الخبر وما وراء الخبر

بقايا “صالح” على موائد الرياض وأبوظبي

25

سعت الإمارات مؤخراً للدفع ب “أحمد علي عبدالله صالح”، من خلال تمويلها لحملات إعلامية تدعو إلى رفع العقوبات عنه، إلا أن تلك الحملات فشلت لعدم تجاوب قواعد المؤتمر معها، ويعود ذلك إلى وجود خلافات بين أقارب صالح وقيادات في المؤتمر، بسبب تباين المواقف من العدوان وصمت قيادات في الحزب عن استمرار العقوبات الأممية ضد نجل صالح.

وفي حين يلهث الكثير من قيادات المؤتمر للارتماء في موائد ابو ظبي والرياض وبمقدمتهم جميعا سلطان البركاني تعارض قيادات مؤتمرية أخرى التقارب مع الإمارات تحت أي مسمى وترفض القبول بأي دور، ومنها من بدأ بمعارضة التحالف الذين يعتبرون الإمارات دولة محتلة ويدعون إلى مقاومتها.

المصادر أكدت أن قوى إقليمية ودولية تسعى لعودة قيادات من حزب المؤتمر ورجال صالح إلى المشاركة في الحكم خلال الفترة المقبلة، خصوصاً الولايات المتحدة التي تركز على قيادات عسكرية وأمنية دربت عدداً منها خلال حكم صالح، وتضغط حالياً لإعادة الكثير منها إلى الواجهة، وسبق أن عادت قيادات بارزة من حزب المؤتمر خلال الفترة الماضية، حافظ معياد، المقرب جداً من نجل صالح أحمد، في محاولة للمّ شمل الحزب.

ووفقاً للمصادر، يقود رئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر، محاولات لإحياء دور المؤتمر من خلال الدفع بقيادات من الحزب إلى الواجهة، إلا أنه دخل في صدام مع أبو ظبي التي أفشلت مساعيه، اثناء توليه منصب رئيس الوزراء في حكومة الشرعية، لمنعه من السيطرة على الحزب.

وتشير المصادر إلى أن القليل من قيادات المؤتمر فضلوا الابتعاد عن السياسة والواجهة، وفضل البعض البقاء في منازلهم والتزام الحياد، في حين فضل الكثير التقارب مع الإمارات، وكثير منهم أضحو قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث تسعى الإمارات إلى إدخالهم في تحالف مع أقارب ورجال صالح لمواجهة خصومها فيما يسمونه الشرعية.

وتستغل أطراف محلية ودولية وإقليمية تشتت حزب المؤتمر الشعبي العام وانقسام قياداته لاستقطابهم واستخدامهم في توسيع دائرة الصراع الدائر في اليمن، حيث تنظر كل الأطراف لما يخدم مصالحها وتوجهاتها بدون الالتفات إلى عواقب الصراع وانعكاساته السلبية ونتائجه الكارثية على اليمنيين.