الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية في محافظة ذمار .. مديرية مغرب عنس
“عنس” و محدّث اليمن الإمام الصنعاني
إعداد/محمد محمد عبدالله العرشي
أخي القارئ الكريم… يسرني في هذا العدد من صحيفة الثورة الغراء أن أقدم لك نبذة عن إحدى مديريات محافظة ذمار، وهي مديرية مغرب عنس والتي جمعت بين نقيضين؛ فيقال أنها مسقط رأس (الأسود العنسي) وفي نفس الوقت هي هجرة ذرية الإمام المرحوم عبدالرزاق بن هَمَّام الصنعاني الحميري (126هـ- 211هـ): العالم الجليل، والحافظ الكبير، والمحدث الثقة، والمفسر والمؤرخ، الصنعاني نسبةً إلى مدينة صنعاء التي سكنها ونشأ بها واشتهر فيها. وقد ذكر القاضي المرحوم محمد علي الأكوع أن من المغيثيين الحافظ عبدالرزاق بن همام الصنعاني.. والمغيثيون ينسبون إلى مقري بن الحارث بن زيد بن الغوث،وقد نسب الأستاذ محمد لطف عبدالرزاق في كتاب (محدث اليمن الإمام المرحوم عبدالرزاق بن هَمَّام الصنعاني الحميري) إلى القاضي العلامة يحيى بن أحمد الصديق أن “مقري هي قرية تابعة لمغرب عنس”..وقد ارتحل إلى الإمام عبدالرزاق الكثير من علماء وفقهاء عصره،وقد ورد عن ابن خلكّان عن السمعاني أنه قال: ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلما رحلوا إلى عبدالرزاق، وله كتاب (المصنف) وهو موسوعة عظيمة في الحديث، طبع في أحد عشر مجلداً اشتملت على (21033) حديثا مرتبة على أبواب الفقه، وعُني بتحقيقه الشيخ العلامة عبدالرحمن الأعظمي الباكستاني وهو من منشورات المجلس العلمي الباكستاني، وقد روى له الإمام أحمد في مسنده (1646) حديثاً، وروى له البخاري في صحيحه (120) حديثاً، وروى له مسلم في صحيحه (399) حديثاً، وروى له أبو داود في سننه (172) حديثاً، وروى له الترمذي في سننه (131) حديثاً، وروى له النسائي في سننه (99) حديثاً، وروى له ابن ماجه في سننه (76) حديثاً. وله تفسير للقرآن، قام بتحقيقه الدكتور محمود محمد عبده في ثلاثة مجلدات وقد طبع في الهند، والجامع، وكتاب الآمال في آثار الصحابة، وكتاب الصلاة، وله كتاب المغازي. توفي عن 85 عاماً. وقد أورد الأستاذ محمد لطف عبدالرزاق في كتاب (محدث اليمن …) أبياتاً من شعره؛ هي:
كن موسراً إن شئت أو معسرا
لا بد في الدنيا من الهم
وكلما زادك من نعمة
زاد الذي زادك من غم
والجدير بالذكر أن مديرية مغرب عنس قد انتسب إليها العديد من العلماء والأدباء والشعراء، ومن أشهر العلماء المؤرخ الأديب المرحوم محمد بن حسن بن علي بن أحمد الشجني المتوفى سنة 1286هـ صاحب كتاب (حياة الإمام الشوكاني المسمى كتاب التقصار في جيد زمان علامة الأقاليم والأمصار شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني)..
مديرية مغرب عنس
تنسب عنس إلى “عنس بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر”، وعنس منطقة تاريخية أثرية تنتشر فيها العديد من المواقع الأثرية الحميرية والسبئية والإسلامية، ويُذكر أن قرى عنس تنتشر فيها العديد من الأطلال لمباني تاريخية وأثرية والتي تدل على دقة إبداع الحضارة اليمنية في العصور التي بنيت فيها هذه المباني.
تقع مديرية مغرب عنس في الجزء الجنوبي من محافظة ذمار يحدها من الشمال مديريتي المنار ومدينة ذمار، ومن الجنوب محافظة إب (مديرية القفر)، ومن الشرق مديرية عنس، ومحافظة إب (مديرية يريم)، ومن الغرب مديريتي عتمة والقفر. وتضم العزل التالية: أكمة الفتوح، نجاح، بني جبر، بني دهيم، بني طيبة، بني عفيرة، بيت الجبري، بيت الحجي، بيت نصر، الجنبين السافل، الجنبين العالي، حصمان، شجن، الشعيبة، قرظان، الكراية، معبرة، موشك، وتيح، وثن. وتبلغ مساحتها 247كم2، ويبلغ عدد مساكنها 7.917مسكن، وعدد الأسر 7.388أسرة، وعدد السكان 53.261نسمة.
وتشمل مديرية مغرب عنس المراكز الإدارية التالية: بنو طيبه: قبيلة ومركز إداري من مغرب عنس وأعمال ذمار، ورؤساؤهم بنو الورد”، مَوشِك:(لقب طائفة من آل يحيى بن يحيى بن الناصر ابن الحسن بن عبدالله بن محمد بن الإمام القاسم ابن الناصر أحمد بن الهادي يحيى بن الحُسين الرَّسِّي. وقد جاءت تسميتهم بالموشكي نسبةً إلى منطقة موشك في “مغرب عنس” من بلاد ذمار. ومن مشاهيرهم: العلامة والشاعر المرحوم زيد بن علي الموشكي الذي لقى ربه شهيداً عقب إخفاق الثورة الدستورية عام 1948م. ثم نجله العلامة محمد بن زيد الموشكي والذي تولى سكرتارية مجلس مجلس القضاء الأعلى. وكذا العلامة عبدالرحمن بن حسين الموشكي المتوفى سنة 14178هـ.)، حصن نجاح: (مركز إداري من مديرية مغرب عنس وأعمال ذمار. يضم القرى التالية: بيت الشتا، حصن نجاح، الفجور، الذِّراع، حمدين.)، بني عفيره: (بضم ففتح فسكون. مركز إداري من مديرية مغرب عنس وأعمال ذمار. سمي نسبةً إلى عفير بن الناسك بن زرعة بن حمير الأصغر وإليه ينسب آل العفيري أهل ذمار وإب.)، معبره: (بفتح فسكون ففتح. قرية كبيرة من مديرية مغرب عنس، تضم المحلات التالية: بيت إسكندر، الناحية، بني عُبيد، الهِجره، بيت سيلان، بيت الملوي، أكمة حسين، محل الريمي.
شجن: بكسر فسكون. مركز إداري من مديرية مغرب عنس. وممن نسب إليه: المرحوم القاضي حسين بن علي بن محمد الشجني (ت1211هـ) تقلد القضاء في ذمار زمناً وكان له اشتغال بالتدريس وله شعر. المرحوم المؤرخ الأديب محمد بن حسن بن علي بن أحمد الشجني المتوفى سنة 1286هـصاحب كتاب (حياة الإمام الشوكاني المسمى كتاب التقصار في جيد زمان علامة الأقاليم والأمصار شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني). المرحوم الشاعر والدبلوماسي أحمد محمد الشجني المتوفى سنة 1410هـ.)،قرظان: (بفتحات. مركز إداري من مديرية مغرب عنس وأعمال ذمار. وينسب إليها “آل القرضاني”)،وتيح: (بفتح فكسر فسكون. جبل يُشَكِّل في أعماله مركزاً إدارياً من مديرية مغرب عنس. يبعد عن مدينة ذمار غرباً بمسافة 45كم. وهو من ذوات الآثار وخاصةً في قرية مشرعه وقرية الجَبّ. كما أن به حصنين قديمين هما: الحصن العالي “ويحتوي على أسوار وبوابات وكروف ومقابر أثريه” والحصن السافل “الذي يتميز بمظاهر جمالية رائعة، وقد صار الأهالي يستخدمونه للسكن”.)، الكرابه:(مركز إداري من مديرية مغرب عنس وأعمال ذمار. من قراه “كَنْون” وقرية “خَرَاشَه” التي يُنسب إليها آل الخَرَاشي.)،بني دُهَيم: ،وَثَن:(بفتحتين. مركز إداري من مديرية مغرب عنس وأعمال ذمار. تسكنه فخائذ من قبائل مذحج. ومن حصونه: القاهر والمنار.)، بيت نَصر: مركز إداري من مديرية مغرب عنس في غربي مدينة ذمار بمسافة نحو 40كم. من محلاته قرية ضُبه وفي أعلاها حصن، ثم خرابة الذبياني، وقرية الخرشف، وقرية حرف القضاة.)، بين الحجي، أكمة الفتوح،حصمان،الجنبين العالي والسافل..
ويتراوح إرتفاع مديرية مغرب عنس عن مستوى سطح البحر مابين1300إلى2800متر، والمديرية تتكون من المرتفعات مثل: جبل شمر الذي يقع في عزلة الكرابة العليا، وجبل الشوانف الذي يقع في عزلة نجاح، وجبل كمبه، وجبل الحصه، وجبل المناره الواقع في عزلة الجنبين العالي، وجبل أكمة الفتوح، وجبل موشك، وجبل ريمة الذي يقع في عزلة موشك، وجبل قفع في عزلة قرضان، وجبل الهجرة، وجبل ينعة في عزلة شجن.
أودية مغرب عنس
كما تشتهر المديرية بوجود الجبال وبطبيعتها الجبلية، فتشتهر أيضاً بكثرة الأودية، ومن هذه الأودية: وادي خزة، وادي المحل، وادي الخنضع في عزلة قرضان، وادي هردة في عزلة وثن، وادي الجور في عزلة بني دهيم، وادي جهز في عزلة الجنبين السافل، وادي السبلي عزلة نجاح،وادي خميس، وادي القناوص، وادي بني محمد،وادي الصافية جميعها في عزلة شجن، وسائلة مرو في عزلة موشك، وسائلة الحائط في عزلة بيت الحجي ومن الوديان المائية وادي حمض،وادي الكنونة، وادي الروضة في عزلة قرضان، وادي الرحيبة في عزلة الشعيبة. كما توجد عدد من الغيول في كل كمن عزلة بيت الحجي،وبيتالجبري،حصمان،بني جبر، يعتمد أغلب العزل على مياة تلك الغيول والتي لاتفي باحتياجاتهم من المياه نظراً لأنها تجف في أغلب أشهر السنة وتزداد معاناة السكان بسبب ذلك، حيث أن الأمطار تسقط في فصل الصيف، والحرارة معتدلة في الصيف وباردة في الشتاء.
هجر العلم ومعاقله في مديرية مغرب عنس
شجن: قرية وعزلة في المغرب العالي من مغرب عنس وأعمال ذمار، وتقع بحوار بني عفير والجنبيين من مغرب عنس، ومخلاف سماه من عتمة. ينسب إليها العلماء بنو الشجني، وكانوا يسكنون قرية الصفا ثم سكنوا قرية الحمومة في طرف العزلة من جهة الغرب. وقد ترجم القاضي المرحوم/ إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لعدد من أعلام هذه الهجرة منهم:
أحمد بن محمد بن صالح الشجني: وزير الإمام القاسم بن حسين، من أعلام المئة الثانية عشر للهجرة. عالم محقق في الأصول والفروع، جمع خزانة كبيرة من الكتب النفيسة، ونُكِبَ فيما بعد وأُخذ الكثير من أمواله، وذلك لأن الإمام القاسم بن حسين كافه بأخذ زكاة العلماء والأمراء والأعيان التي كانوا يصرفونها بنظرهم، فأجمع هؤلاء أمرهم على التمرد على الإمام، وعصيان أوامره، وخرجوا عن طاعته، فندم الإمام على إصراره على تنفيذ رغبته.
علي بن أحمد بن ناصر الشجني: عالم محقق في الفروع، له مشاركة في علوم العربية، تصدر للتدريس في المدرسة الشمسية في ذمار، وقال صاحبُ مطلع الأقمار: وكل الشيوخ الآن عالةٌ عليه؛ فما منهم أحدٌ إلا وهو قرأ عليه في شرح الأزهار والبيان والبحر. وكان مسموع الكلمة، مقبول الشفاعة. مولده سنة 1123هـ, ووفاته في ذمار سنة 1201هـ.
الحسين بن علي بن محمد بن صالح الشجني: عالم محقق في الفقه، شاعر، تولى القضاء في ذمار بالتراضي. توفي بذمار في 20 رمضان سنة 1211هـ.
الحسن بن علي بن أحمد بن ناصر الشجني: عالم محقق في الفقه، شاعر أديب، حافظ لأكثر شعر المتنبي والمعري، رحل إلى صنعاء، وتصدر للتدريس في مسجد نُصير، ثم عاد إلى ذمار، وانقطع للتدريس في (المدرسة الشمسية). من شعره:
من أخمل النفس أحياها وروَّجها
ولم يبت طاوياً منها على ضجر
إن الرياح إذا اشتدت عواصفها
فليس ترمي سوى العالي من الشجر
مولده في 5 ذي الحجة سنة 1153هـ، ووفاته بذمار سنة 1233هـ.
محمد بن حسن بن علي بن أحمد بن ناصر الشجني: عالم محقق في علوم كثيرة، ولاسيما علوم الحديث، مؤرخ شاعر انتفع بشيخه شيخ الإسلام الشوكاني فأخذ عنه في صحيح الإمام البخاري وغيره، وأجازه إجازةً عامةً في رجب سنة 1239هـ. اعتقله الإمام المرحوم الناصر عبدالله بن الحسن ابن المتوكل أحمد.مولده سنة 1200هـ، ووفاته 1286هـ.
عبدالله بن علي بن محمد بن علي الشجني: عالم في الفقه وعلوم العربية، أديب شاعر، اشتغل بعض الوقت في التدريس ثم انقطع عنه. كان ينقم على ظلم الإمام يحيى وظلم عماله فأمر الإمام باعتقاله في حبس ذمار حتى يتعهد أن لا يخوض في ما لا يعنيه فكتب القاضي عبدالله بن محمد العيزري تعهداً عليه هذا لفظه: أتعهد على القاضي عبدالله الشجني أن لا يأمر بمعروف، ولا ينهى عن منكر، ولو رأى كفراً بواحاً، أو فسقاً صُراحاً، فلما قرأ الإمام هذا التعهد أمر بإطلاقه من دون قيد ولا شرط. تولى صاحب الترجمة بعض الأعمال الحكومية في العهد الجمهوري، ثم تخلى عنها، وزاول مهنة المحاماة الشرعية. مولده في ذمار سنة 1337هـ، ووفاته فيها في جمادى الآخرة سنة 1401هـ.
حرف عباس:ويسمى (حرف القضاة): قرية عامرة تقع هي وقرية ظبة وحصن ظبة في سطح جبل صغير مستطيل، فالحرفُ في حرف هذا الجبل من الشمال ويليه مباشرة قرية ظُبة ثم حصنها الذي يقع في الطرف الجنوبي من هذا الجبل، وهو أرفع مكاناً في القريتين. من عزلة بيت نصر من ناحية مغرب عنس، من أعمال ذمار، وتبعد عن مدينة ذمار بنحو أربعين كم من جهة الغرب. يسكنها القضاة بنو عبدالرزاق بن علي، وهم يقولون: إن نسبهم يتصل بالإمام عبدالرزاق بن همام الصنعاني: وقد يكون صحيحاً، ذلك لأن الإمام عبدالرزاق كان مولى للمغيثيين، وهم قوم كانوا يسكنون ذروان من مخلاف ذمار في مغرب عنس. وأول من عُرف من هؤلاء القضاة هو عبدالرزاق بن علي بن حفظ الله، كما ذكرهم المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) على النحو التالي:
إسماعيل بن عبدالله بن يحيى بن عبدالرزاق بن علي بن حفظ الدين: عالم محقق في علم الفقه والفرائض، له مشاركة في علوم العربية. تولى القضاء في حيس، ثم في المخاء سنة 1187هـ وخلال بقائه حاكماً فيها قام بحفر آبار هناك لا ستخراج المياه العذبة للشرب فانتفع بها سكان المخاء، وما تزال تلك الآبار تعرف بآبار القاضي. وقد خلَّف ثروة من المال والكاب. توفي في المخاء في جمادى الآخرة سنة 1205هـ.
حسن بن علي بن أحمد بن محسن عبدالرزاق: عالم في الفقه، مولده في 29 ربيع الأول سنة 1214هـ، ووفاته في ذي الحجة سنة 1279هـ.
علي بن أحمد بن محمد بن علي عبدالرزاق: عالم في الفقه، عمل في القضاء.
حسن بن محمد بن علي عبدالرزاق: فقيه عارف، مولده في شوال سنة 1260هـ.
أحمد بن علي بن يحيى بن عبدالله عبدالرزاق: فقيه عارف، كان ثرياً فوقف أكثر أمواله في سبيل البر والخير، ومنها أوقاف العلماء والمتعلمين في مغرب عنس وذمار. كانت وفاته سنة 1320هـ.
محمد بن يحيى بن حميد بن حسين عبدالرزاق: له معرفة بعلم الفلك، واهتمام بكتابة وتدوين الوقائع. اشتغل بالتدريس في هجرة خُراشة وفي ظُبة حتى سنة 1374هـ. مولده في جمادى الأولى سنة 1348هـ.
أحمد مسعد بن سعيد بن علي بن حسن الأحصب: عالم في الفقه والفرائض. كانت دراسته في ذمار، ونسخ لنفسه كتاب (شرح الأزهار) وغيره من كتب الطَّلب، وكتب بالأجر للقاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع (عُدة الحصن الحصين في أدعية سيد المرسلين). تولى القضاء في العهد الجمهوري في مغرب عنس لمدة خمس وعشرين سنة ثم عين عضواً في المحكمة الاستئنافية في ذمار. مولده في قرية الأحصب في 12 محرم سنة 1328هـ، ووفاته بذمار يوم الإثنين 15 جمادى الأولى سنة 1408هـ..
من قصص العرب التي ذكرت فيها عنس
وردت في كتاب (قصص العرب) قصة بعنوان (أجاره من الموت)، وقد أحببت أن أوردها في هذه الأسطر التالية خاصة وأنه ذكر فيها منطقة عنس وهي التي ينتمي إليها الأسود العنسي (وهو عبهالة بن كعب بن غوث، خرج بعد حجة الوداع في عامة مذحج، وادعى النبوة وكان كاهناً قتله فيروز وداذويه وقيس غيلة)، والقصة على النحو التالي: “أتى الأعشى الأسود العنسي وقد امتدحه فاستيطأ جائزته. فقال الأسود: ليس عندنا عين، ولكن تعطيك عرضاً، فأعطاه بخمسمائة مثقال دُهناً، وبخمسمائة حُلَلاً وعَنبراً.فما مر ببلاد بني عامر خافهم على ما معه، فأتى علقمة بن عُلاثة فقال له: أجِرني؛ فقال: قد أجَرتُك. قال: من الجن والإنس؟ قال: نعم! قال: ومن الموت؟ قال: لا!. فأتى عامر بن الطفيل، فقال: أجرني، قال: قد أجرتك. قال: من الجن والإنس؟ قال: نعم! قال: ومن الموت؟ قال: نعم! قال: وكيف تجيرني من الموت! قال: إن متَّ وأنت في جِواري بعثتُ إلى أهلك الدِّية. فقال: الآن علمتُ أنك أجرتني من الموت. ثم مدح عامراً وهجا علقمة؛ فقال علقمة: لو علمتُ الذي أراد كنت أعطيتُه إياه!”..
من المراجع التي رجعنا إليها في إعدادنا لهذا المقال: (الإعلان بنعم الله الكريم المنان في الفقه عماد الإيمان بترجيعات في العروض والنحو والتصريف والمنطق وتجويد القرأن/ تصنيف العلامة أحمد بن عبدالله السَّلمي الوصابي الشهير بالسَّانة/ تحقيق الأساتذة، محمد بن محمد عبدالله العرشي، علي صالح الجمرة، عبدالخالق حسين المغربي/المطبعة العصرية لبنان)، (الموسوعة اليمنية/ تحت إشراف مؤسسة العفيف الثقافية)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/ إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)،(هجر العلم ومعاقله في اليمن/ القاضي إسماعيل بن علي الأكوع)، (الموسوعة السكانية/ للدكتور محمد علي عثمان المخلافي)، (نتائج المسح السياحي)، (نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت للعام 2004م)، (معالم الآثار اليمنية/ للقاضي المرحوم حسين السياغي)، (مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للمرحوم القاضي محمد أحمد الحجري)، (صفة جزيرة العرب/ للهمداني/ تحقيق القاضي المرحوم محمد علي الأكوع)، (اليمن الكبرى/ حسين بن علي الويسي/ الطبعة الثانية 1991م)، (موسوعة للقلاع والحصون في اليمن “تحت الطبع”/ للأستاذ الباحث أحمد الغراسي)، خريطة المديرية المرفقة من إعداد م. أحمد غالب عبدالكريم المصباحي…
*عن الثورة نت