الخبر وما وراء الخبر

اليمن.. قوة ردع نوعية اخترقت الدفاعات الجوية للعدوان

22

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 19 ديسمبر 2020مـ -4 جماد الاول 1442هـ ]

بقلم / إكرام_المحاقري

أثارت الجدل التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع اليمني اللواء الركن “محمد ناصر العاطفي” بالنسبة لقوى العدوان، وكانت نقطة تحفيزية للشارع اليمني الذي أبدى أرتياحه لمثل هكذا تصريحات من القيادة العسكرية، والتي جسدت أنفة الشعب اليمني وقدمت كبريائه لمن أرارد مساسه بسوء.

ليست هذه المرة الأولى التي يبدي فيها “اللواء العاطغي” استعداد القوة العسكرية اليمنية البدأ في خوض معركة الفصل والتحرير، كما ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها القيادة اليمنية عن بدأ المعركة التي أعلنت دول تحالف العدوان عن ساعات بدايتها في العام 2015م، والذين قدموا تفائل على حسم المعركة في غضون شهر، وهكذا كانت المعادلات الأمريكية بالنسبة للسيطرة العسكرية والسياسية في اليمن، سواء من خلال قوى الاحتلال أو من خلال الأدوات المرتزقة.

ليست هذه التصريحات “للواء العاطفي” التي أعلنت سقوط وركاكة الدفاعات الجوية “الأمريكية”، والتي تعتبر الحامي الرئيسي للمنشآت الحيوية والعسكرية في المملكة السعودية، بل أن من أعلن عن ذلك هو أول صاروخ باليستي سقط في قاعدة خميس مشيط السعودية، كـ أول رد باليستي للقوة العسكرية اليمنية على تحالف العدوان، تلك كانت نقطة بداية فشل الدفاعات الجوية الأمريكية “الباتريوت”؛ وتلك بداية كشف الستار عن وهمية القوة التصنيعية لاسلحة الغرب بشكل عام، سواء الدفاعية أو من تحمل تكتيك الهجوم وغيره، حتى تدريباتهم ودروسهم العسكرية كانت هي الأخرى واهنة تجاه بأس المقاتل اليمني والذي كان محسوب على الجيش واللجان الشعبية!!

لكن وبعد مايقارب الـ 6 اعوام من العدوان على اليمن، وعلى مشارف العام 2021م فرضت القيادة العسكرية اليمنية معادلات جديدة ووضعتها على طاولة المواجهة حيث لا حوار، حيث وقد صرح “اللواء العاطفي” بانه: آن الأوان لانطلاق معركة التحرر والاستقلال الشاملة وإجبار قوى العدوان على مغادرة الأراضي اليمنية المحتلة دون قيد أو شرط وإحلال السلام في المنطقة، ما يدلل على أن الذي يتحكم في مناخ المعركة اليوم هي القيادة اليمنية الوطنية.

حيث وقوى تحالف العدوان التي تفككت لحمتهم العسكرية، قد بدأو ببناء جيش من جديد من مختلف الأطياف والأجناس، وأصبحوا في موقع المدافع بعد أن كانوا في موقع الهجوم أنذاك؛ وبعد 6 اعوام، وهم يعون أبعاد ذلك جيدا.

تغير المنطق السياسي والعسكري للمملكة السعودية، بينما تاهت الدول المشاركة في “تحالف العدوان” على اليمن في مستنقع التطبيع مع العدو الصهيوني، كمرحلة ثانية من الدخول في سفق السياسية الأمريكية، لم تعد المعركة في اليمن من قبل “السعودية والإمارات” إلا للسيطرة على النفط والمواقع الإستراتيجية في اليمن، وهذا ما كان مختبئا خلف عناوين مزعومة تسطرت قائمتها “إعادة الشرعية”!! بينما المعركة بالنسبة للقيادة اليمنية الوطنية معركة مصير وحرية وتحرير منذ أول طلقة أُطلقت لمواجهة المشروع الاستعماري في المنطقة، بعد أربعين يوم من العدوان على اليمن، وحتى اللحظة.

بالعودة للتصنيع العسكري اليمني، فما صرح به “اللواء العاطفي” بانه: لن تستطيع منظومات العدو الدفاعية إعاقة أسلحتنا النوعية، وندع الأيام لتؤكد صحة قولنا إذا ما استمر العدوان؛ ليست هذه النبرة جديدة على دول العدوان، بل أنها مجربة في ”حقل بقيق ومصفاة الشيبة، وفي المحطات النفطية لأرامكوا العالمية“، والكثير من الاهداف الاستراتيجية في العمق السعودي، وكأن التصريح الجديد يلمح لاستهداف جديد قد يكون الأول من نوعه وقد يُدشن به العام الجديد بعد أيام قلائل.

فالمعركة بالنسبة للقوة العسكرية اليمنية ليست كما يُخيل إلى دول العدوان وإلى “الشيطان الأكبر أمريكا” التي اقدمت على نشر جنودها في محافظة “المهرة” مؤخرا، أو العدو الإسرائيلي الذي استلم جزيرة (سقطرى وميون) من الإمارات كـ عربون صداقة ماقبل إعلان التطبيع، أي انها معركة تهتم لأمر القدس وتثأر لأراضيه المقدسة من اليمن، فاليمن قد أعاد بناء القوات المسلحة بصنوفها المتعددة المهام والتخصصات، والتي اقدمت يد العمالة مسبقا على هيكلتها وسحب الحمية منها بسياسة أمريكية تغلغلت في الجيش اليمني حتى أقدمت على تفجير الدفاعات الجوية برعاية الدولة نفسها!!

بالمختصر المفيد، قادم الأيام ستشهد مستجدات تكون حدث العالم، وقد تنقلب نتيجة التطبيع وبالا على المطبعين، لكن، بطريقة يمنية، فكل ذلك كان حرب من أجل المصلحة، فإين ستجد الأنظمة العميلة والبقرة الحلوب مصلحتها بعد تنفيذ ما لمح به وزير الدفاع اليمني “اللواء العاطفي”، فمثل هكذا تصريحات تعتبر مناورات عسكرية، لن نستبق الاحداث، فقادم الايام هو من سيحدثنا بنفسه، وإن غدا لناظره قريب.