الخبر وما وراء الخبر

توازن الردع السادسة: تكريس معادلة الردع الاستراتيجي

15

بقلم / عبدالحميد الغرباني

مع عملية توازن الردع الأولى سقط التباهي بالتفوّق النوعي والكمّي الذي تتمتع به قوى العدوان في مقابل اليمن ومع تنفيذ اليمن عملية الردع السادسة وبزخم كبير من سلاح الجو والقوة الصاروخية، فلا تضع أعداء اليمن أمام نذر تحولات جديدة في مسارات المواجهة فقط بل هي رسالة نارية أن اليمن يمتلك قدرة ردع استراتيجي ، أربعة عشر طائرة مسيرة وثمانية صواريخ بالستية تعني إمتلاك القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية شروط الفعالية الردعية.

وبالنسبة للعدو تعني مُسَلّمة عدم قدرته على النيل من هذه القدرات المتنامية، ومعظلة السعودي والأمريكي هنا أن اليمن راكم قدرات صاروخية وسلاح جو مسير على مستوي نوعي وكمي وبقدرات تدميرية ودقة إصابة وقدرة _بفضل الله _ على إنتقاء الأهداف واستهدافها.

من المفارقات أن هذه العملية تأتي على أعتاب العام السابع من العدوان والحصار أي بعد ست سنوات من سياسة التدمير الشامل و هذا يعني أنه لم يعد بوسع النظام السعودي استيعاب وتحمل توالي عمليات توازن الردع اليمانية بوصفها ضربات محدودة ذات أثر محدود ، وبالتالي يمكن تصفيته في سياق إستهداف شامل لليمن .. ذلك حصل منذ ست سنوات..

و رد قوى العدوان باستهداف عاصمة الصمود اليمني يؤكد ما نذهب إليه، استهداف المستهدف وقصف المقصوف ليس إلا ضرب من ضروب التنفيس عن الوجع والإذلال الذي تتعرض له مملكة قرن الشيطان ، وهذا يعني أن القوة الصاروخية و سلاح الجو المسير قد أنجزا بعون الله حيازة قدرة ردع استراتيجية في ظل فائض قوة على مختلف الجبهات تحرز هي الأخرى إنجازات ميدانية ، ومحصلة ذلك أن اليمن يراكم إنجازات مختلفة أو معادلة ردع متلاحمة ضمن خيار واحد هو الإنتصار على العدو وسحقه وليس فقط ضرب خططه القائمة على حسم المعركة لصالحه..

مكابرة تحالف العدوان المترنح تتابع إسقاطه أرضا وآخر الحصاد، ضرب شركة أرامكو برأس التنورة وأهداف عسكرية أخرى بالدمام وعسير وجيزان الأهداف ذات أبعاد إقتصادية وجيواستراتيجية وتؤكد أن آثار الحصار المفروض على اليمن ستصيب الجسم الإقتصادي للمعتدين ولا شيئ سيقيه الشلل والعلل والأمراض والتداعي ولسنا بحاجة للحديث عن تأكيد عملية توازن الردع السادسة ، الإنكشاف المدوي لحلف الأعداء وثغرات أسلحتهم _أنظمة الباتريوت _ وعجزها فذلك بات مسلمة لدى جميع الخبراء العسكريين على اختلافهم . على أن السؤال الذي يطرح نفسه ويبحث عن إجابة سريعة من قبل النظام السعودي حصريا هو ماذا بعد عملية توازن الردع السادسة ؟ قد يتبرع متابع محايد وخبير بتنويه
منبس إلى أن النزول من الشجرة مغاير تماما لصعودها.