الخبر وما وراء الخبر

القدرات العسكرية اليمنية ترعب كيان العدو الإسرائيلي

32

أضحى الوضع في منطقة “الشرق الأوسط” مشتعل للغاية وقد يتفجّر في أي وقت، وذلك بسبب استعراض القوى الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة، وتهديدهما بتوجيه ضربات عسكرية أمريكية صهيونية.

ويرى مراقبون أن ترامب يلعب بالنار في منطقة الخليج قبل رحيله من الحكم، حيث عبرت مضيق هرمز ثلاث حاملات طائرات (نيميتز، وثيودور روزفلت، ودوايت دي أيزنهاور)، والغواصة التي تعمل بالطاقة النووية، بالإضافة إلى ذلك، يوجد حوالي 400 أنبوب صاروخي لصواريخ كروز ومقذوفات باليستية في حالة تأهب”.

كما أبحرت غواصة نووية ثانية تابعة للعدو الإسرائيلي عبر قناة السويس ووصلت إلى الخليج، وتحوم أكبر قاذفات القنابل في العالم، B-52s، فوق منطقة الخليج.

ونقلت صحيفة يونجا فرايهايت الألمانية عن مراقبين المان استغرابهم من قيام بعض الدول العربية بتسخير مطاراتها واجوائها البحرية والجوية للعمليات العسكرية الأمريكية.

وبحسب الصحيفة، يُنسّق سلاح الجو الأمريكي تحركاته بشكل وثيق مع الحلفاء العرب وأيضًا مع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية.

وتأتي التحركات الأمريكية والاسرائيلية تحت ذريعة ايران، حيث زعمت في نوفمبر الماضي أن اجهزتها السرية حصلت مؤخرًا عدة أدلة على أنّ القيادة الإيرانية تُخطط لأعمال انتقامية ردًا على استشهاد العالم النووي محسن فخري زاده، في أواخر نوفمبر، ومع ذكرى استشهاد قاسم سليماني، الذي اغتالته امريكا بصاروخ في مطار بغداد في الثالث من يناير من العام الماضي، تشير التقارير الإسرائيلية إلى احتمالية شن هجوم انتقامي من طهران.

ومع أن ايران سبق وأن قالت ان ردها على اغتيال مسؤوليها قد يتم حتى من داخل أمريكا ، ولكن “إسرائيل ” تسعى الى اختلاق التقارير الاستخباراتية لكي تُبرّر التواجد العسكري المكثف في المنطقة.

 

 

العدو الاسرائيلي .. عيوننا على اليمن

 

وكان المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي، هيداي زيلبرمان، أكد عبر لقاءه مع موقع اخباري سعودي إن إيران قد تهاجم إسرائيل من العراق أو من اليمن، مضيفا: “لدينا معلومات أن إيران تطور هناك طائرات مسيرة وصواريخ ذكية تستطيع الوصول إلى إسرائيل”.

وشدد زيلبرمان على أن “إسرائيل” تراقب عن كثب التحركات في المنطقة، ولفت إلى أن قائد الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخابي، عندما حذر إيران من الإقدام على أي هجوم، قصد العراق واليمن، وعندما تحدث عن دائرة الدول الثانية، كان يقصد أن الدائرة الأولى هي لبنان وسوريا. ولتتأكد الصورة أكثر فقد زعم أن الهجمات الصاروخية التي وجهها ابطال الجيش واللجان الشعبية ضد منشآت “أرامكو” السعودية في سبتمبر 2019 عبر عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة عن بعد كان مصدرها اليمن والعراق، قائلاً أن ايران هي من نفذت الهجوم.

وأكد زيلبرمان أن الأمر قد يعاد فعله انطلاقا من تلك المواقع ضد “إسرائيل”، لذلك عينها على اليمن والعراق مؤخرا.

بدوره أكد رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع ، اللواء عبد الله يحيى الحاكم، أن اليمن ترصد  كل تحركات “إسرائيل” في المنطقة وتتابع جميع خططها العدائية ضد اليمن”.

وقال: “نحن في أعلى جاهزية أمنية وعسكرية ومعنوية للقيام بكافة الأعمال والمهام النوعية لمواجهة مختلف التحديات في التصدي للمعتدين والمرتزقة ولمواجهة الكيان الصهيوني المحتل الذي نرقب كل تحركاته ونرصد كل استفزازاته وما يخطط له من أعمال عدوانية إجرامية”.

 وأضاف الحاكم، أن “فشل العدوان على اليمن… هو ما جعل العدو يستنجد بالصهاينة للتدخل بشكل أكبر وسقوط بعض الدول في مستنقع التطبيع”.

وأردف: “يظن الكيان الصهيوني أنه على وقع ذلك سيستعرض عضلاته على شعب الإيمان والحكمة ولهذا نقول له إن اليمن وشعبه العظيم وقيادته الاستثنائية لا تخيفهم تلك التهديدات، وأعيننا ليست غافلة عن تحركات العدو الصهيوني في المنطقة، وعليه أن يستوعب جدية تحذيراتنا من أية أعمال متهورة أو طائشة أو مغامرة غير محمودة العواقب”.

أما النائب لشؤون الأمن والدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني الفريق الركن جلال الرويشان، فقال، إن “تصريحات العدو الإسرائيلي حول اليمن تهدف إلى طمأنة الدول المطبعة لا أكثر”.

وأضاف: “قائد الثورة (زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي) أعلن سابقاً أننا سنضرب أهدافا حساسة في كيان العدو (إسرائيل) في حال ارتكب أية حماقة ضد اليمن، وأثبتنا جدارة قدرتنا العسكرية منذ 6 سنوات حتى اليوم”.

واستطرد الرويشان، “الصهاينة يدعمون التحالف لوجستيا منذ بداية العدوان، أما الآن فيحاولون إيجاد تهديدات ومبررات لدول المنطقة المطبعة كي يتمكنوا من التقدم إليها عسكرياً”.

تقسيم اليمن!

ولمعرفة أسباب تركيز العدو الاسرائيلي على اليمن، نشر “عريب الرنتاوي” مؤسس ومدير عام مركز القدس للدراسات السياسية مقالًا باللغة العبرية اشار فيه إلى أن تطورات الأحداث في دول الأزمات المفتوحة في العالم العربي تتجه نحو “الأقلمة” و”الفدرلة”، وهو ما يحدث حاليًا في اليمن وليبيا، فيما قد تواجه بلدان مثل سوريا والعراق نفس المصير.

ولفت الى أن تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم في مؤتمر الحوار الوطني، جاء من اجل اضعاف التواجد العسكري لليمن على البحر.

وبحسب المصادر التي بنى عليها الرنتاوي مقاله فإن المجتمع الدولي يسعى الى تقسيم اليمن الى ثلاثة اقاليم.

 ولإحداث هذا التقسيم يسعى الكيان الاسرائيلي وامريكا الى الضغط على اليمنيين للموافقة على ذلك وقد نشر الباحث “أفييل شنايدر” مقالًا في صحيفة “إسرائيل اليوم” حول أصدقاء إسرائيل السريين، مشيرًا إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن بعد سيطرته على مدن الجنوب وجزيرة سقطرى، صار أحد الكيانات الصديقة لإسرائيل.

وذكر “شنايدر” أن موقف المجلس “الانتقالي الإيجابي” تجاه “إسرائيل” أثار الدهشة على الرغم من أن مسألة العلاقات الدبلوماسية الرسمية لم تناقش بعد، لافتاً إلى تغريدة “هاني بن بريك” نائب رئيس المجلس على “تويتر”، والتي قال إن العلاقات أيضاً بين إسرائيل وقطر جيدة للغاية. مشيراً إلى زيارة “شمعون بيريز” التاريخية للدوحة، ومثنياً على زيارة “بنيامين نتنياهو” لعمان. وقال إن العرب والاسرائيليين يتفقون على حل الدولتين، والدول العربية تطبع علاقاتها مع “إسرائيل”.

وقال “شنايدر” إن عددًا كبير من الإسرائيليين ردوا بشكل إيجابي على هذه المشاعر الطيبة، وأرسلوا تحياتهم إلى الانتقالي في اليمن. وأشار إلى أن عدد من المصادر في القدس ذكروا لموقع “إسرائيل اليوم” أن إسرائيل تجري اجتماعات سرية مع الانتقالي في جنوب اليمن.

وفي وقت سابق وجه أحد اليهود الإسرائيليين من ذوي الأصول اليمنية ويدعى “شمعون” سؤالًا لابن بريك، وقال “نحن منكم، ولدينا أملاك، ومزارع، وبيوت، أود أن أسأل: هل تقبلون عودتنا إلى وطنا وأرضنا وأملاكنا؟ قد يفكر بعض أهلي بالعودة وأنا أولهم”.

وأجاب بن بريك: “دامك سألتني فخذ الجواب: إذا عاد الجنوب العربي لأهله، وقامت دولته الفيدرالية المنشودة من الشعب، فما الذي يمنع عودة كل أبناء الجنوب بكل طوائفهم وأديانهم؟ ولا توجد ديانة تحرّم تعايش أبناء الوطن الواحد في وطنهم في سلام وتسامح، وحينها القضاء العادل من سيرد أملاككم وليس فلان ولا فلان”.

وقد أتى العدوان على اليمن من قبل دول تحالف العدوان ليعكس تقاطع المصالح الصهيونية مع المصالح التي تسعى لتحقيقها الكيانات الوظيفية في الخليج ، والتي تعمل كأدوات لتنفيذ المشروع الأمريكي في المنطقة ، ومنذ أعلنت الحرب على اليمن في مارس 2015م كان واضحا أن الكيان الصهيوني يشترك في التنفيذ والتخطيط ويشارك فعليا في العدوان العسكري على بلادنا..

لماذا اليمن

بُعد اليمن من الناحية الجغرافية عن (الكيان الصهيوني) لم يُجنّبه خطر الاستهداف، حيث شكّل مصدر قلق لزعمائها منذ وجود الكيان الغاصب ، ومنبع هذا القلق هو سيطرة اليمن على مضيق باب المندب، بوّابة الكيان البحرية إلى شرق الأرض؛ هذا عامل مهم وضع اليمن على أجندة الاستهداف الإسرائيلي، كما وضع جارته إريتيريا التي تشاطئها سواحل المضيق نفسه..

لهذا السبب لم ينفكّ الاستعمار الحديث عن اجتراح الوسائل والطرق لإدامة أمد استعماره أو التحكم به من خلال استمالة النظام الحاكم فيه ، ما تكشفه الوثائق أن الصهاينة نجحوا في جر النظام السابق ورئيسه الأسبق علي عبدالله صالح في إلى التطبيع ، ودفعه للعمل ضمن الاستراتيجية الصهيونية التي هي انعكاس للمشروع الأمريكي بطبيعة الحال.

وقد أُدْرِج البحر الأحمر في نصوص الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في مكان بارز وهام، واعتبرَه (ديفيد بن جوريون) «الطريق الوحيد لاتصال إسرائيل بشرق الكرة الأرضية»، وفي هذا الإطار منحت “إسرائيل” مدينة إيلات أفضلية عليا في برامج التطوير الداخلي، واعتُبِرت منطقة تطوير (أ) في كافة عهود الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وفُرِضَ حول إيلات طوق أمني في داخل (إسرائيل)؛ ولعلّها المدينة الإسرائيلية الوحيدة الّتي يتمّ الدخول إليها من قبل الإسرائيليين بتصريحٍ مُسبَق حتى وقت قريب؛ وما زال هذا الحظر ساري المفعول على العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية وسكان الضفة الغربية، إلى ذلك تمّ تطوير ميناء إيلات ليصبح ميناء مدنياً وعسكرياً في آنٍ واحد، مّا يعكس أهميّته الاستراتيجية بالنسبة لكيان العدو الاسرائيلي..

يقول الكاتب الإسرائيلي «إلياهو سالبيتر» عن استراتيجية (إسرائيل) في البحر الأحمر «إنّ المتخصّصين في شؤون [الدفاع الإسرائيلي] والمخطّطين يدركون جيّداً مدى خطورة بقاء الأنظمة العربية المطلة على البحر الأحمر في حالة عداء مع الكيان الصهيوني ، وبالتالي لا بد من خلق علاقات مع هذه الأنظمة ، التطبيع مع النظام السابق إضافة إلى انفصال ارتيريا عن اثيوبيا وفّرا للكيان اليهودي مناخاً أفضل للعمل في منطقة البحر الأحمر والتوغل شرق أفريقيا، واستمالة دول القرن الأفريقي.

وتولى النظام الإماراتي تعبيد الطريق أمام الصهاينة في ساحات عربية عدة ، وقد كشف متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع في مؤتمر صحفي دور الخائن علي عبدالله صالح  مع الإمارات منذ سنوات ماضية في تسويق الكيان الاسرائيلي عربيا ، وأوضح أن بروس كاشدان الذي زار صنعاء حسب الوثيقة المكشوفة هو صديق حميم لمحمد بن زايد يتولى مهام عديدة موكلة إليه من قبل صاحب المهمات القذرة في المنطقة بن زايد ، يمكن البناء على هذه النقطة لتفسير العلاقة التي تجمع النظام الخائن علي عفاش  بأولاد زايد ونظامهم الوظيفي ، وهي تنسحب في نفس الوقت على وجود المرتزق العفاشي الصغير طارق صالح في الساحل الغربي الذي توليه الإمارات اهتماما خاصا.. تقف خلف كل ذلك أهداف صهيونية تريد “اسرائيل” تحقيقها.

سيقان المؤامرة مكشوفة

ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر مثلت نقطة تحول مفصلي، فهي وبالإضافة إلى إسقاط المؤامرات الصهيونية في اليمن كشفت سيقان الخيانات المتتالية للأنظمة في اليمن ..

وعلى الرغم من ضرب ركائز المشروع الخياني التطبيعي في اليمن وإسقاطه ، إلا أن الحرب العدوانية التي تشن على اليمن ، والتي تشترك فيها “إسرائيل” مع الكيانات الخليجية هي محاولة لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الثورة الشعبية..