من ميادين الجهاد الى عالم الخلود
كانت أرواحهم تتمترس داخل أجسادهم يعيشون دائماً حالة جهاد على أهبة الاستعداد لمواجهة الطاغوت والمنكر والفساد أعمالهم ومواقفهم جهاد في سبيل الله أيامهم عمل وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ولياليهم ذكر وعبادة وتسبيح واستغفار ، وفي كل لحظة زمنية عاشوها معنا في الدنيا كانت قائمة على الطاعة والتسليم لله تعالى ورسوله صلوات الله عليه وآله والقيادة من اهل البيت عليهم السلام ، ركبوا في سفينة النجاة وابحروا في عالم الجهاد وانتهى بهم المطاف الى عالم الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.
منذ اللحظات الأولى التي بزغ فيها فجر نور المسيرة القرآنية اعتنقوا هدي الله وجعلوا من الثقة بالله والتوكل على الله والعمل في سبيل الله ميداناً لهم في كل الاتجاهات والمجالات بصدق وتفاني واخلاص ومسؤولية ، وعندما تكالب الطواغيت على مسيرتهم القرآنية الجهادية المحقة حملوا بنادقهم فوق اكتافهم وارواحهم على اكفهم وشمروا عن سواعدهم وحفروا متارسهم وثبتوا فيها ثبات الصادقين المجاهدين ونكلوا بالمعتدين وسطروا اروع الملاحم البطولية في ميادين التضحية والفداء حتى تبعثرت اجسادهم ودمائهم في سبيل الله
ثلاثة من الشهداء العظماء من ابناء محافظة صعدة منطقة مران لا تزال ذكرياتهم ومواقفهم واعمالهم وحبهم معلق في قلوب الكثيرين ممن عرفوهم وعايشوهم ولا تزال السنة الناس تلهج بالثناء عليهم والقلوب تخفق عند سماع اسمائهم شوقاً لهم واملاً في ان نراهم مجدداً في عالمهم الذي اصطفاهم الله اليه
الشهيد مفرح ساتر / والشهيد خالد راصع / والشهيد / محسن ساتر رحمة الله وسلامه ورضوانه عليهم
نشأوا في مجتمع لم تلطخه الثقافات المغلوطة ولا العقائد الباطلة ومنذ طفولتهم حتى استشهادهم بقيت فطرتهم سليمة كما فطرهم الله لم تتلوث افكارهم بالخزعبلات ولا بالثقافات الدخيلة والمستوردة ، خلايا اجسادهم مشبعة بنور الله وثقافة القرآن تسيل في اوردتهم وتستوطن قلوبهم وفي كل مرحلة من مراحل حياتهم في الدنيا لهم صولات وجولات مفعمة بالإيمان والتقوى وتجسيد تعاليم الإسلام في واقعهم صوت وصورة وقول وعمل حتى اتخذهم الله شهداء بعد ان صدقوا ما عاهدوا الله عليه
منذ طفولتهم حتى استشهادهم كانت الأصالة تحفهم والهوية الإيمانية تغمرهم وحب الله ورسوله واهل البيت عليهم السلام يسيطر عليهم من منطلق ايمان وعقدية راسخة ، مشوار حياتهم في الدنيا متصل بحبل الله على السراط المستقيم مع الذين انعم الله عليهم في سورة الفاتحة وسنوات اعمارهم لم تلوث بالشوائب بل كان همهم وشغلهم الشاغل هو شحن رصيد صحائف اعمالهم بما يرضي الله تعالى ، كانوا كالجسد الواحد كل واحد منهم يكمل الآخر يعملون في السراء والضراء والشدة والرخاء بما يستطيعون وفق تعاليم الله وكانت جهودهم تثمر في واقع الناس ثمارا طيبة ومباركة ، جمعتهم بيئة اجتماعية واحدة وثقافة قرآنية جهادية واحدة وجمعتهم ايضاً شهادة في سبيل الله تحت قيادة من اهل البيت وقضية محقة ومشروع عظيم ، اصدقاء ورفاق ومجاهدين وشهداء واليوم عند ربهم في عالم العظماء الخالدين فرحمة الله وسلامه ورضوانه عليهم وعلى الشهداء اجمعين.