الخبر وما وراء الخبر

السيد نصر الله: نعرف كيف نحول التهديدات إلى فرص والدم المسفوك ظلما إلى دافع قوي للثبات

17

اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته بذكرى شهادة القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما، اننا نعرف كيف نحول التهديدات الى فرص والدم المسفوك ظلما والذي يتوقع الآخرون ان يؤدي الى وهن وتراجع، الى دافع قوي للثبات ومواصلة الطريق والاحساس اكثر بالمسؤولية.

وتوجه للاميركيين والاسرائيليين ومن في محورهم بالقول: عندما تقتلونا يزداد شعبنا وعياً وعنما تقتلون قادتنا نزداد عنادا وتصلبا وتمسكا بالحق. وشدد على ان من يراهن انه بالقتل والاغتيال والحروب والسيارات المفخخة او الحصار والعقوبات يمس بتصميمنا وعزمنا هو واهم.

ولفت الى ان حادثة اغتيال القادة وضعت القوات الاميركية على مسار الخروج من العراق، وشدد على ان شعار إخراج أميركا من المنطقة ما كان ليصبح شعاراً سيتم العمل به لولا حادثة اغتيال الحاج قاسم سليماني. واكد كما قال الامام القائد الخامنئي على القصاص العادل من قتلة الحاج سليماني والحاج المهندس، من امر ونفذ، مشيرا الى ان هذا الامر وإن كان مسؤولية الايرانيين والعراقيين بالدرجة الاولى ولكن مسؤولية كل حر وشريف ان يكون شريكا في تنفيذ القصاص. وشدد على مواصلة الدفاع عن دول وشعوب وحركات المقاومة وعنوان فلسطين والقدس والمقدسات وحقوقنا الطبيعية. ولفت الى ان هذا المحور يدار من قبل قادته في البلدان المختلفة وبتفهم للظروف بدقة ومسؤولية وهذا من اسباب الانتصارات.

وقال السيد نصر الله انه يوم أمس قامت وسائل اعلام لبنانية بتحريف كلام المسؤول الايراني حاجي زاده لافتا ان في لبنان هناك من يمتهن التزوير وتحريف الأحاديث. وشدد على ان ايران اعطت صواريخ لغزة ولبنان لكي يدافع اهل غزة عن غزة واهل لبنان عن لبنان ، لكن انتم مزورون وضعاف الى حد لا تتاكدون وتزيدون على كلام اي مسؤول ايراني لكي تفتحوا جبهة اعلامية. واردف: نحن جبهة امامية وغزة جبهة امامية لكن منذ 1948 لبنان جبهة امامية كانت تنتهك سيادته ويهان لكنه اليوم جبهة امامية مختلفة.

ولفت الى انه اذا كان لبنان قويا واذا كان احد يسأل عن لبنان ويشعر ان لبنان له وجود على الخريطة فبسبب هذه المقاومة وهذه الصواريخ. واكد ان المقاومة هي الوحيدة القادرة على حماية الثروات النفطية للبنان بفضل سلاحها والدعم الايراني والسوري والمقاومة في لبنان هي من أكثر المقاومات في التاريخ استقلالاً.

وشدد في هذا السياق على اننا في لبنان لا يمكن أن نساوي بين من دعمنا بالموقف والمال والسلاح ووقف معنا واستشهد معنا وبين من تآمر علينا أو من دعم العدو الاسرائيلي، ونحن في لبنان لا نساوي بين من وقف معنا وبين من يقول للاسرائيليين لا توقفوا الحرب قبل سحق المقاومة، و نحن في لبنان لا نساوي بين من دعمنا للحفاظ على ثروتنا النفطية وبين من يقف مع العدو الاسرائيلي، و لا يمكن لفصائل المقاومة الفلسطينية أن تساوي بين من يدعمها ومن يتآمر على الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا يمكن لسوريا أن تساوي بين من تآمر عليها ودعم التكفيريين ومن دافع عنها وساعدها، ولا يمكن للعراقيين أن يساووا بين من أرسل إليهم الانتحاريين التكفيريين ومن ساعدهم على تحرير أرضهم. ولفت ان محورنا وأمتنا وشعوبنا وحركات المقاومة وأحزابها والدول على مستوى المنطقة عبرت عن وفائها وتقديرها للشهيدين سليماني والمهندس.

واكد السيد نصر الله ان هناك قلقا كبيرا اليوم في المنطقة والخليج، واسرائيل اعلنت رفع الجهوزية بسبب الذكرى السنوية لاستشهاد القائدين سليماني والمهندس والمنطقة في حالة توتر شديد ولا نعلم اي حادث إلى أين قد يؤدي.

ولفت الى ان البعض يفترض أن إيران ستعتمد على اصدقائها بالرد لكن ايران اذا اردت أن ترد فهي سترد عسكرياً أو أمنياً وايران ليست ضعيفة بل قوية وهي تقرر كيف ترد ومتى ترد، واصدقاء ايران هم من يقررون اذا ارادوا الرد على جريمة الاغتيال.

سماحته شدد في سياق موازٍ على اننا حتى لو حاصرتمونا في بقعة صغيرة فنحن نشعر اننا غير محاصرين ونشعر ان اعداءنا هم المحاصرون ومن يؤمن بالله لا يمكن ان يشعر انه محاصر. واضاف: تخوضون معركة خائبة فاشلة لن تؤدي الى اي نتيجة، القتل يزيدنا اصرارا والحصار يزيدنا اتصالا بالمصدر الحقيقي الذي يصنع النصر.

السيد نصر الله وفي بداية الكلمة جدد العزاء للسيد القائد علي الخامنئي والحوزات العلمية والأمة الإسلامية في وفاة آية الله الشيخ مصباح اليزدي واشار الى اننا عندما نكون أوفياء لعظمائنا وشهدائنا والمخلصين في تحمل المسؤولية فإن الوفاء يعود بالنفع علينا في الدنيا والاخرة ويجب أن لا ننكر فضل ومعروف هؤلاء القادة وأن نعترف بفضلهم وأن نذكرهم للناس والعالم.

وقال: يجب أن نشكر الحاج قاسم سليماني على ما قدم ونشكر الحاج أبو مهدي المهندس على ما قدم ولكل من يمثل الشهداء على ما قدموا من تضحيات ولقد شهدنا مظاهر كبيرة وعظيمة على الوفاء لدماء الشهداء القادة منذ استشهادهم حتى حلول الذكرى الأولى لذلك وشهدنا مظاهر الوفاء في ايران والعراق وسوريا واليمن والبحرين وتركيا والعديد من الدولة الاسلامية وغير الاسلامية، و نحن في لبنان معنيون ايضاً باظهار هذا الوفاء للشهداء القادة.

ولفت الى ان ما كشف عن شخصية الحاج قاسم وانجازاته حتى الان هو قليل وهناك امور قد لا يكون من المناسب الحديث عنها وسياتي وقت نتحدث عنها، مؤكدا ان الشهيد سليماني بطل ورمز عالمي للتضحية والوفاء والدفاع عن المظلومين، وما يتوفر من مؤهلات وصفات بالحاج قاسم تؤهله لأن يكون رمزاً عالمياً.

 

المصدر: المنار