وتخفيف أعباء الحياة المعيشية عليهم، وهذه الأوضاع التي أدت إلى نزوح أسر كثيرة من معظم مناطق اليمن المستهدفة من قبل العدوان الأمريكي السعودي، توافد أعداد كبيرة من الأسر إلى مدينة ذمار موزعين على جميع الأحياء في المدينة وخصوصا أطراف المدينة، حيث تقل الخدمات بتلك المناطق.
وأضاف: قامت اللجنة بسبب استمرار العدوان والنزوح المستمر تم رصد معظم الأسر التي تحتاج للقوت الضروري والأثاث، بالإضافة إلى مشكلة ارتفاع إيجار المنازل تزداد الأعباء على الأسر النازحة، وقد تم توزيع سلال غذائية لعدد ألف أسرة بدعم من منظمة الإغاثة الإسلامية ومؤسسة مودة الخيرية وخمسمائة أسرة تم دعمها بمواد إيوائية بسيطة وإيجارات للمنازل بدعم من المنظمة النرويجية، حيث أن الاختيار كان لأكثر الأسر احتياجا.