نبذة من السمات الشخصية والكرامات الربانية والمؤهلات القيادية لدى الشهيد القائد ؛؛؛ الحلقة (الثانية)
بقلم /علي الموشكي
تعتبر دراسة ومعرفة شخصية الشهيد القائد السيد /حسين بدر الدين الحوثي (رضوآن الله عليه) حاجة ضرورية بإعتباره الملهم لهذه اليقضة والصحوة الإسلامية الكبيرة ، إضافة الى ما تحتويه شخصيته القرآنية من صفات قيادية عليا ، ولما تمتع به من مواصفات إيمانية وأخلاقية عالية ، ولكي نكون انعكاساً حقيقياً ، ونمثل الصورة الناصعة لهذه القيادة ، كما أن قراءة ودراسة المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي ، وتسير عليه المسيرة القرآنية اليوم بقيادة السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي ، أصبح حاجة ملحة وواقعاً قائماً وماثلاً بنفسه ويحتاج للقراءة والدراسة والبحث من قبل الكتاب والباحثين والمهتمين .
القارئ الكريم ، يجب علينا أن نتصف بمواصفات الأنبياء والصالحين ونعمل على تعزيزها من خلال تطبيقها في واقعنا العملي ونحملها روحية نتحرك على ضوئها.
نستكمل جوانب من السمات الشخصية ومواصفات الشهيد القائد -رضوآن الله عليه :
سابعاً : عاش أبياً وعزيزاً لم يكن يقبل الضيم ، من القيم الإيمانية والإنسانية التي تحلى بها وعلى درجة عالية العزة ، فقد كان عزيزاً وكما قال الله سبحانه وتعالى، {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}(المنافقون :الآية ٨)، بإيمانه المتكامل كان عزيزاً وأبياً ، لايقبل بالذل ولايقبل بالهوان ، ولايقبل بالقهر ، لايستسيغ الظلم أبداً ، ولايستسيغ الهوان أبداً ، عزيزاً يشعر بالعزة ملئ جوانحه ، وتدفعه حاله العزة للموقف العزيز والكلام العزيز ، تجلت هذه العزة وظهرت في موقفه ، في شموخه ، في إبائه، في حزمه، في ثباته ، في كلامه، في منطقه ، فلا مكان عنده أبداً للذل ولا للهوان ولا للقهر ولا للضيم ، كان أبياً يأبى الظلم ، وهذه من القيم التي غابت الى حدٍ كبير في واقع الأمة ، بل أصبحت في تلك المرحله التي تحرك فيها ثقافة الذل والترويج للذل والترويج للقبول بحالة الهوان ، والترويج لحالة السكوت أصبحت ثقافة سائدة، وحالة راسخة قائمة.
ثامناً : نهج نهج الأنبياء في الإحسان وخدمة الناس ، من المواصفات والقيم الإيمانية التي كان يتحلى بها رضوآن الله عليه الإحسان ، كان من عباد الله المحسنين ، ونهج نهج أنبياء الله وأقتدى بهم في الإحسان الى الناس ، فكان شخص ذاب في خدمة الناس وتجاوز نهائياً ذاته وأنانيته وواقعه الشخصي ، ليعيش بكل فكرة بكل توجهه بكل إهتمامه لله وفي الناس ، وفي عباد الله ، فكان على المستوى الثقافي دائماً يحث على الإحسان ، يرشد الإحسان يدعو الى الإحسان ، يرسخ ثقافة الإحسان ، ومبدأ الإحسان وسلوك الإحسان ، ثم في الواقع العملي يتحرك على هذا الأساس ، باذلاً كل جهده وكلما يستطيع في الإحسان الى الناس ، بكل مظاهر الإحسان على المستوى التربوي التثقيفي والتعليمي والتنويري، على مستوى الخدمة العملية في ماكان يعمله على قدر مايستطيع ، وفي حدود الممكن ، كان يتحرك بكل رغبة بكل إهتمام للإحسان الى الناس ، والأهتمام بشأن الناس ، ويهمه أمر الناس قبل كل شيئ .
من تجليات هذا الدافع وهذه القيمة وهذا الخلق تحركة بكل مايستطيع ، وتضحيته حتى بالنفس في سبيل الله سبحانه وتعالى ، وفي سبيل المستضعفين في مواجهة الظلم الذي يعاني منه الناس ، في مواجهة الأخطار التي تحيط بالناس، في مواجهة الهجمة الإستكبارية للسيطرة على الناس ، كان أحد الدوافع أحد الدوافع المهمة والأساسية في مواجهة كل ذلك ، لأنه يحمل روحية الإحسان والمحسنين.
تاسعاً: الوعي العالي والنظرة الصائبة ، من المعالم الأساسية لشخصيته في ماكان يتحلى به من إيمان واع ، إيمان حقيقي ، إيمان بمبادئ الإيمان وأخلاق الإيمان الوعي العالي والنظرة الصائبة والعميقة، وهذا شئ أساسي بالنسبة للإنسان المؤمن ، الإيمان لا يقبل أبداً أن يكون المؤمن أحمقاً أو غبياً او نظرته إلى الواقع نظرة مغلوطة هذه مسألة لا أبداً ، لا تتركب مع الإيمان ولا تنسجم مع الإيمان ، لا يمكن أن يكون هناك مؤمن غبي أحمق جاهل بالواقع بعيد عن الحكمة ، لا.
كرامات ربانية ومؤهلات قيادية
أولاً : الخوف من الله :
كان على درجة عظيمة وعالية من الخوف من الله سبحانه وتعالى شأنه شأن المؤمنين الكاملين في إيمانهم وفي مقدمتهم أنبياء الله ، ثم ورثتهم الحقيقيون الذين نهجوا نهجهم ، واقتبسوا من روحيتهم.
كان على درجة عالية من الخوف من الله سبحانه وتعالى ، لدرجة أنه لم يعد يخشى إلا الله ، ولم يعد يخف من أحد ، ولايبالي أبداً بسطوة الظالمين والجائرين والمستكبرين ، ولا بجبروتهم ، ولا بطغيانهم ، ولا بهمجيتهم ، ولا بإجرامهم ، ولا بكل ما يمتلكون من وسائل الظلم والقهر والجبروت ، ومن آلة الدمار والتعذيب ، لم يعد يكترث بهم ولا يبال بهم ، ولم يخف منهم وكان خوفه العظيم هو من الله سبحانه وتعالى.
ويتجلى أثر ذلك حتى في مواقفه في المرحلة التي تحرك فيها ، لو نستذكر جميعاً الظرف والواقع الذي بدأ فيه تحركة الواسع بهذا المشروع القرآني العظيم ، وموقفة المناهض والمعادي للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على الأمة ، لو تستذكر تلك المرحلة كيف كانت ؟! كيف كانت هيبة الطاغوت ؟!.
التحرك العالمي تحت قيادة أمريكا ولمصلحة إسرائيل ، وما واكبة من إذعان وخضوع وإستسلام مطلق في واقع الأمة إلا القليل القليل ، والمخاوف الكبرى التي أثرت في نفوس الكثير من الناس على مستوى الشعوب ، وحتى على مستوى النخب داخل تلك الشعوب ، بل كانت حالة الخضوع ، وحالة الخوف ، وحالة الرهبة والشعور بالعجز كانت حالة الإستسلام هي الحالة الغالبة على معظم أبناؤ الأمة إلا القليل القليل.
أمام كل ذلك الطغيان والهجمة العالية بكل إمكانياتها ، بكل عتادها ، بكل قوتها ، بكل هيبتها ، بآلتها الإعلامية التي ضخمت أيضاً من حجمها وزادت من هيبتها ، وكان في تلك المرحلة أبياً عزيزاً صامداً ثابتاً لم يخش أحداً غير الله ، ولم تأخذه في الله لومة لائم.
ثانياً : الإحسان :
كما ذكرنا في البداية ، من المواصفات والقيم الإيمانية التي كان يتحلى بها رضوآن الله عليه الإحسان ، كان من عباد الله المحسنين ، فكان شخصاً ذاب في خدمة الناس وتجاوز نهائياً ذاته وأنانيته وواقعه الشخصي ، ليعيش بكل فكره ، بكل توجهه بكل إهتمامه لله وفي الناس ، لله وفي عباد الله ، فكان على المستوى الثقافي دائماً يحث على الإحسان ، يرشد الى الإحسات يدعو الى الإحسان ، يرسخ ثقافة الإحسان ، ومبدأ الإحسان ، وسلوك الإحسان ، ثم في الواقع العملي يتحرك على هذا الأساس ، باذلاً كل جهده وكلما يستطيع في الإحسان الى الناس ، بكل مظاهر الإحسان على المستوى التربوي التثقيفي والتعليمي والتنويري ، على مستوى الخدمة العملية في ماكان يعمله على قدر مايستطيع ، على قدر مايستطيع ، وفي حدود الممكن ، كان يتحرك بكل رغبة بكل إهتمام للإحسان الى الناس ، والإهتمام بشأن الناس ، ويهمه أمر الناس قبل كل شيئ .
من تجليات هذا الدافع وهذه القيمة وهذا الخلق تحركة بكل مايستطيع ، وتضحيته حتى بالنفس في سبيل الله سبحانه وتعالى ، وفي سبيل المستضعفين في مواجهة الظلم الذي يعاني من الناس ، في مواجهة الأخطار التي تحيط بالناس ، في مواجهة التظليل للناس ، في مواجهة الهجمة الإستكبارية للسيطرة على الناس ، كان أحد الدوافع المهمة والأساسية في مواجهة كل ذلك ، لأنه يحمل روحية الإحسان والمحسنين.
ثالثاً: الشجاعة :
كانت شجاعة السيد حسين (رضوآن الله عليه) شجاعة نادرة شجاعة مصبوغة بالرحمة والرأفة شجاعة يترافق معها الإنصاف والهدوء والحكمة ورباطة الجأش شجاعة خالية من العنف والقسوة التي عادة ماتصاحب الشجاع، شجاعة لم تكن تعرف إلا في المواقف التي تتطلب الشجاعة.
وقد عمل الأعداء على أن يطلعوا على حالة السيد النفسية وماتركته الحرب على نفسيته من خلال المقابلات التي أجريت مع السيد (رضوآن الله عليه) والتي منها المقابلة مع شبكة ال[بي بي سي] [وسنعمل على نشر نص المقابلات وخاصة هذه ] حيث قال له المذيع أنت محاصر فلماذا لا تسلم نفسك فقال السيد :
(مسألة التسليم هذه قضية غير واردة غير واردة ، موقفنا موقف ديني ماذا يعني أتسلم ! لمن ؟ للمعتدي؟ لمن ينفذ توجيهات أمريكا وإسرائيل ؟ لمن يضربنا من أجل أن يسترضي أمريكا ؟ موقفنا موقف دين سنقاتل سنقاتل وسندافع حتى يأذن الله بالنصر).
رابعاً : الكرم :
كان كرم السيد حسين -رضوان الله عليه – آيه من الآيات التي حباه الله بها فقد كان كرمه متميزاً ليس فيما يقدمه لك من طعام متنوع وإنما في كيفية تقديمه لك في أجواء الكرم في الروحية التي تشعر بها وهو يكرمك فأنت عندما تكون ضيفاً لديه تشعر بأنك تشكل رقماً كبيراً بما تلمسه من الإهتمام بك والعمل على راحتك .
يقوم السيد حسين بنفسه على خدمة ضيوفه ولا يترك هذا الأمر لأحد يقدم لهم الطعام ويفرش لهم الفراش للنوم ويغطيهم بنفسه حتى أنك وأنت ضيف لديه تشعر بسعادة غامرة وراحة نفسية كبيرة من خلال ما تلمسه من طيبة النفس وحسن التعامل وارتياح السيد بوجودك لديه لاتشعر انه يتكلف الإحترام أو البذل أو الإهتمام بك بل تجد أن السيد مرتاح بوجودك لقد كان هذا التعامل وهذه الأخلاق سجية وفطرة فطره الله عليها.
خامساً: الرحمة :
كان رحيماً بأمته وبشعبه ، يتألم ويعاني لكل ألم أو معاناة عندما يشاهد الظلم عندما يشاهد معاناة الأمة، عندما يشاهد تلك المظالم الفظيعة والوحشية بحق الأمة ، سواء في داخل شعبه أو خارج شعبه ، فالكل أمة واحدة يجمعها عنوان واحد هو الإسلام ، وارتباط واحد وأساس واحد وأرضية واحدة هي الإسلام.
لم يكن حاله كحال الكثير من الناس الذين يعيشون حالة الأنانية والحالة حالة الإنغلاق الشخصي ، فلا يبالي عندما يرى معاناة الأخرين ، إما ؛ لأنه يرى في الآخرين غيره ، أو يرى فيهم غير شعبه ، أو يرى فيهم غير طائفته ، أو يرى فيهم غير أسرته ، فلا يبالي مهما كانت أو جاعهم ، مهما كانت مظلوميتهم ، فالمهم عنده أن يكون هو على مستواه الشخصي على مستوى واقعه الأسري ، أو غيره يشعر بالأمن أو يرى نفسه سليماً ، لا . أما هو فقد كان كل حدث وكل مأساة تزيده ألماً وحزناً وأساً على واقع أمة جده ، وتحرقاً على هذا الواقع ، وشعوراً بضرورة التحرك لمواجهة هذا الواقع .
كان يتحلى بالكثير من المواصفات الإيمانية والخلق الرفيع والكمال الإنساني ، ذكرنا لكم أبرز المواصفات التي كان معروفاً بها طوال حياته.
.
نختم الحلقة (الثانية).. بكلام السيد القائد(يحفظه الله) ( الشهيد القائد – رضوان الله عليه – ونحن في ذكراه – ركز بشكل أساسي على الأستهداء بالقرآن الكريم ، فأبصر به ، وسمع به ، ونطق به وتحرك مستنيراً بهداه ) – خطاب السيد القائد (الذكرى السنوية لإستشهاد الشهيد القائد – تاريخ ٢٥- رجب – ١٤٣٧هجرية – الموافق ٢- مايو – ٢٠١٦م) .
المراجع :
– مقتطفات من الهدى (محاضرات ودروس الشهيد القائد – رضوان الله عليه ).
– مقتطفات من الهدى (كلمات ودروس ومحاضرات السيد القائد (يحفظة الله ) .
المصادر :
– كتيب “في رحاب الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ” تأليف العلامة/فاضل محسن الشرقي ، ص (٥).
– (مجلة “وعي ” العدد الثاني – تصدر عن الدائرة الثقافة الجهادية).
– كتاب (القائد والمشروع) (الشهيد القائد عنوان لقضية عادلة ومؤسس ورائد لمشروع عظيم )، صادر عن مؤسسة الإمام الهادي -اليمن – ص (٣).
– مقال ” كرامات ربانية ومؤهلات قيادية ” -مجلة الثقافية ، تصدر عن الدائرة الثقافية الجهادية ، الصفحات (١٢، ١٣).