الخبر وما وراء الخبر

القاعدة والسعودية وجهين للعملة القذرة نفسها.

144

بقلم / محمد عايش


 

قتلت السعودية، ليل أمس بطائراتها، القاضي يحيى ربيد، رئيس الشعبة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب، وزوجته وثلاثة من أولاده وزوجة أحد أولاده، وهم نيام في منزلهم بصنعاء.

وفي 5 ديسمبر الماضي اغتالت القاعدة أو داعش القاضي محسن علوان، رئيس المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب، سابقاً، هو وخمسة من مرافقيه في عدن..

هل هي صدفة أن يُستهدف قضاة أخطر قضية في الملف الأمني/ السياسي، اليمني، بالتصفية على يد القاعدة والسعودية، وبهذا التطابق والتزامن؟!!

يمكن المحاججة أن القاعدة والسعودية شيئان مختلفان في أي مكان في العالم، أما في اليمن فليس بإمكان أي منطق، واستناداً إلى مليون واقعة وواقعة، إلا أن يجد الطرفين وجهين للعملة القذرة نفسها.
………………………

قتلوه هو ومعظم أفراد عائلته، وبقيتهم جرحى في المستشفيات، بينهم زوجة أحد أبنائه الحامل.. هكذا بالطائرات، وبدم بارد، كما قتلوا مئات العائلات اليمنية من قبل، وكما هم مستمرون في هذا القتل المتوحش، المنفلت، كل يوم.

لا تمعن السعودية في هذه الجرائم، إلا استناداً لكتائب التبرير المكونة من يمنيين ما يربطهم باليمن منعدم كانعدام كل رابط لهم بالبشر.

مَن كلما أوغلت السعودية في دمائنا قالوا: السبب الحوثي؛ هم الأكثر جرماً والأسوأ إيغالاً في دمائنا.
حتى الشيطان نفسه لا يصلح تقديمه كمبرر لهذه الجرائم، الشيطان بريءٌ من قتل الأزواج نياماً على أسرتهم، والأطفال في مناماتهم.

يصلح الحوثيون أو عفاش أو إيران أو أي عذر ركيك آخر؛ مبرراً لعقوبات دولية أو لقطع علاقات السعودية مع اليمن، أو لطرد السفراء، أو لعملية إنزال عسكري تطيح بمحمد علي الحوثي من داخل دار الرئاسة، أو تختطف صالح من شارع في صنعاء، أو… أو… أما أن يُساق هذا المبرر لعملية ذبح اليمن من الوريد إلى الوريد، وعبر هذه الفظاعات؛ فذلك هو المبرر الأسوأ من الجريمة، والأكثر فظاعة.

لعنة التاريخ لن تسمح لكم بنوم هادئ ما حييتم، وسترقد روح القاضي ربيد وزوجته وأولاده بسلام وخلود.